.
محمود الغتمي
.
المجاهد سليمان الباروني
تعد دائرة المعارف الإسلامية من الموسوعات المتخصصة في تراث الإسلام، حيث كتبت هذه الموسوعة باللغات الأوروبية الكبرى، واجتمع على تأليف موادها ثلة من كبار المستشرقين الغربيين في القرن العشرين.
أما الترجمة العربية لهذه الموسوعة فقد جاءت مبتورة، إذ لم تتجاوز هذه الترجمة حرف العين، ونشرت في خمسة عشر مجلدا وذلك في مصر عام 1933. (1(
وتتشكل دائرة المعارف الإسلامية من مقالات تتناول تاريخ وشخصيات وبلدان وحضارات العالم الإسلامي، وجاءت هذه المقالات والمواد مرتبة ترتيبا أبجديا.
وكان من بين الشخصيات التي تناولتها الموسوعة شخصية المجاهد الكبير سليمان الباروني، والباروني إسم لا يدانيه شهرة في تاريخ ليبيا الحديث سوى القليل، فقد عرفته ساحات الحروب ضد الايطاليين فارسا مبرزا وقائدا محنكا، كذلك كان شاعرا إنقادت له ملكة الشاعر البليغ، وكاتبا وصحفيا ورحالة جاب العديد من البلاد العربية والأجنبية.
كتبت هذا المقال عن الباروني المستشرقة الايطالية لاورا فيتشا فالييرى [1893-1989] وهى من رائدات الدراسات العربية والإسلامية في ايطاليا بالقرن العشرين، حيث عملت أستاذة في المعهد الجامعي للدراسات الشرقية بجامعة نابولي و “إنصرفت إلى التاريخ الإسلامي قديما وحديثا، وإلى فقه العربية وآدابها”. (2)
ولم يأت المقال نقيا خالصا، وإنما شابته بعض الانحرافات والأخطاء، كذلك لم يعبر معظمه عن حقيقة شخصية الباروني الفذة والدور الذي لعبه في حركة الجهاد، بل نرى الكاتبة أحيانا كثيرة تظهر الباروني كقائد إنفصالى وإنتهازى لم يمتشق السلاح ويشارك فى ملحمة الجهاد الوطني إلا لإرساء دعائم إمارة بربرية فى قطاع الجبل الغربي حسب زعمها.
ولا نريد أن نتطرق إلى جميع ما وقعت فيه الكاتبة من مزالق، فقد فندنا وعلقنا على تلك الهفوات فى مواضعها من المقال.
النص :
الباروني، سليمان : فقيه طرابلسى إباضى ورجل سياسة ألهم عرب بلاده فى نضالهم مع ايطاليا، وهو ينتمي إلى أسرة بربرية ذات جاه ونفوذ في جبل نفوسة “ولها فروع فى جادو وكاباو وجربة حيث تقوم مكتبة بارونية خاصة” (3)، وكان أبوه عبدالله الباروني (4) متكلما وفقيها وشاعرا تولى التدريس فى زاوية البخابخة بالقرب من يفرن (5). واشتبهت الحكومة العثمانية فى سليمان موجسة أنه يغذى الآراء الانفصالية ويدبر إقامة إمامة إباضية. وأقيمت عليه الدعاوى، ولكن الأحكام التي حكم بها فى هذه الدعاوى لم تنفذ بكاملها لما أثارته من الاضطرابات، وخاصة فى الجبل. وصدر العفو عنه، على أن السلطات العثمانية طلبت منه أن يقدم نفسه فى الآستانة ففر إلى القاهرة.
وكان الباروني رجلا عجيبا فى ثقافته، فقد درس فى تونس والأزهر وفى مزاب، وأنشأ مطبعة كان لها الفضل العظيم فى نشر عدة كتب إباضية قديمة (6)، وكذلك أنشأ الباروني صحيفة لم يكتب لها مع ذلك إلا حياة عابرة (7)، وقد منع تداولها فى الولايتين العثمانيتين وهما تونس والجزائر (8).
ولما أعلن الدستور عقب ثورة حزب تركية الفتاة، انتخب سليمان نائبا عن لواء الجبل واستدعى إلى الآستانة، وهناك درس التركية فى شهرين بذل فيهما غاية جهده.
ولما اتضحت نوايا ايطاليا حيال ليبيا حاول سليمان أن يحصل على صفقات السلاح من حكومته (9).
ولما نزل الايطاليون طرابلس يوم 11 أكتوبر سنة 1911 (10) كان الباروني من أنشط المثيرين للمقاومة العربية التي جعلت تركية تقرر الوقوف بثبات فى وجه هذا العدوان وظلت على موقفها حتى بعد توقيع معاهدة الصلح التركية الايطالية فى أوشى “أو لوزان” فى 18 أكتوبر سنة 1912 (11). وفى قطاع الجبل الغربي الذي كان الباروني يقاتل فيه بغية إقامة إمارة بربرية، حسم الأمر فى وقعة الأصابعة فى الثالث والعشرين من مارس 1913 (12). ولما عاد الباروني إلى الآستانة عين عضوا فى مجلس الشيوخ ومنح لقب باشا.
ولما دخلت تركية الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول أوربا الوسطى (13) سنة 1914 أوفد الباروني فى أكتوبر سنة 1914 إلى السلوم صحبة نورى بك أخي أنور باشا لإغراء أحمد الشريف زعيم السنوسية بمهاجمة البريطانيين من الغرب (14).
ولكنه أخفق فى مهمته، واكتشفت خطة إجبار السنوسي على اتخاذ هذا الموقف واعتقل الباروني، على أنه حاول الهرب فى يناير سنة 1915.
واستأنف الباروني شأنه من الوقوف فى وجه ايطاليا حين دخلت ايطاليا الحرب. ولم يتح للباروني أن ينزل من غواصة فى مسراتة إلا فى نهاية سنة 1916 حين أقامته تركية حاكما عاما وأميرا لبلاد طرابلس وما يتبعها.
وكان الطليان فى مركز حرج إذ كانوا قد تحصنوا فى طرابلس والخمس وزوارة، ولكن العرب أيضا كانوا فى فوضى شاملة، إذ اختلفت أهداف زعمائهم وكانت القبائل تتقاتل فيما بينها. وأعاد الباروني الوحدة بين صفوفهم، على أنه سرعان ما فقد نفوذه الغالب. إذ سار متجها إلى غربي بلاد طرابلس فهزمه الطليان هناك فى اليومين السادس عشر والسابع عشر من يناير سنة 1917 (15).
وفى آخر هذا الشهر، أي يناير، أحل الترك محله رجلا عسكريا هو نورى باشا الذي أشرنا إليه من قبل.
وفى نوفمبر سنة 1918، أي بعد أن وقعت تركية معاهدة الصلح مع الحلفاء، أقام الوطنيون – متأثرين بمبادئ ولسون (16) – الجمهورية الطرابلسية (17) فى بلاد طرابلس التي منحتها ايطاليا من بعد القانون الطرابلسى الأساسي.
وهناك ظهرت حركتان، إحداهما ترمى إلى عقد اتفاق مع ايطاليا خليق بأن يحقق الاستقلال التام، والأخرى، ويمثلها البربر بصفة خاصة، تؤيد التعاون مع إيطاليا بتطبيق القانون الأساسي. وقد أيد الباروني الحركة الثانية، ولو أن هدفه الأخير ظل يرمى إلى إقامة إمارة بربرية في غربي الجبل لها منفذ إلى البحر.
وقررت السياسة الأولى في اجتماع عقد بغريان (18) في نوفمبر سنة 1920 (19) حيث طالب الناس في بلاد طرابلس بإقامة إمارة عربية بطبيعة الحال “أما فكرة توحيد طرابلس وبرقة فقد نضجت من بعد في آخر سنة 1921 وتحققت بعرض هذا المنصب على إدريس السنوسي في ربيع سنة 1922).
أما البربر الذين كانوا يسعون إلى عون ايطاليا ورماهم العرب بالزندقة “ كذا” بحكم اعتناقهم المذهب الإباضى (20)، فقد طردوا من غربي الجبل بالقوة وحملوا على التماس ملجأ لهم على الساحل في يولية سنة 1921. وهكذا تبخرت أحلامهم في الاستقلال أو الاستقلال الذاتي.
ونفى الباروني من بلاد طرابلس في 22 ديسمبر سنة 1921 لموقفه الغامض (21)، فأقام زمنا في أوربا وفى الحجاز ثم شخص إلى مسقط ضيفا على السلطان سعيد بن تيمور. ومن هناك مضى إلى داخل عمان ونزل في رحاب محمد عبدالله الخليلي إمام الدولة الإباضية الصغيرة “قصبتها نزوي” التي ظلت قائمة إلى عهد قريب في الجبل الأخضر (22)، وهناك منح لقب وزير ووكل إليه أمر إعادة تنظيم الدولة. ثم عاد إلى مسقط من بعد، حيث أقيم سنة 1938 مستشارا للسلطان ومنح سلطات واسعة.
وتوفى الباروني في بومباي “وليس في مسقط، انظر O.M.، سنة 1940، ص 326” (23) سنة 1940.
ولم ينشر من كتابه : “الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية” (24) إلا المجلد الثاني، إذ طبع في القاهرة طبعة من غير تاريخ [سنة 1906–1907] (25).
________________________________________
* ملحوظة : كل ماورد من هوامش في هذا التحقيق من صنعتنا.
1- أنظر د، محمد صلاح الدين بن موسى، دائرة المعارف العربية الإسلامية متى تصبح حقيقة ملموسة، مجلة كلية الدعوة الاسلامية، العدد الواحد والعشرون، 2004. ص 723.
2 – نجيب العقيقي، المستشرقون، الجزء الأول، دار المعارف، ط / 4، د. ت، ص 466.
3،4. في الأصل : بيرو نية، البيروني، بالياء سهوا.
5. تعرف بمدرسة البخابخة أو مدرسة الباروني، أسسها سالم أبوالهول اليفرنى حوالي سنة 1798 م وقامت بدور تنويري كبير من تحفيظ القران الكريم وتدريس العلوم الشرعية، وقد جدد بناءها و تم افتتاحها من جديد عام 1904 على يد الشيخ عبدالله الباروني ونجله سليمان. أنظر، د. عبد الحميد عبدالله الهرامة، فصول من تاريخ ليبيا الثقافي، أصالة للنشر والتوزيع، بيروت، ط / 1، 1999، ص ص 49 – 50.
6. هي المطبعة التي أنشأها الباروني فى مصر بإسم ” مطبعة الأزهار البارونية ” وقد افتتحها فى غرة شهر ربيع الأول 1325 ه الموافق الرابع عشر من أبريل 1907، وكان أول كتاب يطبع فيها هو كتابه ” الأزهار الرياضية فى أئمة وملوك الاباضية “. أنظر، زعيمة سليمان الباروني، صفحات خالدة من الجهاد، للمجاهد الليبي سليمان الباروني، 1964، مطابع الاستقلال الكبرى، ص 49.
7. أثناء وجوده فى مصر، أسس الباروني جريدة أسبوعية سماها بـ “الأسد الإسلامي” كان يطبعها فى مطبعته الخاصة “الأزهار البارونية” ولم يصدر منها سوى ثلاثة أعداد فقط، حيث صدر العدد الأول فى شهر أكتوبر 1907، أما العدد الثالث والأخير فخرج فى يوم الثالث والعشرين من أبريل 1908. أنظر، نفس المرجع، ص ص 21، 53.
8. عندما أصدر سليمان الباروني جريدته الأسد الاسلامى فى القاهرة عام 1907 كانت تونس والجزائر ترزحان تحت الإحتلال الفرنسي، فمن المعلوم للجميع أن فرنسا احتلت الجزائر منذ عام 1830 ثم احتلت تونس فى 1881، وليس كما ذكرت الكاتبة من أنهما كانتا ولايتين عثمانيتين! أنظر، د. زاهر رياض، شمال إفريقيا في العصر الحديث، مكتبة الأنجلو المصرية، 1967، ص ص 175، 199.
9. تريد الحكومة العثمانية، بإعتبار سليمان الباروني عضوا في مجلس المبعوثين العثماني.
10. كان أول يوم وطئت فيه أقدام الايطاليين تراب مدينة طرابلس هو الرابع من أكتوبر 1911، أما أول صدام مسلح بين المجاهدين والإيطاليين فكان فى منطقة بومليانة بتاريخ العاشر من أكتوبر 1911، وليس كما ذكرت الكاتبة. أنظر، الطاهر أحمد الزاوي، جهاد الأبطال فى طرابلس الغرب، دار المدار الاسلامى، بيروت، ط / 4، 2004، ص ص 85، 86، 95.
11. في الواقع أن تركيا تخلت عن ليبيا وتقاعست فى الدفاع عنها بعد توقيع معاهدة لوزان في الثامن عشر من أكتوبر 1912، فقد ورد بوضوح تام فى المادة الثانية من المعاهدة المذكورة بأن تتعهد تركيا بسحب قواتها وضباطها وموظفيها من ليبيا، وكذلك ورد فى المادة السادسة من الملحق السري الرابع بالمعاهدة أن تركيا لن تسمح بإرسال أي نوع من الأسلحة أو العتاد أو الجنود إلى ليبيا. أنظر، د. محمد عبد الكريم الوافي، الطريق إلى لوزان، الخفايا الدبلوماسية والعسكرية للغزو الايطالي لليبيا، منشورات جامعة قاريونس، ط / 2، 1409 هـ – 1988 م، ص ص 209، 216.
12. معركة الأصابعة وتعرف في بعض المصادر بمعركة جندوبة، اندلعت هذه المعركة في صبيحة يوم الثالث والعشرين من مارس 1913 تولى قيادة المجاهدين فيها الزعيم سليمان الباروني، وقد نجح المجاهدون بادئ الأمر فى تطويق القوات الايطالية، ولكن نتيجة الكثرة الهائلة لقوات العدو ونفاد الذخيرة من المجاهدين أدى إلى انسحابهم بعد أن كبدوا قوات العدو خسائر فادحة، وعلى إثر إنهزام سليمان الباروني في هذه المعركة الكبرى، اثر التوجه إلى الحدود التونسية، ومنها سافر إلى لندن ثم حط رحاله فى استامبول. أنظر، الطاهر أحمد الزاوي، جهاد الأبطال، مرجع سابق، ص ص 168، 169. و كذلك خليفة محمد التليسى، معجم معارك الجهاد فى ليبيا 1911 – 1931، الدار العربية للكتاب، 1983، ص ص 108، 109.
13. دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب حليفتيها ألمانيا والنمسا، ففي يوم التاسع والعشرين من شهر أكتوبر 1914 قامت البحرية العثمانية بقصف الأسطول الروسي فى البحر الأسود، و أغرقت عددا من سفنه. أنظر،أحمد عبدا لرحيم مصطفى، فى أصول التاريخ العثماني، دار الشروق، ط / 1، 1982، ص288.
14. تقصد مهاجمة القوات البريطانية فى مصر، وقد حدث هذا فعلا، عندما نجح بعض الضباط الأتراك فى إقحام السيد أحمد الشريف فى حرب خاسرة ضد بريطانيا، إذ قامت القوات الليبية فى شهر نوفمبر 1915 بقيادة أحمد الشريف بهجوم مفاجئ على الأراضي المصرية، استولت فيه على منطقة السلوم ومرسى مطروح وبعض الواحات الجنوبية و أضحت تهدد مدينة الإسكندرية، غير أن القوات البريطانية قابلتها بهجوم معاكس واشتبك الجيشان فى معركة العقاقير فى شهر يناير 1916 التي انهزم فيها السيد أحمد الشريف، وانسحب على رأس جيشه غربا نحو الأراضي الليبية. أنظر، د. هنري أنيس ميخائيل، العلاقات الانجليزية الليبية مع تحليل للمعاهدة الانجليزية الليبية، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970، ص ص 61، 62.
15. تعنى معركة الجديدة، وليس صحيحا أن المجاهدين انهزموا في هذه المعركة بقيادة سليمان الباروني، بل إن الواقع عكس ذلك تماما، حيث إتخذ الزعيم سليمان الباروني من منطقة الجديدة قرب العجيلات مركزا لمناوشة الايطاليين الموجودين في زوارة، وكان العدو يعلم مدى خطورة وجود الباروني على رأس المجاهدين في هذه القاعدة الهامة التي باتت شوكة تقض مضجعهم، فجمع لذلك الايطاليون قوات ضخمة في زوارة بقيادة الجنرال
” لاتيني ” الذي بدأ بالهجوم على المجاهدين يوم السادس عشر من يناير 1917 واستمرت المعركة على أشدها مدة يومين، ثبت فيها المجاهدون ثباتا عظيما ونجحوا في صد القوات الايطالية التي إنسحبت تجر أذيال الهزيمة إلى زوارة. أنظر، خليفة محمد التليسى، معجم معارك الجهاد، مرجع سابق. ص ص 200، 201، 356،
محمد امحمد الطوير، معارك الزاوية بين المجاهدين الليبيين والغزاة الايطاليين (1911 – 1931) منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، ط / 3، 2006، ص 54، الطاهر أحمد الزاوي، جهاد الأبطال، مرجع سابق، ص ص 296، 297.
16. هي المبادئ الأربعة عشر التي أعلنها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون [ 1856 – 1924 ] و منها حق الشعوب في تقرير مصيرها.
17. اجتمع عدد كبير من أعيان وزعماء المنطقة الغربية من البلاد في جامع المجابرة بمدينة مسلاتة في يوم السادس عشر من نوفمبر 1918، حيث تم في هذا الاجتماع التاريخي الإعلان عن قيام الجمهورية الطرابلسية، وقاموا بإنتخاب أربعة أعضاء لمجلس الجمهورية الوليدة، هم، رمضان السويحلى، سليمان الباروني، أحمد المريض و عبدالنبى بالخير، وتعد بذلك أول جمهورية في العالم العربي. أنظر، مصطفى على هويدى، الجمهورية الطرابلسية جمهورية العرب الأولى، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، ط / 1، 2000، ص ص 79، 80. محمد امحمد الطوير، معارك الزاوية، مرجع سابق، ص ص 56، 57.
18. في الأصل كاريان، وهو تصحيف من المترجم.
19. التأم هذا المؤتمر بمدينة غريان في شهر نوفمبر سنة 1920 في ظل ظروف عسيرة تمر بالوطن، منها مقتل رمضان السويحلى، والفتنة الواقعة في الجبل الغربي، وحضره عدد كبير من زعماء الجهاد، وكان من أهم قراراته إعلان حكومة وطنية أطلق عليها إسم ” هيئة الإصلاح المركزية ” و أيضا إرسال وفد إلى ايطاليا برئاسة الشيخ محمد فرحات الزاوي لعرض المطالب الوطنية على حكومة روما، التي أوصدت في وجهه جميع الأبواب. أنظر، الطاهر أحمد الزاوي، جهاد الأبطال، مرجع سابق، من ص 406 إلى ص 409. محمد امحمد الطوير، معارك الزاوية، مرجع سابق، ص ص 59، 62. خليفة محمد التليسى، معجم معارك الجهاد، مرجع سابق، ص ص 377، 378.
20. لا أعلم من أين جاءت الكاتبة بهذه التهمة الخطيرة والفرية الواضحة، فعندما تقول الزندقة فهي تقصد الكفر دون شك، وهذه الكلمة لاتطلق إلا على المعصية التي أبان عنها المشرع الحكيم في كثير من آيات الكتاب والأحاديث الصحيحة، ولا يرمى بالكفر مطلقا من امن بالله و اليوم الآخر.
21. لم يتم نفى الباروني من البلاد، بل خرج مهاجرا بمحض إرادته بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين بعض الزعامات الوطنية، وكذلك نتيجة تأثره بتلك الفتنة المؤلمة التي وقعت بالجبل الغربي.
22. تقصد الجبل الأخضر الذى يمتد في داخل سلطنة عمان.
23. أحد المراجع التي استعانت بها الكاتبة.
24. في الأصل : (الأزهار الرياضية في أئمة الملوك الإباضية)، سهوا.
25. يبدوا أن التعليق الذي بين قوسين مضلعين هو من عند المترجم، وهو تاريخ غير دقيق لطبع الكتاب، راجع ص 2 الهامش رقم 4.
* المراجع
1- الباروني، زعيمة سليمان، صفحات خالدة من الجهاد، للمجاهد الليبي سليمان الباروني، 1964، مطابع الاستقلال الكبرى، القاهرة.
2- بن موسى، محمد صلاح الدين، دائرة المعارف العربية الاسلامية متى تصبح حقيقة ملموسة، مجلة كلية الدعوة الاسلامية، العدد الواحد والعشرون، 2004.
3- التليسى، خليفة محمد، معجم معارك الجهاد في ليبيا 1911 – 1931، الدار العربية للكتاب، 1983.
4- جبران، محمد مسعود، سليمان الباروني، آثاره، الدار العربية للكتاب، 1991.
5- رياض، زاهر، شمال إفريقيا في العصر الحديث، مكتبة الأنجلو المصرية، 1967.
6- الزاوي، الطاهر أحمد، جهاد الأبطال في طرابلس الغرب، دار المدار الإسلامي، بيروت، ط / 4، 2004.
7- الطوير، محمد امحمد، معارك الزاوية بين المجاهدين الليبيين والغزاة الايطاليين ( 1911 – 1931 ) منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، ط / 3، 2006.
8- العقيقي، نجيب، المستشرقون، الجزء الأول، دار المعارف، ط / 4، د. ت.
9- القشاط، محمد سعيد، ليبيون في الجزيرة العربية، ط / 2، 1428 هـ، 2007.
10- مجموعة من المستشرقين، دائرة المعارف الإسلامية، النسخة العربية، إعداد و تحرير إبراهيم زكى خورشيد، أحمد الشنتناوى، د. عبدالحميد يونس، دار الشعب، القاهرة، د. ت.
11- مصطفى، أحمد عبدا لرحيم، في أصول التاريخ العثماني، دار الشروق، ط / 1، 1982.
12- المصراتى، على مصطفى، صحافة ليبيا في نصف قرن، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع و الإعلان، ط / 2، 2000.
13- ميخائيل، هنري أنيس، العلاقات الانجليزية الليبية مع تحليل للمعاهدة الانجليزية الليبية، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، 1970.
14- هويدى، مصطفى على، الجمهورية الطرابلسية جمهورية العرب الأولى، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، ط / 1، 2000.
15- الهرامة، عبد الحميد عبدالله، فصول من تاريخ ليبيا الثقافي، أصالة للنشر والتوزيع، بيروت، ط / 1، 1999.
16- الوافي، محمد عبد الكريم، الطريق إلى لوزان، الخفايا الدبلوماسية والعسكرية للغزو الايطالي لليبيا، منشورات جامعة قاريونس، ط / 2، 1409 هـ – 1988 م.