شخصيات

من هو صاحب أغنية: طيرين في عش الوفاء.

الفنان الراحل الموسيقار “يوسف العالم”، من مواليد مدينة سلوق، القريبة من مدينة بنغازي، في ثلاثينيات القرن الماضي.

عشق الموسيقا والغناء منذ صغره، وكان يحب تقليد الفنانين الكبار في ذلك الوقت، خاصة الفنان والموسيقار فريد الأطرش. والفنان يوسف العالم من كبار الملحنين في ليبيا منذ أواخر الخمسينيات، قدّم خلال مسيرته الكثير من الألحان التي تغنى بها الكثير من الفنانين من ليبيين وعرب.

وكان صحبة الملحن “عبدالحميد شادي” يمارسان هويتهما، بمنطقة الصابري حيث يسكنان، حيث تعلما مبادئ الموسيقى والعزف على يد الأستاذ “علي لاغا”، كما تعلم على يد الفنان الراحل “حسن عريبي” المقامات الموسيقية والموسيقا الشرقية.

وعن التحاقه بالإذاعة الليبية ببنغازي فيحكي الراحل، في أحد اللقاءات: (كنت في الماضي أجلس في (المربوعة)، وكان شباكها يطل على الشارع وأعزف بصفة مستمرة على آلة العود، إلى أن طرق في يوم من الأيام أحد الأشخاص الباب، وقال لي:

– هناك شخص يقوم بالعزف كل يوم

قلت: نعم ..هناك شخص يعزف.

قال: من؟

قلت: أنا.

قال: لماذا لا تأتى إلى الإذاعة؟

قلت: يا ريت!! ولكنني مازلت في البدايات.

قال: أنا أعزف على آلة العود .. ومستمع جيد (لازم تأتى إلى الإذاعة).

وعندما قال لازم تأتى إلى الإذاعة، انتبهت بكل جوارحي وقلت:

– وأنت من حضرتك ؟

قال: إبراهيم الطوير، مراقب الإذاعة في بنغازي.

ويعتبر الأستاذ “ابراهيم الطوير” من جيل السيدة “خديجة الجهمي” -رحمها الله-. وفعلاً التحقت بقسم الموسيقى في الإذاعة ومن هناك انتقلت إلى مجال التلحــين).

 أما عن علاقته بالفنان “فريد الأطرش” فيقول: (تربطني علاقة شخصية بالموسيقار “فريد الأطرش”، فكنت عندما أسافر إلى مصر من الضروري أن أذهب لزيارته وهو شخص متواضع جداً. وبسبب إعجابي واحترامي لهذا الموسيقار سميت أول أبنائي باسم “فريد”).

طيرين في عش الوفا

وتعتبر أغنية (طيرين في عش الوفا) جواز مروره إلى عالم الأغنية الليبية، بعد أن أنظم كعاوف للعود بفرقة الإذاعة ببنغازي، وعن قصة هذه الأغنية، يحكي الروائي الليبي “د.أحمد إبراهيم الفقيه”:

(وقصة هذا اللحن إن الإذاعة تشجيعا للفن ورغبة في إظهار المواهب، أعلنت عن مسابقة بين الفنانين في مطلع الستينيات، وكانت المفاجأة أن الفنان الذي فاز بالمرتبة الأولى هو هذا الملحن الجديد الفنان “يوسف العالم”، وكانت الكلمات من تأليف واحد من أجمل الشعراء الغنائيين وأكثرهم علما وثقافة واطلاعا على التراث الشعبي الذي أنتج فيه بعض التأليف هو الشاعر الجميل والإنسان البديع الراحل “عبد السلام قادربوه”، وتلقفت هذا اللحن وهذه الكلمات الحنجرة الذهبية لواحد من ارقي وأجمل واقوي الأصوات في الغناء العربي، هو فنان الغناء الشهير المطرب الاستثنائي “محمد صدقي”، وهذه الأغنية هي التي أعلنت عن الموهبة الخارقة في التلحين موهبة صديقنا وحبيبنا يوسف العالم).

في أحد مقالاته، يشير الكاتب “زياد العيساوي” وهو أحد الكتاب القلائل الذين اهتموا بالكتابة عن الأغنية الليبية، أن الفنان “يوسف العالم” دشن مدرسة الحداثة اللحنية في “ليبيا”، وأنه فتح فصلاً متقدماً فيها، إذ أنه كان أول مُحدِث في هيكلة بنيانها، بالألحان الجميلة.

والراحل، تميز في ألحانه بقدرته على نقل الأغنية إحساساً إلى المستمع، من خلال تجسيده للمعنى، والاهتمام بالكلمات، وإعطائها حقها في التصوير اللحني. فلحن القصيدة الفصحى، والعامية والشعبية، وله الكثير من الألحان التي تميزت، ومازالت عالقة في الذاكرة، نذكر منها: طيرين في عش الوفا – نباركلك في يوم العيد – ورد الجنانين – في توصيفك ما لقيت مثيل – ليش دمعتك – مقدر جرى مكتوب – بعد ما فقدتك – يا عين نوحي – يا خاطري تندم – كنت معاه – ليلة الحنة – قصيدة: ليبيا يا نغماً في خاطري – قصيدة: يا لائمي.

هذا كما لحن للعديد من الأعمال الدرامية سواء على المسرح أو التلفزيون.

وفي الفترة الأخيرة، كان قدر تعرض لوعكة صحية، تعافى منها، لكنه الخميس 11 أغسطس اضطرب وضعه الصحي، مما اضطره للدخول للمستشفى، ليحول إلى قسم العناية الفائقة. ليعلن يوم الجمعة 12 أغسطس 2016 عن وفاته بمدينة بنغازي.

مقالات ذات علاقة

التليسي المؤرخ

ناصر سالم المقرحي

الأستاذ محمد عاشور محمد الغراري (1940-2006م).

محمود الغتمي

الذكرى السنوية الأولى للشاعر علي الخرم

مهند سليمان

اترك تعليق