كتاب رحلة باطوس.
النقد

رحلة باطوس .. رحلة تشويق ونشوة وامتاع

عبد الحميد المغربي

أن تشاهد عملا مسرحيا بخلاف أن تقرأ نصا مسرحيا .. إذ المشاهدة غير القراءة..فالقراءة تمنحك حرية التعامل مع النص أي بمعنى أنك تشعر وكأن ما يقع بين يديك هوملكك وليس لشخص آخر يربطك معه زمنا محدودا كالفترة الممنوحة على الركح للعملالمسرحي الممنوح أصلا من المخرج الذي استلم النص الخاضع لهذا المخرج الذي درسهبإمعان وأتقنه فنا إخراجيا و زمنيا و أعطى للشخوص وقتهم أثناء العرض .

كتاب رحلة باطوس.
كتاب رحلة باطوس.

وهذا لا يعني أن مؤلف العمل لم تعد له سلطة على نصه إنما للمخرج سطوته كما له حق تناول العمل بطريقته الإخراجية .

هذه مقدمة لابد منها كي يكون للمشاهد أو المتلقي قراءة ومعرفة تامة بالمرحلة التي يمر بها النص إن كان للمشاهدة .. أما الإطلاع والقراءة فهذه تحتاج لتكرار مسألة القراءة حتى يتم استيعاب النص والإلمام التام كالنص الذي بين يدي للكاتب القاص محمد العنيزي .. وهي مسرحية أطلقت عليها ــ وهي كذلك ــ استحضارية تخييلية لايقدم عليها إلا بارع ومتمكن فنا وثقافة ..

والمسرح على وجه الخصوص لا يدخل ساحته كما لا يتقن فنه إلا من تسلح بالثقافة وهي اللبنة الأولى يأتي بعدها الفن ثم التاريخ وجميعها يملكها العنيزي ..

كما أن ثمة نقطة غاية في الأهمية وهي أن للعنيزي قلم ينسج خيوط القصة القصيرة ويكتب السيناريو مع نجاحه الذي لمسته خلال قراءتي لمسرحيته التي عنونها ب    ( رحلة باطوس ) ..التي لا أحرم القاريء متعة وطراوة لوحاتها التي آخرها اللوحة الخامسة وأعقبها بعنوان صغير من كلمة واحدة ( إظلام ) .

وكما نلاحظ عزيزي القاريء أنني كلما أوردت فقرة من المسرحية أوردتها لسبب وهو أنني أسعى لتشويق القاريء وحثه لإقتناء المسرحية التي كان لي ولغيري شرف توقيع مؤلفها الأستاذ القاص محمد العنيزي اثناء الدعوة الكريمة التي تلقيناها لحضور اليوم العالمي للمسرح .

وحتى لا يأخذنا الإسترسال في الحديث مع القاريء نقول أن مسرحية ( رحلة باطوس ) هي نتاج ما تحفظه ذاكرة العنيزي الثرية والغنية بما سجله تاريخ البشرية من صفحات بطولية .

وثمة نقطة غاية في الأهمية وجديرة بالذكر وهي ما يميز الأديب العنيزي أنه تميز كما تفرد بالفعل في هذا العمل الذي تفوق فيه ذكاؤه ولا أقول عبقريته .. كما أنه حقق من النجاح برقم فاق الدرجة المعتادة للإستمارة .

القاص محمد العنيزي يوقع إصداره الجديد، مسرحية رحلة باطوس.
القاص محمد العنيزي يوقع إصداره الجديد، مسرحية رحلة باطوس.

وأعتبر مسرحية ( رحلة باطوس ) هي إضافة وذات جدوى في التأليف المسرحي للمكتبة الأدبية داخل أروقة مقار الفرق المسرحية ..

والعودة لمسرحية ( رحلة باطوس ) ..فيها من الإمتاع والنشوة ما لاتجده في غيرها من الكم الهائل في التأليف المسرحي .

وفي الختام تحية إعزاز وإكبار للمؤلف ونترقب منه المزيد لأن المسرح في بلادنا يتوق وتواق لمثل هذه الأعمال .

19 . 11 . 2018

مقالات ذات علاقة

شمس.. والوطن الذي فقد.. (قراءة لقصة “شمس” للكاتب/ محمد المسلاتي)

المشرف العام

المغامرة السردية ولذة الاكتشاف عند زياد علي

المشرف العام

من غرائب جنوب ليبيا (كاف الجنون) (2)

عبدالعزيز الصويعي

اترك تعليق