أحبّكِ ..
بمنتهى البساطةِ والعمق
دون فلسفةٍ وإطناب
مثلما يُفسّرُ الماءُ بالماء
لكنني سأتهجّى تجليكِ جاهداً
بمقاربةٍ مرهفةٍ للوحةِ طلوعكِ
لأنني أحوجُ لظاهرةِ تأثيركِ
حين تهطُلينَ كمطرٍ على جفافٍ جائر
ورذاذٍ على ظمأٍ مُزمنٍ وسحيق
وربيعٍ على تصحّرٍ صَلِفٍ ومُكابر
حينها يليقُ بكِ الغرورُ والزهو
مثل كل روحٍ خلّاقةٍ وشاعرة
فتطرقين خاطري كسُلافٍ منيعةٍ عن الإشتهاء
في لهفةِ الصائمِ لهلالِ شوّال
بمزاجٍ حارٍ ورائق
من نبيذٍ معتّق النضج
ومسكوبٍ كخاتمةٍ نصٍّ باذخ
من على نارٍ هادئة
في مُخيّلة عاشق
ولوعةِ صبّ
يُتَلَعثَمُ بتشذيبهِ
ويُرْتَبَكُ في تشكيلهِ
كأمٍّ لايمكنها تعميدُ وليدها
في نشوةِ تجسّدِ الحلم
وخلاصُها من ربقةِ المخاض
أحبّكِ …
بانحيازٍ صارخ
وإجماعٍ ساحق
رغم أنكٍ نائيةٍ وعصيّةٍ
كفاكهةٍ ريّانةٍ وشاهقةٍ
عن قِطافِ البواكير
ونافرٍ كجيدِ راهبةٍ فُتُون
تحجّبتْ في فخامةِ صوامعٍ وبيع
لكنكِ موحيةٌ كملاقاةِ صباحٍ جديد
في حقلٍ وارفٍ وغضّ
وملهبةٌ كسَفرٍ على طريقٍ هادئٍ وبعيد
وإن كنتِ لا تبادلين بما ينحتُ نُزُفي
في درب المعنى
ومايُرتِّلُ شجني على
حائط البكاء
_______________________
الاثنين 8 تشرين الأول 2018 م