كلعنةِ القلق، تغتابنا وعود الصحو، ترمقنا مواسم الامتداد، حين تتعرّى ذات الأنين، أتركُ فيكِ ظلال الأمس، حتى آخر الرقص، حتى آخر الصمت اللذيذ، يلوذ المجاز في دوائر الطهر، يتشرنق الوجد كحلزون الضوء الغامر، على قارعة الخريف الجشع، أقشّرُ الاصفرار الأبدي، مدسوسٌ في أجيج القصيد، حفنات من بكاء، يتلاشى الحبر الأزرق في أزقّةِ السراب، يرتدي المساء البرتقالي ملامح امرأةٍ من زعفرانٍ ونار، يتساقط الوهم في أحداقِ الخذلان القميء، تنزوي الخيبات كحصى الدروب الخائنة، عند أقاصي الريح الشاعتة، تدلق الفجيعة رغوة الآثام، يُسْلِمها للزمن الرتيب، زبد الغيم المتناسل بفحولةِ الريح، أرض الزنابق، غواية بلا رشد، يثملها نبيذ العجلْ الجارف، قيثارة تذوب بين أصابع المستحيل، وترًا طفولي النشاز، مرآة بعينٍ واحدة، لا ترى سوى مطر أحمر ونتفة حنين، حين تستميل شفتيكِ الضارعتين، لاعتناقِ شهوة التين البري، تعصرُ الضوء على نوافذ النرجس، تحيله إلى مناديل وداعٍ أخير، كنجمةٍ تدسُّ قُبْلتها في عراءِ الأرض البتول .