تقارير

تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة الفنان محمد حسن

الحيب الأسود

الفنان محمد حسن.
الصورة: عن صحيفة العرب.

كثر الحديث هذه الأيام عن الأيام والساعات الأخيرة من حياة الفنان العربي الليبي الكبير محمد حسن الذي توفي يوم 17 ديسمبر الماضي تاركا وراءه رصيدا إستثنائيا من الإبداع الموسيقى والغنائي الذي يجتمع حوله الليبيون المعتزون بهويتهم الثقافية والحضارية والأوفياء لكل من ساهم في تشكبل الوجدان الوطني عبر السنوات والعقود .

الأستاذ فتحي الترهوني الذي كان رافق الفنان الراحل محمد حسن في تونس لمدة أشهر وأسابيع تحدث لأول مرة عن تفاصيل مرض ووفاة صاحب الخيمة الغنائية ، فقال ل« بوابة افريقيا الإخبارية » أن محمد حسن ، رحمه الله ، كان يتردد على تونس منذ قرابة العامين ، بهدف الخضوع للمراقبة الصحية والعلاج لدى طبيب متخصص في الأمراض الصدرية ، حيث كان يعاني من تليف بسيط في الرئة اليسرى ، وقد تحسنت حالته ، وعاد الى ليبيا ، ولكنه إضطر في يونيو 2017 الى العودة الى تونس ودخول  مصحة إبن زهر للقلب والشرايين بحي باب الخضراء حيث أقام لمدة أسبوعين ، وقد رازه خلال هذه الفترة القائم بالأعمال في السفارة الليبية ومرافقاه ، كما زاره فتحي المجبري نائب الرئيس المجلس الرئاسي وعدد من الفنانين الذين قاموا بتوثيق ذلك عبر صور إلتقطوها مع الفنان الكبير ونشروها على صفحاتهم بمواقع التواصل الإجتماعي ، وقد شجب البعض ذلك التصرف وإعتبره غير إخلاقي نظرا لما يجسده من متاجرة رخيصة بظروف الفنان وهو على فراش المرض وإستعمال ذلك في غايات الدعاية والإشهار .

وقد تم دفع تكاليف العلاج والإقامة في تلك الفترة من قبل القنصلية العامة الليبية بالعاصمة تونس وتحديدا الاستاذ  عبد الرزاق الصويعي ، ثم إنتقل الفنان محمد حسن الى شقة قبل عودته الى ليبيا حيث أجريت له عمليتان جراحيتان على أسفل الظهر وفقرات الرقبة  الامر الذي اثر سلبا على الجهاز التنفسي نتيجة عمليات التخدير المتلاحقه .

بعد ذلك ، تم تقديم ملف للحصول على تأشيرة سفر الى إلمانيا لكل من الفنان الراحل ونجليه ، وتدخل في ذلك مشكورا النائب بمجلس النواب الهادي الصغير ، وقد وصل محمد الى تونس ودخل المصحة إستعدادا للقيام برحلة تقوده ومرافقيه الى روما وبرلين ، وبقي في مصحة إبن زهر دون أن يزوره أي مسؤول ، وتم تدبير المصاريف وتغطية التكاليف بعلاقات خاصة ، بين ساهم مساعد القنصل مشكورا في دفع تكاليف جهاز التنفس الإصطناعي الذي رافق محمد حسن في الرحلة الى إيطاليا ، التي بقي فيها الفنان الراحل أسبوعا تمهيدا للسفر الى ألمانيا.

وقد سافر محمد حسن الى ألمانيا حيث إكتشف أن الإجراء الإداري والمالي لم يتم تجهيزه ، فأطر ، رحمه الله على العودة الى تونس ، وقد عاد فعلا لتبدأ رحلة المتاعب ، حيث دخل من جديد مصحة إبن زهر الى أن تضخمت الفاتورة دون أن يتقدم أي طرف حكومي أو غيره لدفعها ، فحاول مرافقوه إخراجه من المصحة لكن الإدارة رفضت السماح بذلك إلا في حالة دفع كامل المبلغ المطلوب ، وقد قام الاستاذ فتحي الترهوني يوم السبت 16 ديسمبر بتدبير المبلغ مع بعض الأصدقاء، وتسديد الفاتورة كاملة، وتم نقل محمد حسن الى شقة مفروشة في ضفاف البحيرة، ولكن بعد ثمانية أيام تدهورت صحته فجأة، وتم التردد على ثلاث مصحات.

كان اليوم متعبا جدا ، وتم الإتصال بالنائب الهادي الصغير الذي أتصل بالملحق الصحي بالسفارة أسامة الصغير ليحضر ويطلب نقل الفنان الكبير الى مصحة التوفيق  ظهر يوم 2017/12/16 بدأ  العد التنازلي لصعود المرحوم محمد حسن الى الرفيق الاعلى وكان ذلك فجر الاحد 2017/12/17 حيث لا أحد تقدم لمساعدة أو مواساة أبناء الفقيد، ولم يجدوا معهم  الإ الأستاذ فتحي الترهوني ومرافقهم الفنان وليد الجديع واشجار مصحة التوفيق، يقول الترهوني « لا اريد ذكر اسماء من اتصلت بهم ولم يجيبوا وحتى من اجاب لم يكلف نفسه ولو مجاملة بسيطة تشد من عزم ابنائه المنهارين وانا اشد عزم هذا وأنتقل الى ذلك ،كان يوما  لا ينسى ابدا ابدا وقد استطعت بعد جهد جهيد ان اهديء الابناء ، وأقنعتهم بأن يتركوني وشأني في المصحة وان يلتحقوا بوالدتهم التي لم تكن تعلم بطبيعة الأحداث المتسارعة ، وهى في شقة البحيرة ، وقد تفرغت بمفردي لاتمام الاجراءات من المصحة الى القنصلية الى الى قسم الشحن بالمطار ، لقد كانت 15 ساعة من الألم والتعب ، لم يظهر فيها أي شخص من أصدقاء محمد حسن أو من المسؤولين أو من أصحاب القرار أو المال والأعمال والإمكانات، وكأن هذا الذي غادرنا ليس فنان ليبيا الأول وخيمتها الثانية».

لا ينسى الترهوني أن يؤكد أنه كان ذات يوم الى جانب محمد حسن في المصحة عندما إتصل به رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وعبر عن إستعداده لتوفير جميع الإمكانات الضرورية لتوفير العلاج له.

_________________

نشر بموقع بوابة أفريقيا الإخبارية.

مقالات ذات علاقة

حوش القرمانلي.. ذاكرة مدينة تضج بالحياة

مهند سليمان

المشاركات الليبية بالجائزة العالمية للرواية العربية

رامز رمضان النويصري

الذكاء الاصطناعي

المشرف العام

اترك تعليق