عبدالباسط الحمري
توشك الشمس علي المغيب، صوت ثغاء الأغنام يتوافد من الوادي معلن عودة الحاج عبد الكافي من المرعي، يوم طويل قضاه الحاج عبد الكافي في المرعي، تخللته مطاردات للأرانب البرية، والطيور، ولم يكن برفقته إلا حماره، وقد حمله ببراد وطاسة شاهي ورغيف خبز التنور وجالوني 5 ليتر من الماء وحبة بصل يابس، وبيله للرؤية بالليل، كان حماره بمثابة الفندق المتنقل يحمل جميع ما يحتاجه تجوال الحاج عبد الكافي في تلك البراري والأودية كما يقول يعادل تجوال الآخرين في المدن والسوبر ماركات، بل والقرى السياحية، ولطالما تحدث الحاج عبد الكافي قائلا: شن حصلوا الناس من المدن غير الأمراض كالضغط والسكر والسمور وطياح السعد،،، ويتحدث قائلا: إن استنشاق الهواء النقي في البرية كما يري لا يعادله شيء، ورفقة الحمار أعزكم الله لها فوائد عدة فالحمير لا تعرف النميمة ،والقرمة، وهي أيضا لا تنقل الأحاديث، البصاصة، وهي أيضا مشهور عنها الصبر وحبها للعمل، بل ويستشهد بعبارة لو أردنا أن نشكر من يحب العمل فإننا نوصفه بأنه( حمار شغل) فما أحوجنا وأحوج هذه البلاد لحمير الشغل،،
أصدر باب منزله المركب من الصفيح صريرا فعرف أحفاده أنه وصل فخرجوا لاستقباله مرددين ،،جدي جاء ،جدي جاء ،جدي جاء،تعلقوا به ،إبراهيم علي أكتافه يسأله شن جبت لنا ياجدي، وعبد الحميد ياجدي قتلت الذيب، وغزالة وحليمة جبت لنا أرنب، وهو يحتضنهم ويحاول إجابتهم، جبت لكم اللي تبوها يا جريوات، ومازحا مع غزالة، أنت وين سنك كلاها الفار،،،خرجت الحاجة فاطمة الحمد الله عالسلامة ياحاج ،الله يسلمك،ايش حالك،الحاجة فاطمة بخير،الحاج عبد الكافي وايش حال جيرانك ،الحاجة فاطمة والله ماخص خير،الاطفال حاجينا ياجدي، (الحجاوة تعني سرد القصص)،الحاج عبد الكافي باهي حاضر اساع نتعشوا ونحاجيكم،الحاجة فاطمة الحاج عمر قالوا يبوا يشيلوه لتونس عالجلطة اللي جاته قالوا ضناه لموله فلوس ويريدوا يمشوا بيه ،مسكين قالوا الدكتور اللي شافه قال لهم من السكر، العيل الكبير قبل مساعده لكن بطلوه في البرنامج العقابي اللي دارته الدولة القوي العاملة،الحاج عبد الكافي وخوته ما ساعدوش ،الحاجة فاطمة والله توا كل حد يعاني في روحه والدنيا غلاء ، وابناخيك ايش اخباره عالخبر قالوا كويس هو ايش ماله ومال الكورة انكان فازوا ايش وانكان خسروا ايش، الحاجة فاطمة مخاطبة الحاج عبد الكافي صلي ياحاج علي ما وتيت العشاء .،قام الحاج للصلاة كان الصغار بجواره يقلدونه في الصلاة، بعد ذلك جلس الجميع للعشاء أحاط الصغار وجدهم وجدتهم بالمائدة، كان الانسجام سائدا كانت أيدي الصغار ترسم أشكالا متقاطعة فوق المائدة وتصطدم بيد الحاج عبد االكافي كان يبتسم في كل مرة، مر الوقت فرغ الجميع من العشاء كانت ليلة جميلة ،كان القمر بدرا، لم ينس الصغار من جديد حاجينا ياجدي،الحاج هيا حاضر التف الصغار حوله غزالة جلست في حضن جدها،الحاج عبد الكافي ايش رايكم نشليلكم خير، (شليلك هي لعبة الألغاز)،الصغار باهي ياجدي ،الحاج عبد الكافي مداعبا الصغار ها واتيين نبدوا، يخاطبهم توا نا نبي نحكي لكم علي حاجة وانتوا اعرفوها ايسمه، الصغار باهي، ،لكن انتوا اعرفوها،شليلكم من الأمراض عربها ملوا لا الأردن لا تونس خلوا، الصغار انت عليش تحكي ياجدي ،الحاج عبد الكافي نحكي علي بصيرة ماتعرفه ايش، حليمه يعني ايش خلوا ياجدي،الحاج عبد الكافي يعني ماخلوا ولا وطن عشان يعالجوا، باهي انسهلها لكم،بعد غلين فيها الأسعار ماعد جار يساعد في جار،عبد الحميد مازالت واعرة ياجدي ،الحاج عبد الكافي، مسئولين جيوب ملوها ورقادين الريح كلوها ،الصغار رقادين الريح يعني يرقدوا في الريح ياجدي، الحاج عبد الكافي يعني متملحين ماعندهم لاشي، الحاج عبد الكافي نسهلها لكم أخري، حتي في جرنان الكورة مانادي فرح جمهوره، غزالة يعني ديمه يخسروا ياجدي ،الحاج عبد الكافي ايوه بالزبط، ماعرفتوهش ياعويله عيب ياجريوات ماتريد شي تفكير، حيل عربها فيهم سكر مانظني تحتاج تفكر،
ما عرفتوهاش عليك فضيحه،ها ياعويله نا عليش نحكي،الصغار تعبتنه ياجدي ،إبراهيم مخاطبا جده أنت تحكي علي دولة ياجدي ،’الجد قريب ياارهومه قريب من الدولة يعني مانكش بعيد،اللي يعرفه نعطيه شوكلاطه، بدأ الصغار في التفكير بشكل جماعي لمعرفة الإجابة، ومحاولة الإمساك برأس الخيط، وأصبحوا يتناقشوا شن الحاجة اللي عربها مرضي من السكر والجيران معاش يساعدوا في بعضهم بسبب غلاء الأسعار وفيها وحدين اسمهم مسئولين يسرقوا وعمرها ما فازت في الكورة، شنوا شنوا شنوا،في هذه اللحظات ،أدار الحاج عبد الكافي المذياع أغنية ليبية تقول كلماتها …—بلادنا زين علي زين بلادنا ورد ويسمين بلادنا تخاف من العين بلادنا زين علي زين، وتعيش لهلها بلادنا حلوة مجملها بلادنا …الخ
صاح الصغار عرفناها ياجدي عرفناها ياجدي ،الحاج عبد الكافي باهي شطار توا ارقدوا وتوا بكرة نحاجيكم حجاوة أخري، عبد الحميد ياجدي بكرة جيب لنا حجاوة ساهله،الجد باهي حاضر
