عبد الواحد حركات
سيرة السقوط….!!
نحن …. و …. التفاحة
التفاحة .. يتصورها البعض مجرد ثمرة أو 200 جرام علي الميزان و500 درهم في الجيب..!
هذا تصورهم.. ولكنني أراها سيرة طويلة.. ومنجم مثالي للكتابة بجميع أنواعها.. لك أن تبحر معي، ولك أيضا أن تجلس ساكناً تراقبني،وتسب خيالاتي برأيك..!!
تضيق مفردات الواقع علي المفكر ..ويضيق الزمن وكذلك مساحة الحوار علي الكاتب..فيعتمد ” المفكر ” الانعزال وربما العدوانية والانفصال في حال عدم توافقه مع المجتمع ، فالمفكر يتخذ الابتكار سبيلاً وفعلاً ،باعتباره فتيلة التجديد والتجدد .. أما الكاتب فيعتمد الرمز سبيلاً للإيحاء..!
تظل “التفاحة” منطلق حوار مفعم ، فهي “التفاحة ” توازي الخطيئة والحياة .. الرغبة والنزق. .الشهوة والعصيان .. الذنب والخروج.. والغفران أيضا..!
كل هذه المواضيع مرادفات للتفاحة في عالم الأدب والكتابة ويكفي ذكر التفاحة للإيحاء والرمز إلي هذه المواضيع أو لأحدها .. فالحكاية طويلة والتلازم أزلي بين الإنسان والتفاحة .. فهي “التفاحة” عامل محفز ودافع للتحول خلال تاريخ البشرية..!!
” التفاحة الأولى ” – لآدم .. أكلها.. وكلفنا نحن ” ذريته” بدفع ثمنها ..ومازلنا ندفعه لنعود إلى الجنة .. علي رأي الكاتبة ” غادة السمان ” .. اعتقد أن آدم لم يبالي بالسعر حينها.. لان الغريزة كانت جوع يسكنه ، ومجهولاً يكتشفه..!!
القصة ..أن إبليس أرسل الأفعى لتغوي حواء وتغريها بإقناع زوجها ” آدم – البرئ ” بأكل التفاحة.. اقتنع آدم .. وأكل التفاحة
غضب الله .. وطرد آدم من الجنة ..مع حواء طبعاً .. وخسرت الأفعى أرجلها ، لأنها كانت تزحف وتتسلسل من إبليس إلى حواء .. والعكس ، ولكثرة ما فعلت ذلك ،أتقنت الزحف ونست أرجلها..!.
هذه تفاحة آدم … كان ثمنها الجنة ..!.
التفاحة الثانية- كانت لنيوتن .. لم يأكلها. . بل اشتهاها بطريقته .. ” إذ كان يعتقد أن الساعة التي لا ينكب فيها علي دراسته، إنما هي ساعة ضائعة “.. هذا ما يقوله همفري نيوتن .. الذي لا تربطه به قرابة..!!
القصة .. أن اسحق نيوتن – كان يجلس تحت شجرة يفكر في أثبات أن الجسم الكروي يجدب الأجسام الأخرى إليه، كما لو كانت كتلته متمركزة في مركزه .. فرأي تفاحة تسقط ..فتساءل .. لماذا سقطت التفاحة باتجاه الأرض ولم تتطاير في الهواء أو تتجه لأعلي .. !؟
كان ” نيوتن ” يعلم بوجود الجاذبية بداهة ..!.
ولكن تساؤله هذا.. كان فاتحة الابتكارات والعلوم الحديثة وصرخة ميلاد أفكار تكنولوجيا الحركة والطيران وعلوم الفضاء ..!
سقط سلطان الكنيسة ، وانتهت سيطرة الكهنة واحتكارهم للمعرفة، فأصبحت الكنيسة التي أعدمت كوبرنيكوس واستتابت جاليلو مجرد بيت للصلاة والعبادة وعقد القران وليست سلطة وسلطان يعاقب ..!
تفاحة نيوتن .. كان ثمنها سلطة وكنيسة ..!
– التفاحة الثالثة- لرام من رماة اسكتلندا .. لم يشتهيها بل اشتهته .. فقد وضعت علي رأس ابنه .. وكان الرهان علي الوطن رهيب ، والخيار صعب ومخيف بين الرأس والتفاحة التي تعلوه .. التفاحة كانت ” هي” هدف الرامي .. لكن السهم اختار الرأس ثمناً وبديلاً عن التفاحة..!
التفاحة الرابعة .. فـتختار النفس ثمناً لها.. دائماً ..!
فهي مقدم الرصاص الذي يخترق الجسد .. ويفرق بينه وبين النفس ،ويطلق الروح تتصاعد إلى بارئها ..
الصعود ممكناً مع هذه التفاحة فقط .. أما مع سابقاتها ” وسواهن أيضا ” فالسقوط حالة من الهوى متكررة ودائمة..!.
وللمسرح روايات وقصص وروائع عن التفاحة ومعها وبسببها …!.
وللواقع أيضا أحداثاً تشغلها التفاحة بطريقة ما ..وعناءات ” وسقوطات ” يكون ثمن التفاحة فيها أرواحاً ودولاً وقوميات .. ربما ..!!!.
حكاية التفاح.. حكاية سقوط متكرر.. وسقوط آدم من الجنة ..اقصد هبوطه ..كان مستهل سقوط ..توارثناه.. وأبدعناه ..واتبعناه سقوط وسقوط وسقوط ..الخ..!!
اعتقد أن ثمن التفاحة كبير .. وعلينا دفعه..!
باختصار شديد… التفاحة تساوي هناء .. إما أن نفقده أو ندفع ثمنه .. والخيار صعب ..!!!