من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي
شعر

قبل أن أنسى !

من أعمال التشكيلية الليبية .. خلود الزوي

في قلب النهر الأسود

أبيضاً كشبحٍ

رأيتُ وجهك ..

على الضفة ,

كانت قدميّ تتشبث

بحشائش شفتيك ,

بصدى صوتك البعيد

وتنزلق .!

كانت ذرات عطرك

تعلو مع الريح

كحبات رمل ,

تُفجر ينابيع عينيَ ,

تُمزق أشرعة المراكب

المغادرة ,

في آن ..

كانت ضحكتك تمتطي

ظهور نصوص

بلا قافية

ولا وزن ,

و تسقط كشلال

من أعلى منحدر جبلي ..

وتحطم رأسي

كبندقة !

كانت أنفاسك تعلو

كصهيل

فرسٍ شبقة ..

فوق صدري ,

وتنقطع مع أول

الفجر ..

لا شيء أسكت

عواء قطيع الذئاب

في دمي المشتعل ..

وذاك الشق في

رأسي قد تحول

برحيلك

لسكنِ ..

قبيلتي النمل

والوجع ..

الصداع القديم عاد

ادراجه ,

بينما استمر طائر

القُبرة ,

بنقر وجهك ..

فوق الماء

كرغيف خبز طازج ,

وإفساده لمرات !

جيبي خلا للمرة

الأولى من حبة

الأسبرين

وكفي من المرّ لعابك ..

الطيور المهاجرة

لم تتوقف عن الإرتماء

أمام بنادق

الصيادين منذ بدء أيلول ..

قرابيناً ,

لأنجو ..

بينما ,

كنتُ أفكر في فمك !

دخان الحرائق

أنطلق من صدر الجبل ,

بروائح أشجار

اللوز والتفاح ..

والسدر ..

وشفتيك ..

الجبل الذي بدأ

كمدخنٍ شره ..

نفث دخانه في وجهي ,

ومضي ..

مضى ككل شيء ..

دون أن يلتفت ..

وحدي وقفت على الضفة ..

أغرس قدميّ ..

في الطين , كجذع

شجرة يابس ,

خشية الانزلاق ..

أبلل جسدي بالذكرى

كي لا أحترق ..

وأحشو في فم القصيدة

( ……. )

لتصمت ..!

قبل أن أنسى ..

أُحبكَ!

مقالات ذات علاقة

تمارين الغياب

سميرة البوزيدي

العـــالم مجــنون

محمد عياد العرفي

عزفٌ على وجعٍ منفرد

مفتاح البركي

اترك تعليق