أخبار

شجرة البوسيفي البعيدة

ما إن يذكر “محمود البوسيفي” إلا تستدعي الذاكرة جملته الشهيرة (اللهم صلي عالنبي)، التي كان لها مفعول السحر، لحظة إطلاقها، في قدرتها على رسم الابتسامات ونشر الفرح.

محمود البوسيفي، ليس بالاسم العابر في الصحافة الليبية، فهو الصحفي الذي مار العمل الصحفي منذ الدرجة الأولى، حتى الوصول إلى درجاته العليا، وكان في سيرته صاحب قلم مميز، وفكر منفتح، وذائقة أدبية مميزة.

وبعد كتابه الصادر مؤخراً (خلايا نائمة)، وهو كتاب يضم مجموعة مقالاته التي كتبت بين 2014 و2015، والصادر ضمن (كتاب المستقل) للعام 2015.

ها هو الأستاذ “محمود البوسفي” يعود من خلال كتاب جديد، لكن هذه المرة يخالف المتوقع من صحفي مهموم بقضايا الوطن، فكتابه الجديد؛ كتابة من نوع آخر، كان “البوسيفي” يمارسها وينشرها من خلال الصحف الليبية، وبشكل خاص من خلال زاويته (من حدائق التراب). هذه المرة “البوسيفي” يكتب (لعلها شجرة بعيدة)، وهو مجموعة شعرية ستصدر عن دار الرواد في يناير القادم، 2017. وهو الكتاب الشعري الأول له.

وفي انتظار صدور الكتاب، نستذكر هنا بعضاً من (عاصفة البنت.. التي عبرت الشتاء دفعة واحدة):

1

لم يكن الوقت يشبه الرصيف

حين عبرت البنت الشارع القديم

كان الوقت قريباً من الغبار

حين فاجأت البنت إسفلت الطريق

بثوبها المرح

وصفير ركّاب (الافيكو)

يتكسّر على الشرفات

كان الوقت مبللاً بالوشوشات

حين طلب منها شرطي المرور

فك الزحام

2

هل كان الوقت يغازل الاستبداد

حين أطلقت ابتسامتها على الشارع القديم

كانت تعرف طريق القهقهات

وهي تتجنب الارتطام

بما تكدّس من فحيح

كانت البنت التي عبرت

تفهم بلاغة الإيقاع

حين باغتت الوقت في غفلة من الفصول

3

كانت البنت تعبر الشارع

على الأرجح

حين دغدغت نعاس الكائنات

وهي تمنح ضاحكة

ثوبها للريح.

مقالات ذات علاقة

“عضو ليبي” جديد في الاتحاد “الدولي” للغة العربية

المشرف العام

بطاو في المجموعة الكاملة

المشرف العام

جمعة الموفق يسرد سيرة الضحايا

المشرف العام

اترك تعليق