• مراسيل الاْغانى…
كان يتذكرها بين حين واخر من خلال كلمات تلك الاغنية. كان يحب سماعها اْيام زمان الوصل الذى انقضى. كانت اْيضا تحب سماعها. تحب كلماتها. موسيقاها. الشجن والحنين فى صوت وردة القديم. وردة الخمسينيات.. ولحن محمد عبدالوهاب وبقية التفاصيل فى ترديد مجموعة الكورس… تنطفىْ الجذوه عبر السنوات. ثم تشتعل فجاْة عندما ياْتى الصوت القديم عبر الاْغنية. يتواصل. يتتابع. كان يتذكرها وكانت تتذكره اْيضا بها. كان الوجد والحب يعلو عبر الاْغنية والمشاعر المختلفة. الاْغانى مراسيل. اْحلام المراهقة وسنوات العمر الذى ضاع. اْحلام جيل!!… العمر الذى مر وفات. وكلمات الاْغنية التى تنثال فى جوفه. الاْغنية المتجددة من زمان الوصل فى لحظات الحنين. نساها الكثيرون. لم تعد الاْغانى تجدى شيئا فى الزمن الجديد. نساها غيره لكنه لم ينس. لم ينس تلك الاْغنية. لاْنها دائما تذكره بشى ما. بزمان الوصل فى بنغازى. خاصة اْيام العيد والمناسبات ومايطلبه المستمعون. زمان… (خوذ عيونى وقلبى وروحى… وقولى بحبك)… (ياللى قلبك قاسى على… اه. اه من قلبك)… تصاعد الاه. المراسيل. الاْغنية لا تموت. الشجن. الحنين. اْيام بعيدة مضت يازمان الوصل. اه.. اه يازمان الوصل.
• الحزن…
اْتراجع اْمام الحزن. لا اْلوى على شىْ. يسكن صدرى.. يتوغل فى قلبى. واْحيانا اْذرع الزحام والعالم بالحزن العميق. وهكذا نحن كلنا نضيع فى لحظة حزن ونرحل معه عبر حقوله الممتدة باْتساع… مرات يكون الحزن عنيدا ومكابرا. يكون شامخا وكبيرا مثل العالم باْجمعه. يصبح ضروريا جدا مثل الملح فى الطعام ونجد اْنفسنا نغوص فيه ولانلوى على فعل شىْ. نجد اْنفسنا قطعة لاتتجزاْ من شىْ نبيل اْسمه الحزن ونمضى واْياه نذرع الزحام والعالم بعدما تقهقرنا اْمامه جميعا… رائع اْنت اْحيانا يا اْيها الحزن النبيل.
• الهتاف فى الفراغ…
سيتلاْلاْ القمر فى شارعنا ويكبر. ستفرح الدنيا.. سينضج القمح فى البيادر البعيدة. ستحدث مليون معجزة. فقط. فقط لو هرب كبريائك منك. لو تحطم مثل اْصنام الجاهلية. لو تواضعت قليلا. لو مشيت بطريقة عادية. لو تخليت عن غرورك الاْجوف. لو.. لو فعلت اْلف شىْ بسيط اْخر. لو التى تفتح عمل الشيطان اللعين!! هتف بذلك فى اْذنيها. كانت تسمعه بوضوح. كان يهتف فى الفراغ. لم تقل له كلمة واحدة. كان الغرور قد اْصاب قلبها بالبلادة.. بالموت. ولذا فهى تعيش حياتها على الدوام مثل صنم. الاْصنام لا تنطق…
• عزيزى المقهى…
نهرب منا اليك. نضيع فيك. نضيع عبر الزحام والقلق والصخب ونكات النادل العجوز وفناجين القهوة المرة وتموجات الدخان والحكايات. نتناقش وسطك بلا تعب. نحدق فى الفراغ. نحلم باللا شىْ. نسب الاْخرين ونشتم العالم فاْنت صديق جيد طوال النهار وحتى غروب الشمس. تكفكف دموعنا. تمسحها بمنديلك العتيق وتمنحنا لحظة سلام غريبة… نحن وسطك جثث على المقاعد. نمضغ الكلمات ونلعن الاْيام والزمن. ونحلم باللاشىْ ونحدق خلال الفراغ. فتصور – مجرد تصور فقط – مدى تعاستنا وبؤسنا لولا وجودك اْيها العزيز. نحن بدونك لا نساوى شيئا. نحن جزء منك.. من مقاعدك. من زواياك. واْنت جزء منا.. عرق من عروقنا. لانستطيع الحراك من دونك…. كل مافيك مخدر وعجيب. الحكايات الممضوغه. قهوتك الساده المرة. نكات نادلك العجوز. وجوه الاْصدقاء المحروقة من الشمس وعراك الطوابير. التطلعات الميتة… يا عزيزنا المقهى: كل مافيك مخدر وعجيب ونحن من دونك لانساوى شيئا. مطافنا يبداْ منك. وينتهى عندك. سيرتنا تنطلق من رصيفك. وموتنا يقع فيك كل ساعة من الزمن الثقيل. اْنت تعادل الدنيا بكاملها يا اْعز الصحاب!!
_____________
نشر بموقع ليبيا المستقبل