طيوب عربية

الموت يغيب المفكر مطاع صفدي

الفيلسوف والروائي السوري امتلك فكرا وجوديا اشتغل به على دراسة الإنسان العربي المعاصر منظرا لفكرة الانتماء القومي والالتزام بقضايا الأمة.

ميدل ايست أونلاين

المفكر العربي مطاع صفدي
المفكر العربي مطاع صفدي

رحل الاثنين المفكر السوري مطاع صفدي عن عمر ناهز 87 عاما، بعد مسيرة طويلة قضاها في مجالات الفلسفة والصحافة والكتابة، مخلّفاً وراءه مسيرة زاخرة من الأعمال الأدبية والفكرية، حاملا فيها هموم المواطن العربي وتحدياته.

ولد صفدي في عام 1929 وبدأ مساره الفكري والسياسي بنزعة وجودية قومية، ثم انتقل إلى فلسفة ما بعد الحداثة، وأصبح من روادها وناشريها في الثقافة العربية، وهيمنت على كتاباته أفكار ومصطلحات الفلاسفة الفرنسيين الجدد أمثال ميشيل فوكو وجيل دلوز جاك دريدا.

أسس مركز الإنماء القومي ومن ثمّ رأس تحرير مجلة الفكر العربي المعاصر، وانتقل إلى فلسفة ما بعد الحداثة، ليكون واحداً من روّادها وناشريها، مشتغلاً طوال عقود على دراسة الإنسان العربي المعاصر، في تناقضاته، وفي حياته العامة، منظراً لفكرة الانتماء القومي، والالتزام بقضايا الأمّة، مؤكداً أنّ قضايا الأمّة هي قضايا إنسانية على صلة وثيقة بحياة الإنسان العربي الفرد.

وللمفكر السوري دور ريادي في رعاية ترجمة العديد من أمهات الكتب الفلسفية والفكرية الى العربية، وفي ترسيخ المفاهيم والاشكاليات الفلسفية المعاصرة في المشروع الفكري الخاص به.

انتقل صفدي من التفاعل في فترة شبابه، أدباً وفكراً مع الفلسفة الوجودية، والربط بينها وبين حركة القومية العربية، الى الانكباب على فلسفة ميشال فوكو، والراهن من لحظات فكرية غربية، خصوصاً على الساحة الغربية، ووصلها بالحادث عربياً، هماً وانتاجاً غزيراً.

امتلك الروائي الراحل فكراً وجودياً حاول التعبير عنه في الخمسينيات والستينيات عبر الكتابة الأدبية، فألف عدداً من القصص والروايات، إضافة إلى نص مسرحي، ونشر عدداً من قصصه في الأعداد الأولى من مجلة الآداب اللبنانية.

وسعى صفدي في مقالاته إلى التدقيق الفكري في اللحظة الحالية واحتمالاتها الكارثية عربيا وعالميا، كما حاول صقل ملتقى القضايا التحررية المشرقية، وخصوصا الفلسطينية والسورية والعراقية، من موقع تنويري عقلاني نقدي تعني له العروبة شيئاً كثيراً، ويكسبها بسيرته ونتاجه مضموناً حقيقياً بلمسات صنعت فرادته.

ومن أبرز مؤلفاته: فلسفة القلق، الثورة في التجربة، استراتيجية التسمية في نظام الأنظمة المعرفية، نقد العقل الغربي : الحداثة ما بعد الحداثة، نقد الشر المحض: نظرية الاستبداد في عتبة الألفية الثالثة، وحزب البعث: مأساة المولد… مأساة النهاية.

وله اعمال روائية وقصصية، منها: جيل القدر (رواية)، ثائر محترف (رواية) وأشباح أبطال (مجموعة قصصية).

مقالات ذات علاقة

سفح السهر شاق! *

إشبيليا الجبوري (العراق)

محنة الشاعرة العراقية نازك الملائكة والإبداع (1-4)

المشرف العام

ذكرى واعتذار

زيد الطهراوي (الأردن)

اترك تعليق