زهرة النار التي تنمو على أهداب رمش المستخيل
سكنتنا منذ أن كنا صغاراً ..
ملأتنا رغبة في البوحِ ،
أهدتنا طريقاً مفعماً بالحبِ و الآلام ..
صرنا برعماً ينمو على ساق الزمان المكتسي بالنفط
و الصحراء تمتدُ و تزداد إتساعاً ،
في مدىً يمتد نحو البحر …
أو يرتد نحو الصخرِ ،
لا مهرب …
هذا برعم ينمو على ساقٍ
على وعدٍ ..
على جمرٍ ،
على سيلٍ من الآمال ..
يسّاوق من موّال فلاحٍ ،
و من رقصةٍ لبحارٍ فتّىّ ..
مغرماً بالبحر ، مفتوناً بحب الناسِ
لا يخجل من عيشٍ بسيط ..
و يغنّي نورساً عاثت به الأنواء
لم يذعن لعصف الريح
لم يثنِ جناحاً من كلل …
و يظل البحر يمتدُ و يرتدُ و لا مهرب ،
هذا نورس يعلو على موجٍ ..
على خوفٍ و يستشرف زهر النارِ في أفقٍ قصي
زهرة إتقادٌ واعدٌ ،
يرتدُ من حزنٍ إلى حلمٍ ..
إلى دمعٍ إلى فعلٍ يروّي حلمه الوقّاد ،
دمعاً ودماً لا يستكين …
كتلاميذٍ على مدخل باب العمر
يشتطون في عشق ..
و في رفصٍ إلى آخر هذا الحلم ،
لا يخشون نزف الدم ..
يمضون بسر البوحِ حتى مدخل العمر إلى مبتدأ الفعل
ووعدٌ رائع ينمو على ساقِ الزمان الصعب
يستوطننا الوجد ..
و يستلهمنا الوعد ،
و لا نعرف حداً لإضطرام النار في هذا الهشيم
آه يا سيدتي الزهرة
لسنا أول الماضيين نحو العصر ..
لسنا أول الواطين جمر البوحِ ،
لسنا آخر الآتين من مسحاة فلاح بسيط
آه يا أغنية المنفى بين الأهل و الأصحاب ..
يا إغفاءة المقرور في حضن حنون ،
آه يا عصفورة الدهشة ..
زيدي عشقنا الناريّ و اعطينا الأمان .
1981.11.14
السجن المركزي