جائزة الطيب صالح
طيوب النص

انطلاق فعاليات الدورة السادسة لجائزة الطيب صالح العالمية بالخرطوم

الأهرام العربي

جائزة الطيب صالح
جائزة الطيب صالح

في صباح مشرق وفي افتتاح وحضور كبير احتضنت العاصمة السودانية الخرطوم فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورتها السادسة أمس الأربعاء 17 فبراير 2016م، وسط حضور رسمي وثقافي ودبلوماسي مشهود. بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ جبريل شوقار، تلا ذلك كلمة الشركة السودانية للهاتف السيار زين والتي قدمها الفريق طيار الفاتح عروة والذي رحب بالحضور، الذي يحتفي بالمبدعين وأكّد الفريق أن زين أرادت أن تكون الجائزة موسماً سنوياً لإحداث حراك على الساحة الثقافية لما تقدمه من نشاطات متعددة، ممثلة في الندوات العلمية والأوراق النقدية واللقاءات مع الأدباء والمثقفين مما يسهم في ربط السودان بمحيطه العربي، مشيراً إلى التزام الشركة الدائم تجاه الجائزة التي تجسّد قيم زين النبيلة وتسهم في إبراز صورة السودان الحقيقية.

وأضاف الفريق بأن زين قد قامت في الخمس دورات الماضية بطباعة جميع الأعمال الفائزة والتي بلغت حتى اليوم خمسين عنواناً وزعتها على الشباب والجامعات وأتاحتها لكل المهتمين بالثقافة والحادبين عليها وستواصل زين تقليدها بطباعة الأعمال الفائزة في هذة الدورة أيضاَ مختتماً كلمته بالإشادة بالدور الكبير والمجهود العظيم الذي يقوم به مجلس أمناء الجائزة وعلى رأسهم البروفيسور علي محمد شمو حتى أضحت فعاليات الجائزة حدثاً كبيراً وتظاهرة ثقافية تنتظرها الخرطوم عاماً بعد عام. تابع الحضور باهتمام فيلم قصير شرح مسيرة الجائزة وألقى الضوء عليها عبر السنوات والتي ضمت انجازات حافلة وشهدت ارتقاءً مميزا عكسته قصاصات من كل الدورات الخمس السابقة.

في كلمته تحدث رئيس مجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية البروفيسور على محمد شمو مُرحباً بضيوف الجائزة من داخل وخارج البلاد، وأكد أن الجائزة تدور حول ثلاثة محاور: الرواية، القصة القصيرة والمحور الثالث محور متحرك يتغير كل عام، وقد اختار مجلس أمناء الجائزة أن يكون محور الدورة السادسة “قصص الأطفال”، وأضاف أن هذا المحور استضاف في الدورات السابقة الشعر، النقد والترجمة للروايات العربية إلى اللغة الإنجليزية. وذكر البروف أن المشاركين في محور قصص الأطفال 63 عملاً، القصة القصيرة 232 عنواناً، وفي محور الرواية كانت المشاركات 421 رواية، وارتفع عدد الدول المشاركة إلى 60 دولة عوضاً عن 27 دولة في الدورة السابقة. تحدث شمّو متناولاً المواضيع التي خُصصت للجلسات العلمية والندوات المصاحبة للجائزة التي تدور حول علاقة المثقف وسلطة الفكر التي تحكم سلوك المبدعين، وأشار إلى أن “زين” طبعت حتى الآن 50 عنواناً هي نتاج الجائزة كما وزعت الشركة 50 ألف نسخة للجامعات والمراكز الثقافية، وأضاف أن الجائزة اختارت شخصية العام البروفيسور يوسف فضل حسن وذلك لما قدمه من تراث أدبي يضيء الدرب لأجيال عدة من بعده.

في كلمته تحدث وزير الثقافة الاتحادي الأستاذ الطيب حسن بدوي ذاكراً أن شركة “زين” جعلت من ذكرى الراحل الأديب الطيب صالح موسماً ثقافياً سودانياً عربياً وإفريقياً وعالمياً بفضل الجهود التي تبذلها الشركة، وأضاف الوزير أن “زين” قد عودتهم على القيام بدورها في دعم العمل الثقافي والاجتماعي وهي تقدم نموذجاً للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص بما يعود بالنفع على الوطن والأمة.

قدم بعدها الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة موضحاً قوة العلاقات التي تربط بين الشعبين وحرص دولة الإمارات على تقوية العلاقات بين كافة الأشقاء في الوطن العربي مع نيل السودان وشعبه النصيب الأوفر كما دعا للتعاون والتضامن لما فيه المصالح المشتركة التي تتواءم باستمرار مع مصالح الأمة العربية ، وأردف مشيدا بصاحب الجائزة الأديب الطيب صالح الذي اعترف الجميع بقدراته الإبداعية كأديب سوداني رائد وعبقري ارتقت أعماله لمصاف الأعمال الأدبية العالمية الخالدة ، واختتم شاكراً شركة زين ولجنة أمناء الجائزة والمتسابقين.

عن الجائزة
أعلنت الشركة السودانية للهاتف السيار (زين)، عن إطلاق “جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي” في فبراير 2010م، متزامنة مع الذكرى السنوية الأولى لوفاة الأديب الراحل، تشمل الجائزة ثلاثة مجالات: الرواية، القصة القصيرة ومجال ثالث من مجالات الإبداع الكتابي يختاره مجلس الأمناء سنوياً. جاء إعلان (زين) عن الخطوة إنطلاقاً من دورها التشجيعي لقيم الفنون والآداب في المجتمع السوداني والعربي وإيماناً برسالة الثقافة وأثرها على الحياة المعاصرة. يقوم على شؤون الجائزة، التي رصدت لها الشركة أكثر من مائتي الف دولار أمريكي، مجلس أمناء مستقل من المختصين في مجالات الأدب والكتابة.

تفاصيل الجائزة
تشمل جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي عدة مجالات منها، الرواية، القصة القصيرة، الشعر. ومن شروط المشاركة: أنها متاحة لكل الجنسيات، بشرط أن تكون المادة مكتوبة باللغة العربية الفصحى. وتبلغ قيمة الجائزة: 200 ألف دولار أمريكي ترصد للجائزة والفعاليات المصاحبة. ولجنة تحكيم الجائزة تتكون من هيئة مستقلة متخصصة تشرف عليها أمانة الجائزة

الطيب صالح
“عبقري الرواية العربية” كما جرى بعض النقاد على تسميته- أديب عربي من السودان، اسمه الكامل الطيب محمد صالح أحمد. ولد عام (1348 هـ – 1929م) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتوفي في أحدي مستشفيات العاصمة البريطانية لندن التي أقام فيها في ليلة الأربعاء 18 /فبراير 2009 الموافق 23 صفر 1430 هـ. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.

تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها، عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية “موسم الهجرة إلى الشمال”.

أدب الطيب صالح
الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى». تعتبر روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” واحدة من أفضل مائة رواية في العالم. وقد حصلت على العديد من الجوائز. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت وتم تتويجه ك”عبقري الأدب العربي”. في عام 2001 تم الإعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب “الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.

أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته “عرس الزين” حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم “المجلة”. خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.

بعض من رواياته
صدر حول الطيب الصالح مؤلف بعنوان “الطيب صالح عبقري الرواية العربية” لمجموعة من الباحثين في بيروت تناول لغته وعالمه الروائي بابعاده واشكاله وحاز في عام 2005 على جائزة ملتقى القاهرة الثالث للابداع. ومن اهم مؤلفاته رواية (عرس الزين) و(موسم الهجرة الى الشمال) و(مريود) و(نخلة على الجدول) و(دومة ود حامد) و(المنسي) و(ضوالبيت) و(بندر شاه) وقد ترجمت بعض رواياته الى اكثر من 30 لغة. توفي الطيب صالح في يوم الأربعاء 18 فبراير عام 2009 في لندن. شيع جثمانه يوم الجمعة 20 فبراير في السودان.

مقالات ذات علاقة

جثة

خالد الجربوعي

لأنك تراها جيداً

فيروز العوكلي

المركز القومي للبحوث والدراسات يناقش أوجه التعاون العلمي والبحثي مع مؤسسات الدولة

المشرف العام

اترك تعليق