شك شك شك بم
شك شك شك بم بم
شك شك بم
يغمر الإيقاع الصادح المكان
مبهرجاً بشكشكة الصنوج
حاملاً الراقصين على جنح الحلم
إلى غابة تضج بفاكهتها وعبق تربتها البكر
أشجارها السامقة تظلل الرؤوس النشوى
رغم خضوع المكان لسلطان الشمس
قارعا الطبل
يقودان الرقص بمهارة وانجذاب صوفي
يسكبان النشوى
من عصويهما المعقوفين
يركضان أمام الجمع
ينحنيان في خشوع إلى الأمام
بحنو أمٍ على رضيعها
ويميلان في اتجاه بعضهما
مشكلين قوس قزح، بجسديهما الفارهين
فيفرقع الإيقاع
جالباً مطر النشوى
للأقدام القارعة الأرض
والأيدي المرقصة الأفق
والأطراف المستحمة بعطر الجسد
وتكون نانا مليحة
حالة من العشق تتلبس الجميع
تبرق بذكراها الوجوه
وتلتمع الابتسامات
يحس الرجال بالرجاء
والنسوة بالاطمئنان
والشباب بالفتوة
إذ تتواشج إيقاعات الأقدام
على الرمل
والأذرع متأرجحة في الفضاء
والعصي على بعضها
ناطقة كرك
ناسجة لوحة للبهجة
وذكريات اللوعة والفراق
في موسم الصيد البري
وحصاد الغلال الوفير.
_____________________________
*نانا مليحة.. هذ أحد الرقصات الشعبية بمنطقة الجنوب، والتي منها الشاعر، إذ في هذه الرقصة يلتف الجميع على قارعي طبل وضارب صنج، ونافخ مزمار، المشاركة في الرقص من الجميع بواسطة عصي قصير تضرب سوية.