للتعريف بأي فنان أو مثقف يكون الأمر سهلاً، خاصة ونحن نضع بداية التعريف به وأهم محطاته الفنية واللون الفني الذي تميَّز به، لكن الفنان فتحي كحلول، ضَرَبَ بهذه الأبجديات طول وعُرض حائط المألوف، فهو فنانٌ شاملٌ، ممثل مسرحي مبدع ومتميِّز، وممثل منوعات وكوميدي من طراز رفيع، كما غنَّى ولحَّن فكان متألقًا.
اتجه للتأليف فقارع أكبر الأسماء الموجودة على الساحة وحَجَزَ له مكانًا بينهم، في الإخراج المسرحي له تجارب مهمة جدًّا، وكانت له زاوية رأي أسبوعية تُعنى بالفن بكافة فروعه في عدد من الصحف المحلية وكانت ناجحة جدًّا.
وهو أستاذ جامعي لعدد من المواد في الكليات والمعاهد الليبية التخصُّصية، ويملك أرشيفًا فنيًّا غنيًّا جدًّا يؤرِّخ لمسيرة كافة الفنانين الليبيين ومسيرتهم منذ بدايتهم، وأكثر من هذا وذاك يمتاز بإنسانية عالية، فلم يبخل علينا إذ مدَّنا بأرشيفه الشخصي لنتشاركه مع القراء بكل حُبٍّ وود.
الفنان الشامل
اسمه الكامل فتحي محمد عبد الواحد كحلول، من مواليد مدينة طرابلس، واسم الشهرة هو فتحي كحلول، أطلق عليه المؤرِّخُ والكاتبُ علي فهمي خشيم لقب «الفنان الشامل»، فهو ممثلٌ ومخرجٌ وملحنٌ ومطربٌ وشاعرٌ غنائي ومعدٌّ مسرحي ومختصٌّ في السينوغرافيا المسرحية، وباحثٌ فني، بدايته الأولى كانت كغالبية أبناء جيله من خلال النشاط المدرسي، فقد التحق بقسم المسرح والموسيقى والغناء أثناء دراسته الابتدائية بمدرسة «المدينة القديمة» في طرابلس.
كما تميَّز في العزف على معظم الآلات الموسيقية خاصة الإيقاعية منها، انتسب للمركز الثقافي العربي المصري في طرابلس، وشارك في تكوين فرقة فنية غنائية مسرحية، وكان المشرف الفني، حيث قدَّم فيها سبعًا وعشرين مسرحية ذات الفصل الواحد، كما لحَّن عددًا من الأعمال الغنائية وأخرج وألف كثيرًا منها، وقام بتدريب الفرقة لمدة ثماني سنوات.
في نفس الفترة انتسب لمعهد «جمال الدين الميلادي» الذي كان بإدارة الفنان الموسيقار كاظم نديم حينها، وهو الذي قدَّم للطلبة والأساتذة هناك درس أصول الغناء الشرقي وعِلم الإيقاعات والموسيقى. وكان المايسترو الهادي الشريف يشرف عليه شخصيًّا.
انتسب لـ«الفرقة القومية» للتمثيل في أواخر الستينات من القرن الماضي، التي كان يشرف عليها المبدع مصطفى الأمير والأستاذ محمد شرف الدين، أيضًا سَاهَمَ في تكوين فرقة فنية تابعة لـ«نادي المدينة» الرياضي الاجتماعي، تقوم بإحياء حفلات فنيه في المناسبات.
مدرسة «فرج قناو»
يعتبر كحلول أنَّ الفنان والمؤلف والصحفي والشاعر فرج قناو من أهم الشخصيات التي أثَّرت في مسيرته الفنية، فهو الذي شجَّعه للانتساب لفرقة «المسرح الليبي»، وقام من خلالها بأول بطولة مسرحية من خلال مسرحية «متزوج سبعة» تأليف فرج قناو، وإخراج عبد الله الزروق، فكوَّنوا معًا ثلاثيًّا متناغمًا والنواة الأولى للمسرح الغنائي الليبي، ومعالجة الدراما بالأغنية.
قصته مع قناو لم تنته عند هذا الحد، فبرز نجم الكحلول في خمسة أعمال مسرحية متلاحقة من تأليفه، وكانت جميعها تجسِّد ذات الشخصية وهي «أبو عديلة» وإنْ اختلفت الأدوار، كما غنَّى ولحَّن كحلول جُل أعمال قناو في المسرح والتلفزيون.
في العام 1976 قام الفنان عامر الحجاجي، الذي كان أستاذًا لكحلول في معهد الموسيقى والتمثيل ورئيس قسم الموسيقى، بنصحه بالتقدُّم لاجتياز امتحان لقبول ملحنين، وفعلاً وَافَقَ كحلول وتقدَّم للامتحان بأغنية من كلمات الشاعر الكبير بشير أحمد، التي قام بتقديمها أمام لجنة تضم كبار الفنانين والموسيقيين وهم الموسيقار كاظم نديم والأستاذ الفنان عامر الحجاجي والفنان محمد أبوقرين والفنان عبدالسلام خزام، واجتاز الامتحان بتفوُّق حسب شهادة اللجنة.
في ثاني أعماله المسرحية، التي كانت بعنوان «أخطي راسي وقص» حَصَلَ كحلول على جائزة الممثل الأول في المهرجان المسرحي الوطني وحازت المسرحية جائزة التأليف للمبدع فرج قناو، وجائزة الإخراج للمبدع عبدالله الزروق وجائزة الديكور للمبدع محمد شعبان، في العام 1973 انتقل للعمل في فرقة «المسرح الوطني» في طرابلس وقدَّم معهم أول مسرحية بعنوان «ما يقعد في الوادي إلا حجره»، من تأليف مصطفى الأمير وإخراج الفنان حسن قرفال، التي عُرضت في تونس وقدِّمت في قصر قرطاج في عرض خاص للرئيس الحبيب بورقيبة.
واستمرت الحركة بإنتاج كثير من المسرحيات الدرامية الغنائية من بطولته ومنها «نقابة الخنافس» و«حوش العيلة» و«الصوت والصدى» و«محضر تحقيق» و«اليد السوداء» و«بشرى» و«هجالة ومية عريس» و«كل شي يتصلح» و«بدون تأشيرة» و«ألبس الكتان» و«هو وهي والشيطان» و«وين العسل» و«بين يوم وليلة» و«ملحن في سوق الثلاث» و«حمل الجماعة ريش» و«المهر» و«النبع».
من التلفزيون لقلوب المشاهدين
كان أول لقاء له مع جمهور التلفزيون من خلال المخرج حسن التركي الذي قدَّمه في مسلسل «القضية»، الذي كان بمشاركة أهم الأسماء على الساحة أمثال مصطفى المصراتي وفاطمة عمر وعبدالله الريشي وعلي القبلاوي وغيرهم، محطة فنية مهمة أيضًا في حيات فتحي كحلول وهي أنْ يكون واحدًا من أهم ثلاثي فني كوميدي صحبة الفنانة لطفية إبراهيم والفنان سعد الجازوي بداية من أول لقاء لهم في برنامج «ساعة لقلبك» تأليف فرج قناو وإخراج محمود الزردموي العام 1976.
حيث قام كحلول بتلحين المقدِّمة الغنائية للبرنامج ولحَّن أعمالاً عدة فيه وفتحت أبواب الشهرة ومجالات الإبداع المختلفة، لتستمر هذه المنوعة لمدة خمس سنوات متتالية، لتتوالى بعدها أعمال المنوعات، منها «واحد زايد واحد» من تأليف مسعود القبلاوي وإخراج محمد الشوهدي و«لمتنا حلوة» تأليف الفنان محمد الكور وإخراج الفنان خالد خشيم «وكلمة حب» تأليف أحمد الحريري، ومسلسل «لكل الناس» تأليف فرج قناو وإخراج موريس بغدا سريان وصور في اليونان.
إلى جانب هذا قام ببطولة عدد من المسلسلات الدرامية منها مسلسل «الفال» و«الساهرون» و«وادي الحنة» و«أيام لها ربيع» و«حصاد السنين» و«مفيدة» إلى جانب مشاركته في العديد من السهرات التلفزيونية وضعه ألحان المقدِّمات الغنائية لعدد من المسلسلات منها مسلسل «الهاربة» من إخراج حسن التركي، إضافة لوضعه موسيقى عدد من المسلسلات الإذاعية والمسرحيات.
تدعيم الموهبة بالدراسة الأكاديمية
في الفترة من 1981 وحتى 1984 أُوفد في بعثه دراسية إلى جمهورية المجر (هنقاريا)، حيث دَرَسَ في أكاديمية الفنون للمسرح والموسيقى والسينما وتخرَّج بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وكان مشروع تخرجه إخراجًا للمسرحية العالمية «في انتظار جودو» تأليف صموئيل بيكت، التي شارك فيها التمثيل الفنان منصور سرقيوه، كما قدَّم في مشروعه أيضًا مشروع التخرج مقدّمه في العبث وبيكت ودراما الطليعة، ودراسة حول المخرج الروسي مايرهولد ومسرحه الجديد.
بعد عودته إلى ليبيا التحق من جديد مع فرقته الأساسية «المسرح الوطني»، التي تولَّى إدارتها سنوات وقام بتجربة جديدة في الفرقة حيث نقلها إلى مصاف الفرق الكبرى، وقام ببرنامج التدريب اليومي الجديد وتقديم المحاضرات والاستماع للموسيقى العالمية وكسر الأنماط التقليدية للممثل، ومشاركة الممثل في البحث والمعرفة المطلوبة، وتحوَّلت الفرقة إلى معمل درامي، وقدَّمت وجوهًا جديدة أصبحت في ما بعد نجوم المسرح والتلفزيون.
كما عرفه الجمهور من خلال «المسرح الوطني» كمخرج من خلال عدة أعمال أهمها «باب الفتوح» التي قدَّم من خلالها عدة ألحان، وهي من تأليف محمود دياب، وألحان الموسيقار علي ماهر، والتي تمَّ عرضها في مهرجان دمشق المسرحي وحازت النجاح الباهر وتقدير النقاد والمسرحيين العرب والأجانب، كما تمَّ تقديمها أيضًا في المهرجان الوطني الخامس وحازت جائزة العرض المتكامل وجائزة الإحراج.
كما قدِّمت كمخرج أيضًا من خلال الفرقة مسرحية «السندباد» تأليف شوقي خميس وموسيقى وألحان الموسيقار علي ماهر، وحازت المسرحية جائزة الإخراج والعرض المتكامل في المهرجان الوطني السادس، كما أعد وأخرج باكورة إنتاج «الفرقة الوطنية»، بمسرحية «الملك هو الملك» عن مسرحية «نحن الملك»، للكاتب سعد الله ونوس.
عيِّن مديرًا «للفرقة الوطنية» للمسرح وهي محترفة وعلي مستوى ليبيا، ولم تستمر الفرقة. أخرج احتفالية «الشمس» في افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان «الفنون الشعبية» في مدينة لبده 2004 ولحن كل أغانيها وصاغ العرض المسرحي لها، قام بإعداد وتلحين «الحضرة الدينية»، بأصوات المجاميع وصوت المطرب عبدالله الأسود والمطرب خالد عبدالله وأشرف على الإنتاج الفنان مختار الأسود وصوِّرت للتلفزيون.
علاقته برفيق دربه سعد الجازوي
بدأت العلاقة الفنية بين الثنائي الليبي الأشهر، فتحي كحلول وسعد الجازوي، في أواخر الستينات من خلال «الفرقة القومية» للتمثيل، التي تركها كحلول في ما بعد وأنظم «لفرقة المسرح الليبي»، والتي قدَّم فيها أعمال فرج قناو ومنها مسرحية «البنت اللي قالت لا» وشاركته البطولة خدوجة صبري وجمال الحريري وعبدالمجيد الميساوي وسالمة إبراهيم وغيرهم، كما لحَّن فيها «أوبريت» مصغرًا، تم تعيينه كعضو للجنة التحكيم في النشاط المسرحي والجامعي لعدة دورات وكان أيضًا أحد منتسبي «الفرقة العربية للموسيقى» وعازفًا أول للإيقاع وكان على رأس الفرقة الشيخ قنيص والفنان علي الغناي والفنان رشيد سعد الدين وغيرهم.
شارك في تخرُّج دفعات للمسرح في معهد جمال الدين الميلادي كعضو تحكيم، أيضًا قام بتلحين العديد من الأعمال الغنائية لمطربين ليبيين منهم عبد الله الأسود ومراد إسكندر وخالد الزواوي وطارق محمد وأميرة وسالمين الزروق وعبدالله الفقي وعزالدين محمد وخالد عبدالله وغيرهم، كما لحَّن لفنانين عرب في ملحمة «الحصار»، التي غنى فيها الفنانون محمد الحلو ومدحت صالح ونادية مصطفى وأركان فؤاد بمشاركة الفنان الليبي عبدالله الأسود، الذي لعب فيه كحلول دور الراوي وقام بتنفيذ وتوزيع العمل الفنان إبراهيم الراديو.
كذلك وَضَعَ الألحان لمسرحية «القفص» للمخرج عمر هندر و، وتعتبر تجربة جديدة في المسرح الليبي وهي تعتمد على الموسيقى وخالية من الحوار وقدِّمت في المهرجان التجريبي في القاهرة بطولة علي الشول ومنيرة الغرياني وغيرهما، أيضًا وَضَعَ ألحان مسرحية «الغول» من إخراج الفنان حسن قرفال، التي تمَّ عرضها في طرابلس والقاهرة ودمشق في المهرجان المسرحي في سورية، أيضًا لحَّن العديد من مقدِّمات البرامج التلفزيونية والمسموعة والعديد من المسرحيات التي رسم موسيقاها والسهرات الدرامية .
أيضًا كَتَبَ وأعد ولحن البرنامج الشهير «اللمة والشاهي واللوز» وهو الذي اقترح الفكرة واسم البرنامج وكَتَبَ ولحن مقدِّمة البرنامج وشارك في إعداد المادة التمثيلية مع زميله الرفيق سعد الجازوي والمؤلف حسن الصيد، الذي كتب أغاني البرنامج واستمر لعدة سنوات وحصد نجاحًا منقطع النظير وقدَّم فيه الشاعر التونسي الحبيب الأسود العديد من الأعمال الغنائية وقدَّم فيها الفنان فتحي كحلول ألوانًا غنائية جديدة، وهو من إخراج خالد مصطفى خشيم،
بعد ذلك توالت برامج المنوعات، منها «اللمة عيد» و«فرحة اللمة» و«يا حرقوقش يا مرقوقش» وغيرها، وفي 2010 قدَّم مع زميله سعد الجازوي برنامج «صفي النية» الذي اشتركا في كتابته، الذي وضع ألحان مقدِّمته كحلول، وهو من إخراج الفنان أنور مختار، كما شارك في مهرجان قرطاج بالعمل الغنائي «العطش»، بمشاركة فرقة الفنون الشعبية التونسية وهي من كلمات الشاعر معاوية الصويعي وغناء الفنان عبد الله الأسود.
أما علاقة بالفنان علي الشول فيعتبرها وطيدة ومميزة جدًّا ويعتبره صوته الداخلي، فقدَّم له أروع الأدوار الدرامية واعتمد على صوته المعبِّر في كل المسرحيات كما لحَّن للشول أعمالاً كثيرة، وقدَّمه للموسيقار علي ماهر الذي لحَّن له أيضًا .
مهرجانات وتكريم مستحق
تم تكريم كحلول من قبل الجامعة العربية في مهرجان الرواد العرب تقديرًا لدوره الإبداعي في الوطن العربي في 2002، كما شارك في العديد من المهرجانات المسرحية والفنية في كل من مصر وتونس ومصر وسورية والمغرب والجزائر والكويت، وشارك في مهرجان «الفكاهيين» العرب في تونس والمغرب وقدَّم فيها ألوانًا من ألحانه وغناها بصحبة رفيقه الفنان عبدالمجيد الميساوي.
وكُرِّم في مصر في مهرجان المسرح العربي لدوره الإبداعي وريادته في مجال المسرح الغنائي 2004، تم اختياره كعضو لجنة التحكيم في المهرجان العربي للمسرح بمصر في 2005، كما كرِّم في المهرجان المغاربي بمدينة مكناس الدورة الثانية 2006. من المخرجين المميزين المغاربة، كرِّم في مهرجان الفكاهيين العرب للأغنية الاجتماعية في مدينة أقادير المغربية، كأحد الرواد لهذا اللون الغنائي الاجتماعي، كرِّم من العديد من مؤسسات حكومية واجتماعيه وفرق مسرحية ونوادٍ اجتماعيه وتعليمية ومعاهد فنية في ليبيا .
حاز جائزة أمانة الثقافة على عرض مسرحية «خارج نطاق التسلية»، وهي من ألحانه وإعداده وإخراجه، وعبارة عن قراءة في مسرح الدكتور المغربي محمد مسكين، وأشعار العراقي أحمد مطر، كما شارك في المهرجان التجريبي في القاهرة في دورتين إحداها بمسرحية «خارج نطاق التسلية»، والأخرى بمسرحية «قطار الموت»، عن مسرحية «العائلة توث»، للكاتب المجري أوركيني أشتفان وترجمة سعد الله ونوس، وقد دخلت ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، كرِّم في مهرجان تكريم المبدعين في التلفزيون الليبي .
علاقته بالصحافة والدورات الأكاديمية
كَتَبَ كحلول ونشر العديد من المقالات الفنية التخصُّصية في الصحف والمجلات، من أهمها مقالٌ أسبوعي تحت اسم «ألف باء مسرح» وهي سلسله تصدر عن صحيفة «الشط» الأسبوعية، نَشَرَ في دوريات متخصِّصة في مصر وتونس وسورية والجزائر العديد من القضايا المسرحية وشارك في المهرجان التجريبي كباحث على مدار ثلاث دورات وقدَّم فيها بحوثًا حول «المسرح في زمن العولمة».
شارك في الدورة التدريبية للمسرح وكان مُحاضِرًا لمادة الإخراج ونظريات المسرح في دورة المرحوم الصادق شاكير .
عضو اتحادات عربية وعالمية
هو عضو باتحاد الفنانين العرب في القاهرة، وعضو تجمع فنانين حوض البحر المتوسط للمسرح في إسبانيا.
أعمال لم تر النور
أعد وكتب آخر أعماله المسرحية وهي «قراءة في الموروث التراثي والمسرحي العربي والعالمي» في تجربة جديدة ولم تر النور، كما عمل على «سيرة بني هلال»، مع الكاتب المصري يسري الجندي، التي استغرقت منه خمس سنوات في الإعداد ولم يُكتَب لها النور لظروف سياسية وتم إبعاد العمل، عمل على تجهيز مسرحية «أرض لا تنبث الزهور» تأليف محمود دياب.
وملحمة «العقيلة» من تأليف شوقي خميس وإعداد وأشعار سليمان الترهوني الذي وفاه الأجل قبل اكتمال العمل، «وحالة مسرحية» في مسرح سعد الله ونوس وغيرها من الأعمال التي لم يُكَتب لها التنفيذ والخروج للنور.
مشاريع حالية
يجهِّز الفنان فتحي كحلول هذه الأيام لمسرحية اجتماعية بعنوان «العقبال عندكم» عن مسرحية «اضبطوا الساعات» للكاتب المصري محمود دياب، وهي في أدراج «المسرح الوطني»، وهي من أشعار وإعداد الفنان صالح أبو السنون.
مبدعون تعاون معهم
حاول خلال مسيرته التأكيد كملحن ومطرب على تقديم اللون الاجتماعي في الأغنية الليبية فقدَّم أغاني عن الأم والتسامح والأخوة والزوجة والجيران والرفيق وحب الوطن والأب وغيرها، فكان مدركًا لهذا الدور الاجتماعي الهام وقدَّمها بصوته ومن ألحانه وبعضها من كلماته، كما تعامل عبر مسيرته، مع أغلب الملحنين الليبيين أمثال كاظم نديم وعمر الجعفري وعبد المجيد حقيق وحسين الزواوي وإبراهيم فهمي وخليفة الزليطني وعبدالباسط البدري وبلقاسم النائلي وإبراهيم أشرف ورشيد سعد الدين والبدري الكلباش ونورالدين المهدي وعبد الرحمن قنيوه وأحمد الكيش وغيرهم.
كَتَبَ له أشعار أغانيه أهم الشعراء وكتَّاب الكلمة الليبيين، مثل فرج قناو وأحمد الحريري ومحمد الكور ومحمد دعاب والرمضاني سعد والحبيب الأسود ومسعود القبلاوي وحسن الصيد ومعاوية الصويعي وصالح أبوالسنون ومحمد بلقاسم وغيرهم.
نفَّذ له أعماله اللحنية إبراهيم الراديو ومشيل المصري ويحيى الموجي من مصر وإحسان المنذر من لبنان ومراد العابد من تونس وعبدالحميد قشوط وحميد الشاعري وجمال أبو السعود وفيصل علي وعادل العجيلي من ليبيا.
تحدَّث عن المسرح الليبي فقال: «الثقافة ليست قوالب معرفية جاهزة بقدر ما هي تهدئ العقول على قدرتها على الفهم ولإدراك المشهد الراهن في المسرح الليبي هو كتاب توافقوا أو اختفوا عن الكتابة وخيم علينا الركود، وخشبه خاوية بلا جمهور وممثل جلس في الكواليس، ليس هناك تجارب متواصلة بعض الومضات سريعة الاشتعال والانطفاء وفكر رجعي يسيطر علي الحياة يسرق الستار ويكسر الأضواء ويشوه وجه الممثل فغدا الإبداع متحفا يتراكم عليه الغبار والأحزان، الإبداع ضرورة وحاجه وليس ترفا وهو مهم لحياة العقل والروح أي أنه يمثل البعد المعنوي والفني والأدبي والحسي والنفسي لدي الإنسان حتى يكون إنسانا متوازنا وصحيحًا».
_____________________
نشر بموقع بوابة الوسط