أخبار

نتائج مسابقة ‘اكتب بالليبي’

صوت شباب ليبيا

في يوم 10 يناير، أعلنت كتاب بنغازي الصغار عن بداية مسابقة “اكتب بالليبي “. وكان الهدف من المسابقة هو تشجيع الليبيين في أنحاء البلاد (وخارجها) ومن كل الأعمار للتعبير عن أنفسهم باللهجة الليبية المحلية. كان هناك ثلاثة مواضيع مختلفة للكتابة: التكنولوجيا والثقافة الليبية ووصف للحياة في ليبيا لشخص يعيش خارجها.

تم جمع عدد جيد من المقالات من العديد من المدن الليبية. المؤلف الليبي والفائز بجائزة ماك آرثر الدكتور خالد مطاوع كان هو الحكم في تحديد المقالات الفائزة .كان هناك ايضاً رسالة من الدكتور مطاوع الى المشاركين في المسابقة. “اود ان أهنى كل الفائزين وكذلك كل المشاركين فكل عمل كانت له ميزة وطرح خاص به،” وقال ايضا,”اشكرهم بالأخص في إصرارهم على الكتابة في ظروف ليبيا الصعبة وتمسكهم بالأمل في مستقبل أفضل ومتسامح لكل الليبيين “.

الفائز بالترتيب الأول في مسابقة “اكتب بالليبي ” هو محمد الزاوي من مدينة طرابلس، الذي كتب مقالا عن اهمية الاختلافات في المجتمع الليبي بعنوان “مختلفين مش متخالفين”. الترتيب الثاني: “حب التملك” بقلم هديل سليمان الفسي من بنغازي. الترتيب الثالث (مكرر): “ما عندنا الا الفيس” بقلم امل من بنغازي، و”كنك تضحك” بقلم مختار أبراهيم الزليتني من بنغازي.

مختلفين مش متخالفين

بقلم محمد الزاوي من طرابلس – ليبيا

الطرف” و“الطرف الآخر” هما الزوز أبطال, و هما الزوز رابحين في المقالة هذي اللي كتبتها وأني نتخيل في مجتمع مترابط و متسامح رغم كل الاختلافات. لكن بعيد شوية عن الخيال, لازم نواجهوا الواقع المرير أنه في مجتمعنا مازال يتحول الاختلاف الى خلاف. الخلاف هني يعني أن واحد من الأطراف يتخالف (يقاطع, يتعارك, أو حتى مرات يتقاتل) مع من يخالفه في الرأي, أو في الأفكار, أو حتى في الذوق.

المقالة هذي هدفها مش “منع الاختلاف” – بالعكس! تنوع الآراء ظاهرة صحية, و كل حد فينا من حقه يكون مختلف. هذي المقالة هدفها بالأحرى نشر ثقافة “تقبل الاختلاف” الغايبة عن مجتمعنا للأسف. يعني لازم نحترموا آراء و خيارات الناس التانية و ما نديروش معاهم خلافات لأن آرائهم مش ماشية مع جونا أو تتعارض مع مصالحنا.

كلام قديم, و مستهلك, وكلنا نعرفوه؟ أوكي! السؤال: هل نطبقوا فيه؟

الغياب الواضح لثقافة تقبل الاختلاف في مجتمعنا هو واحد من الأسباب اللي خلت قطار الحضارة يفوتنا. و طبعا غيابها مش مقتصر عالأحزاب السياسية و الأطراف المتصارعة بس (و متخافوش مش حنقلبها سياسة), بل نلقوه موجود حتى في التعاملات الشخصية اليومية. هلبه ناس ياخذوا في المسألة هذي بتعصب حاد كأنهم عندهم “الحقيقة المطلقة”, ويبوا كلمتهم تمشي عالكل! السلوك هذا يضرهم قبل ما يضر (و يضايق) غيرهم. الناس هذوا لازم يتقبلوا أن محدش فينا رأيه منزه عن الخطأ أو النقصان. لو كل واحد فينا تعصب لرأيه (اللي ممكن يكون غلط), و صكر ودانه باش ما يسمعش رأي الغير ممكن يضيع على نفسه فرصة نادرة لاكتشاف الخطأ متاعه, ناهيك عن الخلافات اللي حتصير نتيجة تعصبه الأعمى لرأيه.

طبعا الناس هذوا أكيد ما قروش قول الامام الشافعي (الله يرحمه) “رأيي صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”. شفتوا الروح الرياضية والتواضع؟ حتي الرسول محمد (عليه الصلاة و السلام) كان يشاور ويأخذ في الآراء. و فيه غير هكي أدلة هلبة تبين أن المشكلة مش مشكلة دين بل هي مشكلة عادات سيئة متأصلة فينا, و منها عادة تصكير الراس اللي حتزيد تأخرنا تالي لو ما نفيقوش لأرواحنا.

اذا كان خلاف فكري بسيط ما قدرناش نحللوه وديا, مالا الخلافات اللي فيها فلوس و أراضي و نفوذ كيف نحللوها؟ نضربوا بعضنا بالميم طاء مثلا؟ هي مش حرب يا تربحني يا نربحك! لا! لازم ديما نحاولوا نشوفوا أبعد من اختلافاتنا, لازم نحاولوا نشوفوا الصواب في كل الآراء, ولازم ندوروا على هدف يوحدنا و يخدم المصلحة الكبرى – وهكي: يكون الكل رابح, والكل فرحان.

الخلاف ما يجيش منه الا التحجر والتخلف والصراعات, أما تقبل الاختلاف في وجهات النظر والأفكار يخللي المجتمع يزدهر, ويضيف تنوع على كل أوجه حياتنا. ممكن بعض الناس يظنوا للوهلة الأولى أن حياتنا حتكون أسهل لو كانت آراء الناس وأفكارهم ديما موحدة. ناهيك عن أنه شبه مستحيل تتوحد آراء الناس, الحياة لو مافيهاش تنوع حتصير مملة جدا في نظري. ولا شن رأيكم؟ تخيل أنك تعيش عمرك كله في مكان مطلي بلون واحد وتاكل في نوع واحد من الماكلة وكل يوم تشوف في نفس الناس اللي يقولوا في نفس الكلام. كل شي حيصير (بلغة الكمبيوترات) عبارة عن نسخ-لصق من غيره, و مع الوقت الأصل حيضيع. واللي ما يحبش وجيج الكمبيوترات نجيبوهاله حتى بلغة الماكلة: مثلا شن اللي مخللي الشرمولة حلوة؟ تنوع المكونات, صح؟ فلفل طماطم بصل خيار شوية نعناع يابس زيت زيتون و ملح. تخيل الشرمولة بصل بس! أو فلفل بس! تخيلتوا؟ أيوة بالضبط! هكي حيكون طعم الحياة في مجتمع ما فيهش تنوع ولا اختلاف.

ان شاء الله حيجي اليوم اللي يصير فيه هذا الكلام واقع مش خيال, ويعيش “الطرف” و“الطرف الآخر” مع بعض في تناغم تام. اللي ما يتقبلش الاختلاف حيقعد طول عمره عايش في خلافات مع الناس لأن الناس (بكل بساطة) بطبعهم مختلفين. هل تقدر تغير كل الناس بفرض رأيك عليهم؟ أكيد مش حتقدر مهما تحاول! لكن (والأصح) هل تقدر تتقبل آرائهم وتناقشهم فيها بكل هدوء وتوصلوا لاتفاق وديا؟ أكيد تقدر لو تحاول! و اللي ما يبيش يحاول, ننصحه من توا يدور علي جزيرة نائية يعيش فيها بروحه لأنه مش حيكون ليه مكان في المجتمع اللي كلنا راسمينه في مخيلتنا.


*لقراءة المقالات الفائزة الأخرى في مسابقة “اكتب بالليبي”، يمكنكم زيارة صفحات كتاب بنغازي الصغار على الفيسبوك وWattpad. إذا كان لديكم أي تعليقات، او ردود فعل أو أسئلة، يمكنكم الاتصال بكتاب بنغازي الصغار على بريدهم الإلكتروني في benghaziwriters@gmail.com.

مقالات ذات علاقة

“عايدون” لليبية كوثر الجهمي تفوز بجائزة مي غصوب للرواية

المشرف العام

معرض فني في روسيا لتحفيز الجمهور على الحجر المنزلي

مهند سليمان

المنبوذون في بنغازي

المشرف العام

اترك تعليق