تصدر دار «نون» الإمارتية للنشر قريبًا طبعة جديدة من ثلاثية الكاتب الليبي، أحمد إبراهيم الفقيه، «سأهبك مدينة أخرى»، التى اختارها اتحاد الكتاب العرب واحدة من أفضل 100 رواية عربية، وفازت بجائزة الإبداع بمعرض الكتاب العربي ببيروت لأفضل عمل إبداعي، وترجمت إلى كثيرٍ من اللغات.
صدرت الثلاثية لأول مرة عن دار «رياض الريس» العام 1991 مكونة من كتاب واحد من 516 صفحة يجمع ثلاث قصص، وهي (سأهبك مدينة أخرى، هذه تخوم مملكتي، نفق تضيئه امرأة واحدة).
وكتب الفقيه عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن إصدار الطبعة الجديدة للثلاثية تنويهًا عن بداية كتابته لها قائلاً: «كتبت الثلاثية في وقت ظهور التعبير الشهير الذي صار يتداوله النقاد والمثقفون على امتداد الوطن العربي، وهو أنه زمن الرواية، ولم يعد ممكنًا لكاتب مثلي، ظل يكتب الأدب السردي لأكثر من ثلاثة عقود، مقتصرًا على القصة القصيرة، أن يبقى بعيدًا عن الإسهام في إثراء رصيد الرواية الليبية، مكتفيًا برواية وحيدة هي (حقول الرماد)».
وتابع: «لذلك مع الثلاثية تقدمت للكتابة بتصميم على أن أضع نفسي بقوة على خريطة هذا النوع الأدبي، ولا شك أنني وقفت قليلاً أمام تلك المقولات التي تكرست وتجذرت في الوجدان الأدبي الليبي، التي تقول إن بلادنا ومجتمعنا مندورة للقصة القصيرة، وأن الطبيعة الصحراوية لأرضنا لا تصلح لإنبات الأشجار الكبيرة، والأمر يتكرر في الأدب أيضًا، قررت أن يكون مشروعي الأدبي المقبل، تحديًا لهذه المقولة، حتى لو كانت مقولة صادقة تعبر عن معطيات البيئة والمجتمع في ليبيا».
وأوضح: «فليكن العمل السردي الطويل الذي سأكتبه، تحديًا أيضًا لمعطيات هذه البيئة، عمل روائي متعدد الأجزاء، ينتمي لما يسمى الصناعة الثقيلة في الأدب، وأستطيع في هذا العمل، الذي أردته أن يكون أحد الثلاثيات القليلة في الأدب العربي، أن أستفيد من موارد غير البيئة الليبية، إذ يكفي أن أعتمد على البيئة المحلية الليبية في تغذية جزء واحد من هذه الثلاثية، ولي من تجارب الحياة خارج ليبيا، ما يغذي جزءًا ثانيًا، وسأعتمد على التراث الشعبي والمخزون السردي العربي، وما يحفل به من تجارب روحية وصوفية في تغذية جزء ثالث، وهكذا بدأت المرحلة السديمية لهذه التجربة الأدبية التي تنتمي للنفس الطويل».