شخصيات

سعدون السويح الشاعر وقصيدة “أناديك أويا”

الدكتور أحمد رشراش .. الدكتور سعدون السويح
الدكتور أحمد رشراش .. الدكتور سعدون السويح

يُعَدُّ الأستاذ الدكتور سعدون السويح، أحد أبرز القامات العلمية والأدبية في ليبيا، فهو الأستاذ الجامعي، والمترجم اللساني، والأديب الأريب، والناقد الحصيف؛ لكن ما قد يخفى على كثيرين، هو حسّه الشعري المرهف، ولغته الشعرية السلسة، وألفاظه الرقيقة الناعمة، الحبلى بالدلالات، وأسلوبه السهل الممتنع؛ ولا غرابة في ذلك، فقد صاحب الشعراء ورافقهم، وتذوّق شعرهم، فقدّم لبعضه، وترجم بعضه الآخر، فأبدع وأمتع في تقديم (على جناح نورس) أول ديوان شعر لصديقه التوأم الشاعر عبد المولى البغدادي – رحمه الله – ورافق الشاعر الكبير نزار قباني – رحمه الله – شاعر المرأة والجمال، وترجم شعره؛ فكتب إليه نزار: (( إلى أخي سعدون، كثيرون ترجموني إلى لغات العالم، ولكنك وحدك استطعت أن تنقل ملامح وجهي، واشتعال عواطفي، وفصيلة دمي، وزرقة عينيّ، وطقوس قلقي وجنوني، مع الحب الكبير))، هذا  علاوة على عشق الدكتور سعدون للشعر العربي القديم، لاسيما شاعر العربية، وإمام الشعر، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، المتنبي؛ فلا غرابة في أن ينعكس  ذلك عليه، ويفجّر طاقته الشعرية الكامنة؛ ليصدح بروائع القصيد، ويجود علينا بعذب الكلام.

لقد ربطني بأستاذي الجليل، الدكتور سعدون السويح، علاقة الطالب بأستاذه، منذ خمسة وعشرين عامًا خلتْ؛ إذ شَرُفْتُ بأنْ ناقشني في رسالة الماجستير، في اللسانيات بجامعة طرابلس- ليبيا، في مارس 1999م؛ ومنذ أيّامٍ مضتْ، جاد عليّ أستاذي بتسجيلٍ صوتيٍّ ماتعٍ، عبر (الواتس أب)؛ فسارعت إلى سماعه؛ ووجدته قصيدةً غنَّاءَ رائعةً عن أويا (طرابلس)، ألقاها أستاذي بصوت هادئ، فيه حشرجة لا تخلو من البوح بالحنين إلى الوطن؛ وبلغة شعرية، تسير بلحنٍ عذبٍ، يجعلك تدندنها وتغنّيها، ولا تكتفي بمجرّد قراءتها؛ وبلغة شاعرة يتلاقى فيها تعبير الحقيقة وتعبير المجاز على نحو متجدّدٍ بعيدٍ عن التقليد .

 وإليكم التسجيل كاملًا كما أرسله إليّ أستاذي الدكتور سعدون السويح، بعدما استأذنته في نشره، فمن علي بكرمه بهذا الشرف، يقول أستاذي الدكتور سعدون:

أيُّها الأعزاء، هذه قصيدةٌ أخاطبُ بها طرابلس، باسمِها الفينيقيّ القديم (أويا)، وكنتُ قد كتبتُها في نيويورك، في مايو 2006.  

أُنَادِيكِ أُويَا

أُنَادِيكِ أُويَا
فَهَلْ تَسْمَعِينَ النِّدَاءْ
وَهَلْ تَسْمَحِينَ بِوَصْلٍ
شَدِيدِ الْحَيَاءْ
فَمَا أَنَا فِي الْحُبِّ قَيْسٌ
وَلَكِنْ بِقَلْبِيَ
تَسْكُنُ كُلُّ الظِّبَاءْ

أُنَادِيكِ أَوْيَا
وَأَتْلُوكِ شِعْرًا
وَأَتْلُوكِ نَثْرًا
وَأَتْلُوكِ فَجْرًا
وَظُهْرًا وَعَصْرًا
وَأُهْدِيكِ بَاقَةَ وَرْدٍ
إَذَا جِئْتُ أَطْرُقُ بَابَكِ
عِنْدَ الْمَسَاءْ

فَهَلْ تَقْبَلِينَ؟
وَأَنْتِ الْجَمِيلَةُ
أَنْتِ الْبَهِيَّةُ
أَنْتِ الْعَظِيمَةُ
بَاقَةَ وَرْدِي
وُعِطْرَ حُرُوفِي
وَحُزْنَ عُصُورِي
وَضَوْءَ بُخُورِي
وَهَلْ تَمْسَحِينَ
إِذَا جَنَّ لَيْلٌ
بِرِفْقِ المُحِبِّ دُمُوعِي

فَهَلْ تَقْبَلِينَ رَجَائِي
وَتَسْمَعُ مِنْكِ السَّمَاءُ الدُّعَاءْ

مقالات ذات علاقة

عام على رحيل الأديب يوسف الشريف

مهند سليمان

الموت فى الفجر

سالم الكبتي

يوسف الشريف..

بشير زعبية

اترك تعليق