كن كالسحاب إذا مرت قوافله
حنَّ الفؤاد إلى فيضٍ من الغرسِ
جزلَ العطاء ولا يرنو إلى هبة
بل يُخلصُ الوُدَّ في ظِلٍّ من الهمسِ
وإن بذلتَ من الطاعاتِ أخشعِها
أيقن بأنَّ الهدى من خالق النفسِ
والذكرُ يرفعُ أقواماً ويمنحهم
من الطهارةِ ما يعلو على الشمسِ
وبذلُك العونَ خيراتٌ مضاعفةٌ
ويدفع الهمَّ والآلام كالترسِ
وانت للدين تحيا لا لمفخرة
إن مسك الرغدُ أو أوغلت في البؤسِ
لا تنس حين تعين القوم محتسباً
أنَّ النبيَّ رفيقٌ ليِّنُ اللَّمسِ
لا يجرحُ النَّفسَ بل يسعى لبهجتها
ويجبر القلب كي يمضي بلا يأس
يا طالبَ الخلدِ صل وِرداً بأدعية
تمحُ الذنوب نمت في غفلة الأمسِ
أرشد من اجتاز دربا ليس يعرفه
وعد إلى الذكر مشتاقاً إلى الأنسِ