الشاعر الليبي الراحل .. الجيلاني طريبشان.
مختارات

ملتقى جيلاني طريبشان.. “الأدب للحياة”

كريمةإدريسي – هنا أمستردام- الرجبان، المنطقة الليبية التي قدمت أول شهيد في الغرب الليبي أثناء ثورة 17 فبراير، تخرج من صمتها لتستعيد ذاك الذي كان. دور المثقف في بناء دولة مدنية، سيكون المحور الرئيسي لملتقى جيلاني طريبشان الثقافي في دورته الخامسة، تحت شعار ‘الأدب للحياة.. دعوة للثقافة والمثقفين.. دعوة للوطن كي يستمر وطناً’.

الشاعر الليبي الراحل .. الجيلاني طريبشان.
الشاعر الليبي الراحل .. الجيلاني طريبشان.

عودة بعد غياب

يعود الملتقى للحياة بعد توقف دام خمس سنوات، وتعثرات مؤلمة، حيث يؤكد أبوعجيلة العكرمي رئيس الدورة وعضو مؤسس للملتقى، أن الدورة الاولى كانت في العام 2005، في شكل تكريمي للشاعر الليبي الجيلاني طريبشان، ابن الرجبان، الذي لم ينل أبدا حقه من الانتشار. بعد ذلك قطع نظام القذافي دعمه المادي عن الملتقى، بعد كل المضايقات التي تعرض لها المشرفون على الملتقى آنذاك.

هذه المرة تدعم الحكومة المهرجان ماديا ومعنويا ومن المنتظر أن يحضره وزير الثقافة الحبيب الامين. وبالإضافة إلى ضيوف ليبيين من أدباء ومثقفين وإعلاميين، سيحضر من المغرب وتونس أيضاً، بعض المثقفين. وقد كان المغرب من البلدان القليلة التي زارها الشاعر طريبشان.

ستشهد مدينة الرجبان افتتاح الملتقى يوم غد الخميس، وستنتقل الفعاليات إلى مدينة جادو يوم الجمعة، ويكون الاختتام في شكل استطلاعات ميدانية للأماكن الأثرية والتاريخية في المنطقة.

تهميش وصمت

تجدر الإشارة إلى أن الرجبان، منطقة غنية بطبيعتها وجبالها، ومآثرها التاريخية، تتميز بعمقها التاريخي والحضاري، حيث مرت بها مختلف الحضارات، تاركة آثارها. إلا أن أهلها يشتكون من كونها منطقة تعرضت للتهميش في مختلف العهود التي توالت على حكم ليبيا، ‘والرجبان مهمشة الآن من حكومة الثورة’، يقول العكرمي. لا أحد يأتي من المركز لتفقد الرجبان وحالها. ومن الرجبان لا تصدر صرخة ولا حركة احتجاج. الرجبان تحتفظ بصمتها، ويختم العكرمي كلامه:’ أهل الرجبان يمتلكهم حب ليبيا.. وليبيا الآن موجوعة، فهل نزود الوجع؟’

الجيلاني طريبشان

‘يا إلهي قليلا من الراحة’، هي آخر جملة قالها الشاعر الليبي الجيلاني طريبشان الشاعر، والذي رحل في العام 2001، تاركاً أعمالا شعرية، وصف النقاد قيمتها في مستوى إنتاج الشعراء العرب الكبار أمثال عبد الوهاب البياتي.

يقول الكاتب والناقد أحمد الفيتوري في طريبشان: ‘إن جيلانى طريبشان لا يكتب نصه ولكن يقرؤه في نص الآخر أو أنه يستعيده.. ولأن الجيلانى لا ينتمى لأحد حتى للجيلانى، فهو لا يستعير قناع أحد لأنه الروح، أو كما قال ماركس: (كل ما هو صلب فيه يتبدد ويتحول إلى أثير)! والنص لا يختزل تجربة، هو حالة أو هو شطح بمعنى اللحظة – وهى الزمن عند أرسطو – اللطخة الأخيرة لفرشاة الرسام…’

مما أشعر طريبشان:

ما جدوى أن أسمع في هذى الليلة موزارت

ما جدوى أن أسترجع كل الخيبات

ما جدوى أن أقرأ في هذى اللحظة بطاقتها

وأنا لم أسبر غور أنوثتها

لكن الطفل – الزهرة – في هذى الوحشة

يبدد صمت الليل ويطلب في نزق زوادته

فتعود سعيدا ، مبتهجا تحلم بالآتي ..

من أعمال طريبشان: رؤيا في ممر- ابتهال إلى السيدة ن – وله ديوان بعنوان مكابدات

_____________________

رابط الخبر

مقالات ذات علاقة

الأدب الليبي: المواجهة والتهميش

المشرف العام

سنة الزلزال

أحمد يوسف عقيلة

إطلالة على مدينة ويفات القديمة

المشرف العام

اترك تعليق