في متاهاتِ التيهِ سارعتْ خطاهُ
هرولَ في فجاجِها
عادَ بعدَ سنين،،،
وفي يمينهِ غَرْفة من وهمٍ
وفي شماله قَبضة من خرابٍ.
بينَ أزقةِ الغفلةِ هرولَ
آوى إلى زواياها الرطبةِ
تنفس هواءَها الصديدَ
التقى عندئذٍ بالظلمةِ
حطَّ رحالَهُ في القاعِ
صافحتْهُ الخفافيشُ
غنتْ له الغربانُ،،
أنْ حي على الضياعِ
بعدَ جوار اتسعَ فضاقَ
عانقه الصقيعُ
ما ثمَّ جذوةُ نارٍ هناك
حدقَ ببعضِ ما بقي له من بصرٍ
غمرَ أفقَهُ،،
امتدادٌ من سرابٍ وراءَهُ سرابٌ
تسربله الوهنُ
سرى فيه دبيبُ الخوفِ
دوامةُ السقوطِ تمدُّ لسانَها إليه
الهاويةُ فاغرةٌ فاها
ليتهُ كان قبلَ هذا ،،
نسيًا منسيًا