صحيفة الحياة الليبية (حوار/ حنان علي كابو)
نعمة الفيتوري: المشهد الثقافي يتعافى.. المنابر الثقافية عبر شبكة التواصل الاجتماعي أثبتت فاعليتها وقوة تأثيرها.. تبادل المعرفة الأدبية يحدث بامتياز عبر تلك الشبكات.. أنا موظفة لم أتقاضى أي مرتب منذ سنوات….
شهد المشهد الثقافي في هذه الآونة صدور ديوان “تقاسيم امرأة” للشاعرة نعمة الفيتوري، والذي يعد اصدارها الثالث. يضم الديوان 43 نصا شعريا، عن دار نشر المجد العربي وتوزيع دار المعارف – مصر. كتب المقدمة الأديب السعودي أ. مشعل العبادي وصمم الغلاف أ. ابراهيم المسوري المصمم والاعلامي الرائع من مدينة درنة. في حين حمل ديوانها الأول عنوان “أنات ذاتي“…
حول الشعر والمنابر الثقافية على منصة الفضاء الأزرق، وهموم الشعر كانت هذه الفسحة… استهلينا البداية بالحديث عن تقاسيم امرأة تقول:
”تقاسيم امرأة يعبر عني كأي امرأة تحاول أن تعيش بسلام وسط دائرة كل ما فيها عبث، نصوص تنطق بصوت امرأة أنثى وأم وعاشقة عليها أن تبدو هادئة رغم الضجيج والا تفقد توازن كيانها وتبقى متيقظة دائماً حتى لا تسقط.. تقاسيم امرأة تعزفها روحي على الورق لوعة وفرح وشجن وحياة ونور رغم الظلام“…
والشاعرة الكاتبة المترجمة نعمة محمد سليمان الفيتوري تعد المدير التنفيذي في مجموعة مغلقة “منبر الأدب الليبي والعربي والعالمي” ولها سلسلة من الحوارات في المنبر تصل إلى حوالي 50 حوارا مع العديد من الأدباء الليبيين والعرب الهدف منها التعريف بأعمالهم لأعضاء المنبر الذي تجاوز عددهم 44.000 عضو…
والتي نشرت إبداعها عبر صحف ومواقع من ضمنها (أخبار بنغازي، صحيفة فسانيا، منشور، رابطة القصة القصيرة جدا عبر صفحتها على الفيس بوك، موقع طيوب ثقافية، موقع قناديل الفكر والإبداع، راديو شحات -الذي نشر بعضا من الخواطر النثرية في احدى برامجه-، كما قامت بحضور عدة تفاعليات وأمسيات أدبية شاركت بكتاباتها في بعض منها في مصر…
• تؤكد أن المنابر الثقافية عبر شبكة التواصل الاجتماعي أثبتت فاعليتها وقوة تأثيرها وفي هذا الصدد تقول:
”خاصة بعد شبه إختفاء الصحف الورقية وقلة الإقبال عليها ولا ننسى مدى اهمية التواصل الان عبر النت فهو قد جعل من العالم تلك القرية الصغيرة التي تتشارك في كل شيء ليس فقط المجال الادبي.. من هنا تبادل المعرفة الأدبية يحدث بإمتياز عبر تلك الشبكات…
• وعن كيفية الانتقاء لسلسلة الحوارات في المنبر والتي وصل عددها إلى حوالي 50 حوارا تشير السيدة الفيتوري الاختيار يراعى فيه التنوع في الاختصاص تقول:
”… الحوارات التي قمت بها مع نخبة من أدباء وشعراء ومختصين بالأدب في ليبيا وبعض اجزاء وطننا العربي كان بحيث يكون ضيوف الحوارات متخصصين في جميع الاجناس الادبية.. شعراء.. رواة.. كتاب قصص قصيرة.. شعراء قصائد هايكو.. فنانين تشكيليين“…
وتضيف…
”الهدف من ذلك تنوع المعرفة وتقديم الفائدة لا عضاء المنبر الذي تجاوز 44 الف عضو مهتم بالأدب الى جانب أهم عنصر وهو مد جسر تواصل بين أدباء ليبيا والوطن العربي باعضاء المنبر للتعريف به وبأعماله وكل ذلك يتم من خلال الحوار.. كما اني اتيح للاعضاء فرصة تقديم اسئلتهم للضيف لزيادة التقارب وخلق جو من الود يؤدي الى سهولة التواصل بينهم مستقبلا“…
• وعن سلسلة النقد الاجتماعي التي تضمنت حوالي 16 قصة، تعرضت لأكثر الظواهر السلبية وانعكاساتها في سلوكيات واعراف المجتمع، وعن دور الأدب في خلق الوعي للمجتمع؟ تحدثني السيدة نعمة قائلة:
”… السلسلة الاجتماعية التي كتبتها تتعرض لبعض الظواهر السلبية منها على سبيل المثال ظاهرة المغالاة والتركيز على المظاهر في مناسباتنا الاجتماعية وجعلها أولويات تنتحر أمامها الاولويات الرئيسية مثل اهتمام الام بأولادها وبيتها.. وايضا ظاهرة انعكاس الادوار في بيوت كثيرة وتحمل المرأة أعباء الأسرة وما إلى ذلك من ظواهر انتشرت نظرا للفوضى الاخلاقية والتي انعكست على السلوك سلبيا“…
وتضيف…
”مما لا شك فيه ان الأدب دوره هام يكفي ان نسلط الضوء على كل السلبيات لنواجه بها انفسنا ونعترف بوجودها لنبدأ بالتفكير في كيفية علاجها أو حتى مجرد الخجل من الاستمرار في فعلها أكيد سينتج عنه التفكير في تعديل أفكارنا للأفضل“…
• وترى السيدة نعمة أن المشهد الثقافي رغم كل شيء يتعافى… تقول:
”في ذلك أرى التفاعليات الثقافية وأنا متفائلة جدا رغم الضباب هناك شعاع من نور يفرض نفسه يوما بعد يوم…
• وبخطى وطيدة هدفها لا يتغير، تؤكد السيدة نعمة على الهدف الذي أسس حوله المنبر، تقول:
”نحن في المنبر هدفنا واحد لا يتغير منح فرصة للهواة وخلق مناخ صحي للاستفادة ودمج الادباء بالهواة بشكل ودي واذابة المسافات لسهولة التعلم.. تجسيد كل ذلك على أرض الواقع لتوصيل الرسالة كاملة واثبات ان دور المنبر ليس فقط إفتراضيا بل ان هناك ابداعات متميزة عليها ان تكون ضمن الصورة والكيان الأدبي في مجتمعنا.. وهذا في اعتقادي هدف نبيل ومهم والأهم القدرة على تحقيقه وقد تجسد ذلك في تلبيتنا لعدة دعوات منها: دعوة آتيليه الاسكندرية للمنبر لاقامة أمسية ليبية أدبية ومثلته مع العديد من الشعراء والشاعرات الليبية وكذلك أمسية رقم 47 لمنتدى المناضل بشير السعداوي بطرابلس.. دعوة راديو الساعة الثقافي للحديث عن المنبر ونشاطاته. كل هذه الاهداف نحرص على تحقيقها وان شاء الله سنستمر حتى نخلق كيان متكامل على ارص الواقع. طبعا لا أنسى ان اشكر صاحب الفضل في تأسيس المنبر مع مجموعة من الاصدقاء السيد نعيم الورفلي كل التقدير“…
• الشعر فعل مقاومة في زمن الحرب والكره.. في هذا الصدد تقول الفيتوري:
“… الشعر موحد القلوب.. ليس فقط مجرد اداة تعبير.. الكتابة أرى انها تلك الفضاء الروحي الحر الذي تحلق فيه بنقاء تنظر لكل شيء بحب.. فلا يعود هناك مبرر ولا مكان للقبح لا في نفسك ولا حتى من حولك.. أنات ذاتي ديواني الأول هو مولودي البكر الذي يقول ببساطة: الحب أساس الحياة تنفسوه إرتشفوه مع الماء اذا كنتم تبحثون عن السعادة“…
• ما يقصم ظهر الشاعرة نعمة الفيتوري أنها لم تتقاضي أي من رواتبها منذ خمس سنوات تقريبا، الشاعرة نعمة هي وزملائها في شركة بارويد الليبية للخدمات النفطية لم يتقاضوا أي مرتب منذ عام 2014…
“أنا من 2014 ما نزلوا لنا رواتب لان الشركة متعثرة وصندوق دعم الشركات يصرف لنا 450 دينار تخيلي انا درجة 13، في قرار فاشل صدر بضم بعض الشركات لهيئة الاستثمار والتمليك وبما ان شركتنا صغيرة تم ضمها على اساس يملكوها لنا كما حدث في مصنع الاسمنت والانابيب وماكوبار وميلكم، بذلك لم تعد تبعيتنا لمؤسسة النفط رغم نشاطنا (خدمات نفطي..(هذا قرار عبثي غير مدروس وندفع ثمنه الآن وزارة المالية وعدت بعمل تسوية ما ولازلنا ننتظر منذ سنوات، اكثر من 76 عائلة ليبية تتقاضى 450 دينار رغم المؤهلات العليا من موظفين ومهندسين وجيولوجيبن.. وعود عالفاضي، كارثة حقيقية وماساوية في ظروفنا“…
______________________________________________
* نشر بـ (صحيفة الحياة الليبية)، السنة الأولي، العدد (36)، الإثنين 21 أكتوبر 2019.