من أعمال التشكيلية سعاد اللبة
قصة

يا فتاح يا عليم.. يا رزاق يا كريم

من أعمال التشكيلية سعاد اللبة
من أعمال التشكيلية سعاد اللبة

صداها يتردد في زنقتنا بالصباح الباكر بصوت عمي “حسن” الجهوري، نعرف من خلالها أن الصباح ولج. بعدها تتسارع أصوات الحركة ببيوت الجيران والخطى أمام أبواب البيوت، وتتناهي على مسامعي صوت طقطاقة بيتنا وأعرف أن “جمال” ابن الجيران سيأخذ القـفة كعادته، ليتوجه للمرسى لأستقبال البحارة الراجعين من رحلة صيد مضنية طوال الليل، كانوا جيراناً واقارب فيأبوا إلا أن يتقاسموا جزءً من هذا الصيد مع الأحباب.

كانت دائما تراودني الرغبة أن أصطحبهم هناك، ولكن لأنني بنت وهم شباب، لم يسمح لي التفكير في هذا.
كانت تتصاعد رائحة السفنز وأنا بطريقي لكوشة عمي “خميرة” بشارعنا (كوشة الصفار)، كانت رائحة الخبز الشهي تنافس رائحة السفنز بالصباح، وأصوات الخطى السريعة مع تصبيحات متناثرة هنا وهناك تتداخل مع صوت صفائح الفرن التي يدخلها الخباز ويخرجها كل مرة، ونحن ننتظرها طازجة وشهية، على مائدة الفطور ونحن منهمكين في رشف الشاي والحليب. يتصاعد صوت الطقطاقة مرة أخرى، هذه المرة أنا من يفتح الباب لأني أعرف أن القفة رجعت مليئة بالسمك؛ السردين والكاوالي والبوقة والمرجان، والرائحة تطغي على كل شئ، عدا فرحتي وأنا أطرح سؤالي الدائم من أي مكان أتت هذه الأسماك؟!!

مقالات ذات علاقة

ميراندا

هدى القرقني

امرأة من بنغازى

المشرف العام

نـــدم

خالد مصطفى كامل سلطان

اترك تعليق