قابلته صدفة. كان يسأل عن شيء ما! يبحث عن شيء ما!، اقتربت منه، كان في الستينات من عمره، يرتدي ملابس أنيقة.
اقتربت أكثر، رائحة عطره مميزة، أومأت برأسي مستفهماً. قال لي :
– إني أبحث عن وطن أشعر فيه بالدفء. أبحث عن وطن يضُمّني حين أموت. أبحث عن وطن يأوي أولادي من بعدي.
تعجبت واستغربت وسألت: أين وطنك؟
قال: بعته.
فتحت فمي مستغربا، وقلت: ماذا؟؟!!!
قال: بعته.
قلت وأنا مذهول: منذ متى؟! وكيف؟ّ!
قال: منذ أن جعلونا نكره أوطاننا. منذ أن مارسوا علينا كل أنواع الذل والاهانة. منذ أن منعوا عنّا كل شيء. حتي الهواء.
منذ أن شعرنا أننا غرباء في أوطاننا. عندها قررت أن أبيعه متى سنحت الفرصة. سنحت الفرصة وبعته.
سألت وأنا مازلت غير مصدق:
بكم بعته؟ وهل كان الثمن مجزياً؟
قال: بعته بتأشيرة إقامة في بلاد الصقيع. وحتى الآن لم أشعر بالدفء.
المنشور السابق
المنشور التالي
خالد مصطفى كامل سلطان
خالد مصطفى كامل سلطان.
مواليد العام 1967.
ماجستير نظم معلومات.
متقاعد.
يكتب: خاطرة - قصة قصيرة - شعر.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك