الخونة كثيرون هنا
الوطنيون البلهاء كذلك
(يا للمأساة أن يكون الإنسان من دون خصية)
الجسد الإنساني القذر
المشرحة التي تتعطر بالعفونة
وتُزين رأس السنة
بالأطراف المبتورة
يمكنها أن تبتلع مدينة كاملة
دون أن تشعر بالتخمة ،
في لحظة السكون
تتحرك المزنجرات
وتبدأ ديكة الهاون بالصياح ،
البعض ينطفئ في بداية الليل
البعض الآخر
يحترق أكثر ممايجب ،
أن تولد إبناً لزعيم القبيلة
يعني أن ترث جراب الله الملونة
وتسير فوق لسانه المقدس،
اليوم اكتشفت أني أملك
ثقباً هائلاً في جيبي
حدث ذلك بعد أن افتقدت يدي
التي أدخلتها لأخرج شهادة ميلادي،
بحثت في كومة شهادات الوفاة الخاصة بي
التي كنت اجمعها مثل طوابع بريدية بإصدارات جديدة
(يا للمأساة أن يكون الإنسان من دون خصية)
حين تمددت المرأة الجميلة
تلك التي تُحب سلق رؤوس الببغاوات الثرثارة
والضحك مثل اجراس الحرائق
حين تمددت جنبي كشاطيء للعراة
التقطتُ صوراً كثيرة لتعرجاتها وانحرافاتها المشبوهة
كانت تدس عظام الأنهار في تجاويفها البعيدة
وترسم خلف النافذة رجلاً يتلصص على ظهرها
كانت غابة من التعب والإجهاد
وجسدها كان ينزلق منه العرق
مثل سقف قديم متشقق
تنام مثل قارب على بطنها
وتستيقظ في منتصف النهار مثل بحر مضطرب .
المنشور السابق
المنشور التالي
سراج الدين الورفلي
سراج الدين الورفلي.
مواليد 30-7-1984 تونس.
خريج كلية العلوم ، قسم الرياضيات، جامعة قاريونس. ماجستير إدارة أعمال - جامعة التكنولوجيا الخاصة بتونس.
موظف إداري في الشركة العالمية لخدمات الكهرباء.
فائز بالترتيب الاول لمسابقة سيلكما في الشعر 2017 (دورة الشاعر مفتاح العماري).
بالاضافة لملشاركة في كتاب (شموس على نوافذ مغلقة).
صدر له: ديوان خمسة توابيت لستة رجال، وديوان كاريزما الموت، الفائز بالترتيب الأول في جائزة عفيفي المطر للشعر.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك