من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي
شعر

الرقم 54..

من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي

 

قبل أن يرمي

صياد ما

شبكته ،

في إي جزء

من هذا العالم

وتعلق بها

فرشات روحي

العمياء .

 

قبل أن يُفرغ

آخر ،

مخزن رصاصاته

المسروقة ،

على قطيع الوعول

في شِعري

فيردي كلمة أُٰحبكَ

السوداء ،

كقطرة حبر

بالمنتصف

أو دم .

 

قبل أن تقود

رياح أغسطس

مراكب الحزن

صوب السمكة

الوحيدة ،

التي بقيت

تتخبط

في الزاوية

الحادة

لصدري بحثاً

عن أسنانك .

 

وقبل أن تتحول

كل هذه

الأوراق رماداً ،

وتطير ،

مع أول هبة

ريح

من رياح

أغسطس .

 

ها أنا أنفض

روحي

كسجادة

إيرانية عتيقة ،

لينطلق الكلام

كعاصفة رملية ،

ويخرب

وجهك .

 

ها أنا أحشر

آخر نص طليق

عنوة في رحم

الحياة ،

أمسكه بيديّ

الهزيلتين ،

وأعمدهُ بماء

عينيك

وأتركه ،

لرياح أغسطس

للرصاص الطائش

للعراء .

 

ألم يعد يُذكرك

بيّ

أغسطس ؟

ألم تعد تُذكرك

ولو قليلاً

التجاعيد التي

يحفرها

على وجنتيك ،

بسيول قُبلاتي

على الريق !؟

 

كيف لكم أن

تكونوا

بهذا الهدوء

الآن ؟

تباً لكم جميعاً

أنتَ ،

وأغسطس

والرقم 54 !

 

كيف للمراكب

الورقية ،

التي اطلقتها

في بحر

عينيك

أن لا تتوه ،

ولا تتصادم

وتغرق

أن لا تتلاشى ؟!

 

وها أنا أتوه

أصطدم

وأغرق .

وأتلاشى ..

كلما عاود

النظر

لعيني خلسة

في المرآة

أغسطس .

 

وقبل ذلك ،

بأقل من القليل ..

أتنفس

آخر نص طليق

وأموت ..

دون أن أنبس

بحرف !

مقالات ذات علاقة

تلك الليلة

جمعة الموفق

ميريل

سميرة البوزيدي

أيُّ نردٍ يلعبُ بي؟

عبدالحكيم كشاد

اترك تعليق