قصائد من دفتر الرغْوة
فندق
إلى ألفونسو ريس
رأسه بدون إكليل أو قبعة
وباللون الشائع قلبه
مع كل رقصة جديدة
تفقد الساعة دقة
مُظهرة الساعةَ الخطأ
تهبّ الريحُ من عباءتك
تداعبُ
فاكهةَ التانجو المقشّرة
حَصادٌ من سحب محطّمة
وانماط موسيقى محبوبة
وإيقاع الزفرات
يُدوّخ بالحبيبين
يُغْوي البهو أن يقترب
أقفلُ عينيّ بقوّة
أرسمُ رحلات
فنادق تلقي المرساة القديمة
هي جزر مثل سفن عابرات المحيط
تزرع السواري
مليئة بفواكه الشتاء
ويتنفس المسلولون
الأكسجين المنعش
وعند رفع العلم عطور
العود تنتشر في الهواء
مع ريش ما اُصْطيدَ من طيور
ينكمش الخريفُ إلى ربطات عنق و قبّعات
ومن السجّادة يُزهر الربيع
روليت الصُدْفة و فرسان
الموضة يقامرون بألوان الفصول
وعلى خاسرُ الرّهان
أن يرقص مع حبيبة جديدة
أعشق الفنادق و الطقس المعتدل
لقد رأيت نساء بتجعيدات شعر محمصة
يرُشُّهم الموجُ بالرغوة
المهاجر
دائما تعود الريح
تأتي كل مرّة بلون مختلف
الأطفال المحليون يرقصون
حول طيارات ورقية جديدة
غنَّي يا طيارات غني
بأجنحتك المفرودة
وانطلقي طائرةً
ولا تنسي ضفائرك
جاءت الطيّارات الورقية وذهبت
لكن ظلالها لا زالت معلقة على الأبواب
وما تركت من أثر خلفها
يُسَمّدُ الحقول
في شقوق البحر
لم تفشل أية بذرة في الطلوع
مسطحة بالرياح و القوارب
الرغوة تزهر كل عام
لكني أفضّلُ الهضاب
التي تحمل فوق ظهورها الرشيقة
النجوم المطرودة من الحريم
راعي البحر
بدون عنان أو لجام
يسوق الموجات إلى حتفها
لا تتركني جالسا على جانب الطريق
دائما تعود الريح
كذلك الطيارات الورقية
قطرات دم تسقط من ضفائرها
واصعد أنا القطار
إلى اللقاء
مَنْسيّا من المطر
ستتكرمش أصابعي يوما ما
ولن يزهر شعري المجعّد
مرّة أخرى
ولن ينزل القمر
واضعا تاجَه على قبعتي
ومن الغد
لن تجلس الشمس مع المرضى
المرأة
الغساّلة المعطّرة
في الغسق المشبّع بالنبيذ
التي نقشت و نقشت على القمر
شعارات الزفاف—
طَرّزت حروف امسي على غطاء من البحر
أيتها المرأة
حين تبتعدين تدريجيا من حياة حياتك
سنرى الشمس تهبط
والفاكهة العفنة تسقط
وإذ ترشفين ضحكتك
سيصدحُ أكورديوني
باحثا في الأدغال
عن إيقاعات قلبك
الجداجد ستحسب خطواتك
ولن يصبح القمر بدرا
حتى لو قلت
أحبك
ولن ينزل الثلج مرتجفا
مباركا قبعتي
سحب
إلى يوجينيو دو أورس
أنا أرعى على الجادة
أقدرُ أن أحرّرَ مقاعدَ
وأجلس على شفة النزهة
وادع الحملان ترعى طليقة
لكل شيء أرضية وقوف
كرّاستي
سعفة الشتاء الوحيدة
اكشاك الصحف مربوطة جيّدا في الرغوة
سأفكّرُ في الأسرة الهائمة الجديدة دائما
حيث عددتُ قصائدي و عددتُ النجوم
يمكن أن أفكّر في سُحبي
موجات السماء الدافئة
باحثة عن مأوى دون أن تتوقف عن الطيران
يمكن أن أفكّر في طيّات الصباح الجميل
مثل تحديد منديلي افتحه
لكن لكي تسمو
على الشمس أن تتمايل
وعلى عالمنا السماوي أن يلف في أيدينا
الأشياء مختلفة الآن
قلبي الراقص يخدع النجوم
والحمى والكهرباء مجرّد
قارورة شديدة اللمعان
و حتى البرج القديم لا يدور ببطء
موزعا الرياح
ولا أصابعي تحلب ساعات شبيهة الأمعاء
علينا انتظار مَسير
العواصف والنبوءات
علينا انتظار القمر يلد
الطائر المسيح
كلّ شيء عليه المجيء
تجوّل السينما مثل ركوب البحر
تبرق الأيام البعيدة على الشاشة
أعلام لم تُر من قبل تُعطّر المكان
وصدى الحرب يطقطق في الهاتف
يَكْبرُ الموجُ حول العالم
لم يغادر مكتشف إلى القطبين والمضايق
السواح يموتون
من مرض غامض
كُتب السياحة مفتوحة فوق صدورهم
الموجُ يَكْبرُ حول العالم
أرغب في الركوب معهم
لقد رأو كل شيء
لم ينظروا إلى الوراء أبدا أو عادوا-
الوسائد المطرودة صنادل المسيح
دعني أستلقي هنا إلى نهاية الوقت
سأدخّنُ قصائدي و أقودُ سُحبي
إلى كل طريق على الأرض و في السماء
وعندما تعود السماء فوق حصانها الأبيض
توازن سريري سينطلق ويحلُق
خريف
إلى ج. تشاباس مارتي
امرأة ثخينة بالساعات
وصفراء بالفاكهة
مثل شمس أمس
ساعة الريح
نذيرة الطيور الشرقية
التي طافت حول العالم
تدفق المياه المباركة
من عينيك يجري نهر رمل قاحل
وكثير من الفراشات الغافلات
تلاشت في نظرتك
لم تعد النجوم تشعَ بنورها
نساء يزرعن
البذور والأفجار
نساء منهن يجيء النحل
و يصوغ الساعات
نساء دقيقات كالبدر
فرّق خصلاتك أصل الرياح
فخليتي الفارغة البلا أثاث
تنتظرك
الليلة الثانية عشر
إلى ج. دياز فيرنانديز
الولد والطاحونة
نسيا كابحهما الوحيد
سقطت صامتة العجلة على مقام E flat
قرب البئر
أين يصعد الماء و تنحدر الشمس
يد على خديهما
تخمّنُ المداخن أنهما سيطيران ذات يوم
لن يـأتي القمر اليوم
ولن يتعثر السكران
مارا بالباب المفتوح و ترنيمة النوم
هنا عند قدم السور
متعبة من الرحلة
أخدت الريح مقعدها
الشرطي المخلص يُدوّنُ
نجوما جديدة في دفتره
و غير قادر على عبور هذه الشوارع
عربات النهر
تحرّك رؤوسها بلا جدوى
فقط ديوك الطقس تغني أغانيها
البيوتُ الكئيبة
تُمشّطُ سقوفها
أحدهم يموت
ولا أحد يُرى
لن يأتي القمر الليلة
ولن يُهدهدَ مصباحَ الشارع السكران
بانوراما
انتهت السماء من الطباشير الملون
جاكتتي الشديدة النظافة لم تحدّق في العشق
ومتقوّسا من أيدي الجنايني
يسقي قوسُ قزح الشجيرات الخارجية
طائرٌ تائهٌ يعشّش في قبعتي
الحبيبان ينهكان الببغاء
وبالكاد تسمع تعاليم الإله
يلعب الشطرنج مع نفسه
يغني الأطفال لأبريل
سُحب خضراء ووردية تصل النهاية
رأيت زهورا تتفتق
من بين الصفحات على حامل موسيقى
والصيَاد الخفي يقتل طيّارة ورقية
يتدرّب الصيفُ فوق ركحه الجديد
و في طرف الريف
يعزف المطرُ البيانو
حكاية
ها أنا أدوس سطوري
مثل قارب مابعد الظهيرة
تاركا في صحوته أثر من دم
ابق بعيدا لا تستمع إلّي
فائزوا الخبز
وشراب الحب
آخر الممثلين أنهار
حاملا في يده الزهرة الطبيعية
جمالٌ بلا أجْر
الجمال التقليدي
لكماني الصيفيّ
تتعلمَ الطيور دوزان فنّي
و يُعَدّلُ المطرُ قيثارته الصدئة
تمُرُّ الأيامُ بالرقص
كلّ واحدٍ يُصَمّمُ شكلا جديدا
و إيّاك أن تصدّقَ هذه اللعبة
هذا شعر خال من الدخان
أو البحر يجدد نفسه
مفتاحي يفتح البذلات
يستخرج لَحْمَها الداخلي
قلب اللباس
خزانة المعاطف والشعر والألم
النافذة
إلى خوسي بيرجامين
الستارة مفتوحة لكمان
النافذة معلّقة من مسمار
الريف ما زال مخفيّا
الشمس اسطوانة اكسجين
تبقي على اللوحة نظيفة
وعلى لمعة المطر
هذا البيت حيّ
مرتين في دقيقة واحدة
تتنفس النافذة
و من يدي يطلع
برقوق دخان النذور
اللوحة على الجدار تموت كلَ عام
أنا عازف بياونو خريفي
افتح واقفل الليل كالكتاب
و ألعب الموسيقى
في سمائي صنيعة اليد
يمكنك اختيار الوقت و الباب
لكن بمجرّد أن تحبّ وَجبَ عليك ان تموت
مرة اخرى تركتْ الريح صفحاتي بيضاء
لذا أبدأ ثانية
لا تفتش السقف عن الكواكب الأبوية
تلاوة
في الليل يعود البحر إلى حجرتي
و أطْيبُ الموجات تموتُ فوق غطاء سريري
لا أحد يشكّ
أن الملاك استعد للطيران
ولا تدفّق الماء قلب البيانولا
الفراشة ترفرف طالعة من المرآة
و من الضوء يشعّ من الصحيفة اليومية
لا أشعر بالهَرم
تحت سريري
يجري نهر
وعلى الوسادة البحر
الصَدَفَةُ المجوّفةُ توقّفتْ عن الغناء.