قصة

مفردات من حيرة الدقائق

1

كم الساعة الآن؟ وكم مضى من الوقت؟

كم دقيقة نزفت عمرها أمام أبوابنا المغلقة؟

وكم مرة اشتكى القفل من سطوة المفاتيح.. فحشرنا أنوفنا في متاهة الأقفال.. وقرأنا سيرة قديمة لحامل مفاتيح أضاعها في الزحمة.. وترك الأبواب مغلقة..

وأدركنا أن المفتاح والقفل ثنائي لحياة المواربة وفتح الأبواب على مصارعها.. وكانت البيوت تفشي أسرارها لذاكرة القفل والباب.. والأسرار تغادر عتبات الأبواب وتخرج من نوافذ البيوت والمفاتيح تبحث عن أماكنها في فتحات الأقفال الصغيرة..

2

كم من الزمن مر على حقولنا الخضراء.. والنهاريطلق خيال الشمس.. فيمر المنجل على أعناق السنابل؟

كم دقيقة مرت ونحن نتوق لرؤية الحصاد.. وذاكرة الشم في أنوفنا تبحث عن الرغيف.. والفرن يشتعل.. وقلوبنا مشتعلة.. والحياة حقل كبير؟

3

كم من الزمن تاه في دفاتر الخيبة.. ونحن نمحو من ذاكرتنا وجوه الذين كانوا أصدقاءنا.. ونستبدل سيرة الأيام التي مرت.. ونحاول الإمساك بالثواني قبل أن تغادر بيوت المترفين..؟

كم دقيقة تقاطعت مع أقواس العمر؟

4

كم أغنية سفحت روعتها فوق نواصي القلب.. و العواطف أوهام من الزجاج.. وشظايا الكسور تملأ نفوسنا.. والوسادة تهدهد طائرالأحلام؟

5

كم دقيقة وثبت.. ونحن نركض خلف طفولتنا..والحكايات زاد للخيال.. وسندريلا تبحث عن فردة حذائها.. والأميرة مسحورة في القلعة؟

كم مر من الوقت على آخر لعبة ومفتاح زنبرك وشقاوة صغيرة؟

6

كم شتاء كان يعصف فوق بيتنا.. ويطلق برده على الأغطية القديمة..والمدفأة خالية من الحطب.. والأشجار في الغابة البعيدة؟

كم مضى من العمر والنوافذ تصرخ في وجه الريح؟

مقالات ذات علاقة

جدي

عزة المقهور

الزلفوت

جلال عثمان

فَزَّاعِيَّاتٌ ( 2 ) قصصٌ قصيرةٌ جدًّا ..

جمعة الفاخري

اترك تعليق