طيوب عالمية

‘الاندبندنت’ الورقية على وشك الزوال

الصحيفة الأهم في بريطانيا تقرر وقف إصدار نسختها الورقية بحلول نهاية اذار بسبب تدهور مبيعاتها.

ميدل ايست أونلاين

عن مديل إيست أونلاين
عن مديل إيست أونلاين

لندن – أعلنت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، الجمعة، نيتها إيقاف إصدار نسختها الورقية، بحلول نهاية مارس/اذار، نظرا لتدهور مبيعاتها مؤخرا.

وقال يفغيني ليبيديف، مالك الصحيفة الأهم في بريطانيا، في بيان له، نشر على وسائل الإعلام، إنه تمخض عن تراجع المبيعات، وانخفاض دخل الإعلانات، تدهور كبير في الهامش الربحي للصحيفة، حيث أصبحت عاجزة عن تغطية تكاليف عملية الطباعة.

وأشار ليبيديف إلى أن “الصحيفة ستواصل خدماتها إلكترونيا، حصرا، وذلك اعتبارا من 26 أذار/مارس.

ولفت إلى أن صناعة الصحف “آخذة في التغير، ويعود هذا للقراء، الذين يثبتون لنا يوما بعد يوم أن المستقبل للمجال الرقمي”.

وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن ليبيديف كان يبحث عن مشتر للصحيفتين، كما فعل في عام 2014، ولكن المحادثات مع جهة قطرية في هذا الشأن لم تسفر عن نتيجة.

واستثمرت عائلة ليبيديف أكثر من 111 مليون جنيه إسترليني في وسائل الإعلام، التي تملكها في بريطانيا حتى سبتمبر/أيلول 2014، منها 65 مليون جنيه إسترليني في صحيفة ذي أندبندنت وشقيقتها الأسبوعية.

واللافت أن الطبعة الإلكترونية للصحيفتين مسجلة باسم شركة منفصلة، وبالتالي لن تتأثر بتداعيات غلق طبعتيهما الورقيتين.

وصحيفة “الاندبندنت”، التي انطلقت سنة 1986، باعتبارها المطبوعة اليومية الوطنية، وصفت بأنها “موضوعية، وبعيدة عن التحيز السياسي”، وقد لاقت رواجا كبيرا بين قرائها.

وتواجه المنشورات اليومية ضغوطات منذ سنوات عدة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان إثر انخفاض في المبيعات والإعلانات على حد سواء.

وقد لجأت مجموعة كبيرة من الصحف ذائعة الصيت إلى تقليص أرقام توزيعها والغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها

وشهدت الصحافة الورقية خلال السنوات الأخيرة ازمة حقيقية، أخذت تتفاقم من سنة إلى أخرى في العديد من الدول الغربية المتقدمة نتيجة لثورة الاتصالات والمعلومات وظهور شبكة الإنترنت.

ونتيجة التدهور الشديد في المبيعات، باتت الصحف الورقية على وشك الزوال في الولايات المتحدة، بحسب أغلبية الخبراء الذين كشفوا أن السبيل الوحيد للصمود هو التخلي عن الطبعات اليومية.

لكن في خلال 20 عاما، لم ينخفض عدد المطبوعات اليومية في الولايات المتحدة سوى بنسبة 13%، وفق أرقام جميعة “نيوزبايبر أسوسييشن أوف أميركا”. ويعزى هذا الانخفاض بجزء كبير منه إلى عمليات الإندماج بين الشركات.

ويجمع الخبراء على أن الصحف الكبرى ذات الجمهور الدولي، مثل “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال” و”وواشنطن بوست”، وحدها قادرة على الصمود.

وقد يساعد التخلي عن طبع نسخ عدة في توفير الأموال كثيرا، لكن يبقى أن تتجرأ الصحف على خطو هذه الخطوة وتتقبل فكرة عدم توزيعها يوميا.

ولم تقتصر الأزمة على الولايات المتحدة، ففي بريطانيا تم إغلاق صحيفة ذي لندن بيبير بعد الإعلان عن إغلاق أكثر من مائة صحيفة محلية لفشلها في التكيّف مع ظروف المنافسة الحادة مع الإعلام الإلكتروني.

وصحيفة الغارديان اليومية، واسعة الانتشار على وشك ايقاف القطاع المطبوع من الصحيفة وملحقها الأسبوعي الأوبزيرفر نظرا لتكبد هذا القطاع خسارة تقدر بحوالي 44 مليون دولار سنويا.

مقالات ذات علاقة

هوامش سيرة بورخيس

مهند سليمان

الفنّ الإسلامي.. ملمحٌ آسر لحضارة عريقة

المشرف العام

رواية عاشق الكتب في حُلتها العربية

مهند سليمان

اترك تعليق