بعيدا عن مضارب القوم .. شوهد كبير كلاب بني عبس – المكنى بأبي مبارك – يعدو خائفا مرتبكا .. يكاد يسقط من شدة الخوف.
– فقيل له : ما لك يا أبا مبارك .. ما الذي يخيفك ..؟
– قال : سمعت أنهم اغتالوا اليوم أحد أسود بني عبس بتهمة الإرهاب*.
– قالوا : وما شأنك بذلك .. ؟
– قال : أخشى أن يعتقدوا أنني أحد مشجعيه أو المتعاطفين معه .. فأواجه نفس المصير.
فضحكوا – عند ذاك من كلامه – وقالوا : اطمئن هذا لن يحدث أبدا .
– وما أدراكم أنه لن يحدث أبدا .. ؟
– لأنهم يطاردون الأسود فقط .
انتفض عند ذاك من شدة الخوف وقال لهم : وهذا ما أخشاه أيضا … !!!
– تخشاه أنت .. ؟ .. !!! وهل ثمة علاقة بين كلاب بني عبس .. وأسود الله .. ؟
– وإن قال قائل منهم هذا ابن عمه فصدقوه .. فمن منكـم سينقذني أو يتدبر أمر عيالي ..؟
– نعم .. لا أحـد منا يرغب في إنقاذك .. أو تدبر أمر عيالك .. اذهب يا أبا مبارك.. لا حاجـة لنا بك ولا بعيالك .. لا بارك الله فيـك .. وفي أمثالـك من كلاب بني عبس.
ـــــــــــــــــ
* كتبت في : 17 / 04 / 2004 يوم استشهاد الدكتور عبد العزبز الرنتيسي .