قصة

طير ينقب راسك!!!

من أعمال التشكيلي الليبي خالد بن سلمه

لم يخب ظني في ذاك الرجل العبوس، والذي كان يقف على حافة طريقي كل صباح.. كنت أعلم إنه سيدخل البهجة لقلبي ذات يوم..

كنت أمر عليه يومياً وأنا بطريقي لقضاء أشغالي، فأبادره وكما العادة بكلمة: صباح الخير، لكنه بالمقابل كان يدير وجهه بعيداً عني ويتجاهلني وكأنني لم أمر يوماً من تحت عينيه..

كررت عليه ذلك لأيام، متعمداً وهو يرد علي بنفس التجاهل ونفس العبوس. لكن وبعد فترة من الزمن، وبنفس طريقي وعلى عادتي نظرت مباشرة لعينيه، وقلت له مكرراً للمرة الالف: صباح الخير.

فاجأني هذه المرة مباشرة برده قائلاً:

لتوا ما قلقتش وما غيرت طبايعك وإنت صباح الخير.. صباح الخير.. تي برا من قدام وجهي، راك كرهتني في عيشتي.. قالي خير هو من وين بيجينا الخير.. برا وراس ولدي طير ينقب راسك.

ذهبت بحال سبيلي مبتسماً، ولم ألتفت إليه، بل غيرت طريق اليومي بحيث لا أصادفه مرة تانية.

 لكني لم أشعر بالإهانة من رده علي، بل بالعكس؛ كنت سعيداً كوني نجحت في استفزازه، وكوني علمت إنه لا أصم ولا أطرش، بل ويجيد الدفاع عن عبوسه العتيد، والرد بقوة حتى ع كلمة صباح الخير.

مقالات ذات علاقة

لا يمكن تعويضهما

خيرية فتحي عبدالجليل

أَطْـــــــــــرَافٌ …

جمعة الفاخري

نوّارة الفهم

رضوان أبوشويشة

اترك تعليق