من أعمال التشكيلي الليبي صلاح بالحاج
شعر

سماعي ثقيل: لونجا صبوغ

تسليم

أرفع قنطرتي على سماعي ثقيل

وبلا كلل أُعيدُ سرْد حكاية الخائفين

كم اصبعا معلّقاً على حَبْل الحِكمة؟

كم سؤالا في الخزانة الصدئة؟

كم سماء تتلو شهادة دفن لأبجديةٍ طِفلةٍ؟

مكانُ المناحات واسعٌ،

لا فاصلة المعنى تحتويه

ولا شاردة الأغنية العاطفية تضفي عليه هيبة أو اسما!

دم إس إس – تك إس – دم دم – تك إس إس

الحركة الأولى

من خاصرة الظِل يخرج الحالمون فرادى

وأنين الناي يتشظى أغاني في المدى

يقولون أن البعد غوص في شلّال الفجيعة

وأن الصوت حاشية الرؤية

وأن الرائحة بيت الفؤاد الضليل

وأن السريرة الشبقة تنام وتنهض بلا قدمين يسندانها في الفراغ

وأن الوقوف بباب الحبيب ارتجافة شجن خجول

وأن الصباح يأتي دائماً في إشارة استفهام

وأن……..

الحركة الثانية

الرضا بالسماع الأول كرامة،

التنهّدُ الهامس على حصير الرعشة كرامة،

فُتُوّة البلاغة على مدخل بابا عمرو كرامة،

السكينة المتدلّية مِنْ يد الصبي البالغ كرامة،

الحمى الباردة على جبين المغنية العجوز كرامة.

وجب السكوتُ إذنْ

وحَمْلِ ما تبقّى من نوم الشُعراء

                                  في صرّة المساء.

حجرٌ يتبعني كراحة يدي،

لا يصدق أني أطلقتُ سراح سمائي من قبضة التراب

ولا يصدقُ أني أخفيت سمك النهر في عشبة زعتر برّي

هو لا يفهم رقص الضحك عارياً في الليل الشتوي.

لكنه يعلم أن الكلام يخون

الحركة الثالثة

الكون يلتقي في حنجرة المغنّي المقتول،

الكون يتلاشى كبخار ماء في عشية لعوبْ.

حين يفرد الوهم عباءته على سحابٍ عابر

يصعد بطيئاً نَفَسُ النّاي اليتيم،

تلملم أحشاءه أصابعُ الحزن.

هاتها، هاتها، هاتها، هاتها

حُرّية

هاتها، هاتها……….

الحركة الرابعة

تسبقُ الالتفاتة تنهيدة البرتقال المستكين،

وتخفت أضواء النافذة المفتوحة

على تيه العجوز الجالس في المطبخ وحيدا

لا يفتح فمه بكلمة

ولا يحيد بنظره

عن معطفها المُلقى بكسل

على حافّة السريرْ.

يحرّك أصابعه النحيلة في الهواء

أمامه جَلستْ السماءُ،

مدّت يدين ثلجيّتين برائحة كليل جبليّ.

كيف لهذي السنين أن تفهم دحرجة الدمع؟

هو ينزف وحيدا،

يُعيدُ خيالاً يرتدي جبّة سردٍ طويلٍ حميم.

مقالات ذات علاقة

فِطنّةٌ غائبةٌ

ليلى النيهوم

قهوة مرة

أكرم اليسير

لست أقرأ

هناء المريض

تعليق واحد

suo-suo 20 مايو, 2012 at 09:00

merci i like thes

رد

اترك تعليق