متابعات

النظرية الساميّة في دائرة النقد

الباحث الدكتور “محمد علي عيسى”

أقام المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بطرابلس محاضرة بعنوان(نقد النظرية الساميّة من خلال العلوم الحديثة)ألقاها الباحث الدكتور “محمد علي عيسى” وقدمها الباحث “علي الهازل” ضمن موسمه الثقافي الأسبوعي لعام 2024م، وذلك مساء يوم الأربعاء 26 من شهر يونيو بقاعة المجاهد.

جذور التسمية وبدائلها
من جانبه تناول الدكتور عيسى من خلال محاضرته محورين الأول ركز على ظهورالنظرية الساميّة وتناقضاتها مع العلم الحديث، أما المحور الثاني فقد تطرق فيه إلى مسألة إعادة النظر لمصطلح السامي والسامية، واستبداله بالاصطلاح البديل المتمثل في العرب والعربية تطابقا مع الواقع وأكثر تماشيا مع الحقائق العلمية من تسمية السامي والسامية وفق رؤية العلماء المختصين بيد أن هذا الاصطلاح ظل محط جدل وخلاف كبيرين لكن الاصطلاح البديل الذي لا خلاف حوله هو الجزيري والجزيرية نسبة لشبه الجزيرة العربية فيما أشار الدكتور عيسى إلى أن عدة بُحّاث يرون بأن تسمية النظرية السامية على أمم وطوائف كثيرة امتازت بسمات وخصائص مشتركة بين أفرادها فتكلمت بلغات بلغت أقصى درجات التشابه لذا نجد المستشرقين لاسيما الألمان منهم يُطلقون منذ آواخر القرن الثامن عشر على هذه الأمم اسم الأمم السامية كما يُطلقون على اسم اللغات التي يتحدثون بها باللغات السامية، وتابع بالقول: إن أحد البُحاث الأمان يرى أن الأمم التي تتحدث اللغات السامية تنحدر أصولهم إلى سام ابن نوح عليه السلام.

عوامل ساعدت على ظهور النظرية السامية
بينما أضاف الدكتور عيسى أنه بالرغم من خارطة الأنساب التوراتية وخطأ هذه التسمية مزال هذا الاصطلاح يُطلق على هذه الجماعات والأمم، وهكذا أصبح هذا التعبير شائعها رغم أنه لم يتعرض للنقد التاريخي مما ساعد على ظهور النظرية السامية التي يستحيل اليوم على الباحث إلا أن يأخذ بهذه النظرية سواء كان موافقا عليها أو معارضا لها كونها أضحت اصطلاحا لا مفر منه عند تقسيم البشر وتقسيم السلالات البشرية لشعوب وأمم العالم، ويوضح الدكتور عيسى قائلا : إننا مع الأسف الجديد نجد الكتّاب والمثقفين العرب يتمسكون بأفكار النظرية السامية فنقلوا هذه الأفكار عبر مؤلفاتهم للأوساط المثقفة الأخرى.

خرافة النقاء الجنسي
كما أكد الدكتور عيسى أنه قد تبين للعديد من علماء الغرب خطأ ومغالطة النظرية السامية نظرا لعدم استنادها على أسس علمية صحيحة سواء أكانت أثارا أو أنثروبيولوجيا أو لغة، وأردف الدكتور عيسى أن هؤلاء العلماء استطاعوا أن يُميّزوا في هذه النظرية عدة تباينات متناقضة مع العلم الحديث، ومن أبرزها حادثة الطوفان فتدل هذه الحادثة التي استند عليها المؤرخ “شلوزر” في نظريته على خطأ النظرية السامية، ويرى الدكتور عيسى بأن حادثة طوفان نوح الواردة في سِفر التكوين بالتوراة بعيدة عن المعقولية لذا لا يُمكن أن نأخذ بكل ما جاء في التوارة على اعتبارها حقائق منزلة من عند الله فالكثير من أخبار التوراة عبارة عن تاريخ مشوه كتبته مجموعة كبيرة من الكهّان على فترات تاريخية متباعدة واستقوا معلوماتهم من الأساطير المنقولة عن بلاد ما بين النهرين والشام ووادي النيل، وتابع الدكتور عيسى أن الحديث عن مسألة نقاء الجنس السامي كجنس وعنصر واحد له خصائصه المميزة أصبح منذ آواخر القرن العشرين بغير سند علمي محض خرافة حسب الكثير من العلماء، ولا وجود مطلقا للنقاء الجنسي بين الشعوب السامية، مشيرا إلى أن الاصرار على انتساب البشرية لسام بن نوح دون غيره جزئية يُنكرها القرآن الكريم ولا يقبله المنطق العلمي.

مقالات ذات علاقة

الدنقلي يحلق بجمهور السعداوي على جناح ديوانه الرابع فيك شي

المشرف العام

صندوق دعم الإعلام الليبي .. بناء القدرات الإعلامية في ليبيا

المشرف العام

مسرحية الصابية.. تصوير مؤلم لواقع ليبي أشد ألماً

محمد الأصفر

اترك تعليق