دُبٌّ رَمــتــهُ غــرائــبُ الأقــدارِ
لــيــحوزَ كــرمًا مُــفعَمًا بــثمارِ
فــيهِ الـعناقيدُ الــشهيَّةُ والـجَنى
مــا قــد يُــثيرُ غــريزةَ الــمَكّارِ
قــد حــرَّكتْ ذِئــبًا هزيلًا جائعًا
عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ
بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ
ويــصيبَ قسمًا من خراجِ الدارِ
ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ
يــبتزُّ خــوفَ الأحــمقِ المِهْذارِ
وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفًا
يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ
والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ
فـيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ
بَــسَــمَاتُهُ يـخـفي بــها خــيباتِهِ
مُــتــظاهرًا بــالــعزِّ والإكــبــارِ
وهـناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ
ويــراقــبُ الأحــداثَ بــالمنظارِ
فـيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّرًا
كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ
يـا دبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها
حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ
يــا دبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم
رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرارِ
إنَّ الذئابَ وإنْ ظننتَ وضوحَهمْ
بــحرٌ عــميقٌ غامضُ الأسرارِ
فــيهِ مــن الحيتانِ كلُّ مضرَّسٍ
تــرويضُهُ صَــعْبٌ على البحَّارِ
لا يــقهرُ الــحيتانَ غيرُ مُجرَّبٍ
قـــد قــلَّــعَ الأنــيابَ بــالأسفارِ
مازالَ يُصغي للشيوخِ ونُصحِهمْ
ويــخافُ مَــكْرَ الــساكنِ الغدَّارِ
وتــظنُّ نَفسَكَ قد غدُوتَ مُحنَّكًا
جَــلْدًا عــلى الأهوالِ والأخطارِ
نــمْ عِــندَ أُمِّكَ يا غلامُ فلمْ تزلْ
طــيرًا صــغيرًا أصــفرَ المنقارِ
بَشَرٌ على ظهرِ السفينةِ قد غدتْ
أرواحُــهــمْ مــرهــونةً بــقــرارِ
يــخشَونَ نــزوةَ ســادرٍ متهوِّرٍ
تُــلْقِي بِــهمْ كــنُشَارَةٍ فــي النارِ
هُــمْ ســادةٌ رُغْــمَ الــلئامِ أعــزةٌ
مــا هُــمْ مــن الأنــعامِ والأبقارِ