قراءات

تغريدة الشعر العربي

(أحبك مشياً على أطراف الأصابع) للشاعرة أميلة النيهوم
(أحبك مشياً على أطراف الأصابع) للشاعرة أميلة النيهوم

(أحبك مشيًا على أطراف الأصابع)، الشاعرة والكاتبة الليبية المقيمة بألمانيا أميلة النيهوم ٠

تقولُ

كيف أنتِ؟

فأخبركَ عنكَ

أقولُ

كيف أنتَ؟

فتخبرني عني

يتداعى

حنيني

الراعش

يشقّ مسافات

الجرح

الهطّال

صراخا

تتهدّج كلماتي

الموءودة

في

كهف

الصمت

النائي

يترنّح شوقا

يسيل

غيابي

مرتعدا

يتسرّب شغفي

في

حبات

رمالٍ

عَطْشَى

تمتد بعيدا

في

وجعي

عَلّ صداها

الواجف

يعرف

عنواني

ويردّ لروحي

فيض

رجاءٍ

لأكون

بخير ٠

(رعشات حنين)

.

من ليبيا الحبيبة نتوقف مع حالة الأدب والشعر الذي بمثابة مرايا تجسد أحلام وهموم الإنسان في تلك البيئة من خلال عملية الإبداع الفني وسط الصراعات في الفترة الأخيرة فالشاعر يحمل مشاعر مؤثرة صادقة متدفقة من خلاصة تجربة الحياة بين الواقع والخيال هكذا ٠٠

ومن ثم نتوقف مع الشاعرة والكاتبة المقيمة في ألمانيا من منظور الحنين والغربة ومدى جسر التواصل في ثنائية تكشف لنا خبايا الروح ولَمَ لا فشاعرتنا أميلة النيهوم عمها الكاتب الكبير الصادق النيهوم رحمه الله الذي سجل لنا وثائق أدبية واجتماعية داخل تلك البيئة بكافة مظاهرها واليوم نلقي بظلال الكلمات مع سليلته التي تمتلك موهبة وحس ولغة واستعداد أضف إلى تمكنها من الثقافة الإنجليزية حيث أنها متحصلة على الآداب قسم اللغة الانجليزية ٠٠

كل هذه العوامل جعلت منها نافذة متداخلة من زوايا ورؤى عديدة نطالعها في إنتاجها ولا سيما في الفترة الأخيرة والتفاعلات في ديار المهجر ومراقبة الأحداث معا ٠

أليست هي القائلة:

” ذهول الرؤى “

شاردا

تائها

زائغ العينين

تعلوهما

ظُلّة

وعتامة

ومزقة

مطويّة

معصوبة

على جبينه

كطرف

عمامة

فاغر الفاه

دهشة

ولهفة

مكتوف اليدين

جامدا

إبهامه

 عاجزا

 عن مجرد

 الحزن

 هذا هو “نحن”

 تُكبّلنا

 غمامة

 بتفاصيل

 مذهلةِ

 الوجع العميق

 وبالغ أسى

 وحسرة

 وندامة ٠

 (أميله النيهوم / فرانكفورت) ٠

نبذة عنها:

الشاعرة والكاتبة الليبية أميلة النيهوم، ولدت في بنغازي وخريجة آداب انجليزي.

مقيمة بألمانيا ٠

* صدر لها عن دار إمكان للطباعة والنشر:

الديوان الأول (أحبك مشيًا على أطراف الأصابع) ٠

والديوان الثاني (شاهقا كالريح شهيّا كالعناق) ٠

كما شاركت في أنطولوجيا ديوان مشترك (صهيل الأخيلة)٠

مختارات من شعرها:

تقول شاعرتنا أميلة النيهوم في نصها بعنوان (خديعة عناق المسافات) حيث تظهر لنا لحظات الصدق في مكاشفة نحو الخداع والنفاق الذي يطل على معطيات الأمور فتصوره في لوحات تنطق في بساطة إلى مدى هذا العمق بين رياح وغيوم مع تلك الفصول والمواسم:

 عناق رياح أيلول

 الواجفة

 لغيوم تشرين

 الماكرة

 مكيدة البرق

 الخلّابة

 لمُغازلة

 الرعد الصّاخب

 تَوقًا

 وحنينًا

 خديعة المسافات

 تتباعد

 حينًا

 تُوغل غموضًا

 وهجرًا

 بتقارُب وَجْدٍ

 حتميّ

 مهما امتدَّت

 وتمادت

 يا روعة “ديسمبر”

 مُشرقًا

 كقصيدٍ

 بدفقِ

 حظٍّ مُتوهّج

 باذخ

 ليُنبوع رُواء

 مُنساب

 من محبرة

 الدهشة

 يُسطّر روعة

 حَكايا

 الزمكان

 لِكلّ فصل

 قصص منسوجة

 في سراديب

 البوح

 ولكل مكان

 حكايات موغلة

 في ردهات

 النبض

 في عينيْها

 ينام

 اللّيل

 ومن عينيْها

 يفيض

 صباح“.

*

وتواصل شاعرتنا مع بهجة الربيع في رمزية متداخلة تصبغ مراحل الحياة بكافة ظلالها كما في نصها المعنون (انحناء حرائق الجمال) بعودة الروح من بعد هذا الكرى والثبات الذي أزعج دورة الشمس صوت وصدى لهذا الإنسان المقهور بين طواحن الأنانية فيهرب نحو مدينته الجميلة ليتحصن بمفاتنها في حنو ودفء برغم الأوجاع حيث تقول فيه:

 أبدا.. أبدا؛

 لا يُضاهي

 سحر ربيع

 أقحوان “القومن”

 في الوجود

 كلّه

 إلا ومضة

 انحناءِ

 الشمس

 الغافية بغنج

 عندما تنفض عنها

 غبش الكرىٰ

 فتُقبّلُ بلهفٍ

 حافّة حبّات

 رمل

 شط “الشابّي”

 المشتاقة

 لِقُطيْرات ندىٰ نديٍّ

 لِيتناثر

 رذاذ لهاث

 أمواجه

 بدفء وحنُوّ

 يلامس شُرفات

 خافقي

 راقشا

 قبلات أنواره

 الخجول

 على جوانب

 الكورنيش

 اللهوف

 لِالتقافِها

 أو لحظة خُرافيّة

 التوقّد

 لِجمود ترنّح

 تمازُجِ

 وامتزاجِ

 أضواء تلاوين

 صارخة

 البهاء

 تتهادى بتؤدة

 ودلال

 بألسنة لهيبٍ

 يخبو

 احتراق توهّجها

 رويدا

 رويدا

 لحظات انحدار

 خيوط حرائق

 الجمال

 بتوْق

 لتغرق ناعسة

 في أحضان

 بحر “سوسة”

 ناقشة

 ظلال عشق

 أبديّة

 في بيت جدّي

 الغافي

 بحُلمهِ

 الأزرق

 على جنبات جبل

 أخضر

 أشمّ

 خالد

 تُعانق ذُرىٰ

 السحائب

 السكوب

 تُوشوش نُدَف

 غيوم

 درناويّة

 شفيفة

 زاهرة

 تُغازل مدارات

 شُهبٍ

 نائية

 ومجرّاتِ حنينَ

 مَحابرَ

 وَلهٍ

 مُنتشية

 برحيقها

 المختوم ٠

 أُميلة النيهوم / ميونيخ

 08 / 10 / 2023 ٠

*

هذه كانت قراءة سريعة في عالمها الإبداعي الذي يترجم لنا مشاعرها المتدفقة بين الحنين وفلسفة الحب والجمال وهموم الوطن والغربة وتصوير مشاهد ومواقف تسيطر على الساحة السياسية والاجتماعية من منظور الأدب والروح دائما.

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله.

مقالات ذات علاقة

قصص لترميم ما يُمكن إنقاذه

مهنّد سليمان

تحطيب سُكّان الريح في رأس القصيدة

مهند سليمان

خبزٌ على طاولةِ الحيَاة وتجربةٌ فريدةٌ لمحمّد النّعاس

المشرف العام

اترك تعليق