متابعات

دار إمكان تحتفي بديوان (عندما التقيت بي) للشاعر حسن إدريس

الطيوب : متابعة وتصوير/ مهنّد سليمان

احتفالية توقيع الشاعر “حسن أحمد إدريس” لديوانه الأول (عندما التقيت بي)

احتفاءً بباكورة إنتاجه الشعري نظمت دار إمكان للطباعة والنشر احتفالية توقيع لديوان الشاعر “حسن محمد إدريس” الموسوم (عندما التقيت بي) الصادر حديثا عن ذات الدار في طبعته الأولى لعام 2022م حيث تزيّن غلافه الخارجي بلوحة للفنان “محمد الخروبي”، ويضم الديوان الذي جاء في 143 صفحة من القطع المتوسط بين دفيته نحو 36 قصيدة تباينت موضوعاتها وأغراضها الشعرية، وقد أقيمت الاحتفالية برعاية جهاز إدارة المدينة القديمة وسط فضاء حوش محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس، مساء يوم السبت 28 من شهر أكتوبر الجاري، وذلك بحضور لفيف من الأدباء والشعراء والمهتمين بالحركة الشعرية والإبداعية في ليبيا.

وانطلقت فقرات الاحتفالية بإلقاء عدد من الكلمات استهلها الشاعر “محمد المزوغي” مدير دار إمكان الذي أشار إلى دور الدار في عملية إثراء المكتبة الليبية الأدبية بأكثر من أربعين ديوانا خلال السنوات الثلاثة الماضية لثلة من الشعراء الليبيين كالدكتور “عبد المولى البغدادي”، والدكتور “عبد اللطيف الشويرف”، والشاعر “محيي الدين محجوب”، و”والكيلاني عون” و”عمر عبد الدائم” وغيرهم، وأضاف المزوغي بأن ديوان “عندما التقيت بي” للشاعر “حسن إدريس” يُعد بحق إضافة مهمة لمكتبة الشعر الليبي فاللغة الشاعرة فيه عالية، والمزج بين الأصالة والتجديد سمة ظاهرة فيه.

الصور البلاغية للشاعر
أعقبته كلمة ألقاها الدكتور “علاء الدين الأسطى” مشيرا من خلالها بأنه يقف شاهدا على التجربة لأن لكل ديوان شعري متلقٍ يقرأه بعين ثقافته وسجيته الشعورية، وأردف بالقول : وإنما أقف هنا للحديث عن تجربة صاحب ديوان (عندما التقيت بي) الشاعر “حسن أحمد إدريس”، وإني قد عرفت الشاعر المُحتفى به مذ كان طالبا في المرحلة الثانوية التخصصية بشعبة الهندسة وعلمت منذ الحصة الأولى أن لهذا الطالب قلما أديبا سيكون له شأنه ذالكم أن من عادتي تكليف الطلاب منذ الحصة الأولى باختيار موضوعات يعبرون عنها دون أن أتدخل في اختياراتهم لعلي أحظى بقلم يستحق العناية، وأضاف الدكتور الأسطى قائلا : إنه ما أن وقعت عيناي على السطور الأولى لموضوع بعنوان (معرفة الشر) حتى وجدتني أمام قلم سيّال ينساب تعبيره سلاسة بلغة صحيحة فصيحة تتجاوز عمر طالب في المرحلة الثانوية بسنين، وأكد الدكتور الأسطى أيضا بأنه من المعلوم أن الشعر العربي المعاصر اتجه إلى شعرية المفردة وموسيقاها لا لقوتها وجزالتها، وأوضح الدكتور الأسطى أن نصوص الشاعر حسن تمتاز بقوة اللغة فهي مشحونة بأدوات البديع والصور البلاغية نظرا لكون الشاعر يرى في الشعر العربي القديم مثلا أعلى، مضيفا بالقول : إنني وجّهت الشاعر في بداياته لقراءة الشعر المعاصر لما رأيته فيه من سهولة التعبير وقوة المعنى والقدرة على التأثير عندها بدأت نصوص الشاعر حسن تتجه اتجاها معاصرا سيمتلك ناصية اللغة الشاعرة كما كان يمتلك ناصية اللغة المعبِّرة.

ثنائية الذات والآخر

من جانبه شارك الكاتب والناقد “يونس الفنادي” بورقة نقدية سجل فيها انطباعاته حول الديوان الصادر فهو يرى بأن الشاعر “حسن أحمد إدريس” أحد أصوات هذا الجيل العاشق للشعر، والمفتون بنبض إيقاعاته وتجليات مضامين أبياته وقصائده بجميع أطيافها، وأضاف الفنادي قائلا : إن الشاعر اختار أن يعزف سيمفونية أشعاره وترانيم قلبه على غرارها فأتحفنا بباقة من أنفاسه الشعرية المُحلِّقة في فضاءات القصيد الفسيحة بكل رشاقة وعذوبة ورقة وجمال، وتابع قائلا : إن الشاعر ينتمي إلى جيل شاب من العشاق المثابرين اللذين تشرَّبوا نصوص الحداثة الشعرية مع جرعات سريعة وخاطفة من عبق مضامين وإيقاعات القصائد الخليلية الكلاسيكية فجمعوا بين النمطين الإبداعيين في محاولة لمد جسور علاقة ترابطية بين الأجيال والأجناس بإبداع نصوص حداثوية تنتمي في هويتها لهذا الزمن المعاصر، وأضاف الفنادي أنه منذ المصافحة الأولى لغلاف المجموعة الشعرية تُطوِّقنا فضاءات فلسفية عميقة تُفضي بنا نحو عوالم الدهشة والإبهار، والتي هي الركيزة الأساسية في قوة النص الشعري وجاذبيته وتفاعله لأنها تُطلق في ذهن المتلقي العديد من الأسئلة الفكرية، وأكد الفنادي أن ديوان (عندما التقيت بي) يُشكِّل نافذة مهمة للتعرف على فكر الشاعر وذاتيته فضلا عن أنها تواصل الاهتمام وتسليط الضوء على ثنائية الذات والآخر التي تُعد من أبرز الثنائيات التي شغلت المهتمين في الدراسات النقدية الحديثة.

الحلم قادم لا محالة
بينما ألقى الشاعر “حسن أحمد إدريس” كلمة أكد فيها أنها في وسط هذا الظلام الذي تمر به بلادنا فلا تنفك إلا وتبعث فينا الأمل أن الحلم قادم لا محالة وإن طال النضال وإن طال الانتظار، وأوضح الشاعر حسن بأن ديوانه الأول يُوثِّق للكثير من المحطات التي مررت بها في حياته، وأردف بالقول : ما أنفك أقرأ نصا منه إلا ويُذكَّرني بمكان ما برائحة ما باسم نُقش على جدار القلب وتابع : كنت أتمنى أن يكون من ضمن الحضور والدي الذي تمنى أن يراني كثيرا كما أحب. ثم اختتم الشاعر كلمته بقراءة عدد من قصائده تلاه مشاركة الشاعر “محمد المزوغي” بقراءة عدد من النصوص عن غزة. لتُختتم الاحتفالية بتوقيع الشاعر لنسخ من ديوانه ممهورا بإهدائه للحضور.

مقالات ذات علاقة

الليبي يناقش السياسات الثقافية في ضوء المراجعات والاقتراحات

مهند سليمان

تجسيد حياة الصوفية

المشرف العام

الدكتور محمد عيسى يتساءل : هل اللغة الليبية القديمة لغة جزيرية ؟

مهنّد سليمان

اترك تعليق