كثيرا ما تلصق بنا كلمة “المثقفون “، وتنهال علينا عبارات العتب والملام على تقصيرنا بحق بلادنا، وأنا لم نغير أو نحرك ساكنا، وليس عندنا غير الكلام والجلوس على المقاهي نلوك الحكايات ونعتاش على الأوهام، وكثيرا ما نوصم بجماعة “قال ما قال”، مع محاولة التهكم بالضغط على الكلمات بنبرة الفصحى، وغيرها من عبارات السخرية والهزء من أشخاص لم يقرأوا كتابا في حياتهم، ولا يدركون معنى الثقافة ومن هو المثقف؟
أعتبر ذاتي دون انتقاص من قدري، أو قدر أحد من زملائي الذين نحمل هم الثقافة، ونتداول ما يدور في الكتب، ونهتم بالأدب.
إن كلمة مثقف لا يجوز إطلاقها على أحد في بلد ليس فيها أدنى اهتمام مجتمعي بمفردة الثقافة، وأناسها ليس في بالهم أهميتها، بل تعتبر عندهم من أدنى النوافل، وأحط الحاجيات؛ الثقافة دون تأثير هي والعدم سواء، ومحاولة إطلاق صفة دون موصوف، هو من العبث واللعب وإهدار للوقت.
نحن لسنا سوى محبين للأدب، وقراءً بالكاد أن نحصي على الأصابع، ليس في بالنا تغيير وضع، أو إصلاح بلد، نحن نكتب ونقرأ للمتعة الشخصية لا غير.
لذلك وحب التنبيه، ولا داعي للمز والخلط، وتحميل خراب البلاد لهواة قراءة الكتب، ومحبي الأدب، بمجرد أنهم تناولوا هما مشتركا في بلاد من الغرابة عند أناسها أن يمسك أحد كتابا، أو يهتم بقراءة قصيدة أو إنشاء معرض فني.
مجرد متعة شخصية، فلا مبرر للنعت بالثقافة في مدينة بالكاد توجد فيها مكتبة واحدة، في حين تنتشر فيها المطاعم على نواصي الشوارع والطرق بشكل يثير الدهشة والاستغراب.
رجاء لا تحمّلونا مالا طاقة لنا به.