كنهرِ نرسيس* باردٌ وكئيب
فكرت ألف مرة قبل الغرق
أن أبدو أنيقاً قبل الرحيل
مازلت في هذا الليل
رفيق البنفسج
أبلل ظمأ المواويل من ينابيع باشلار*
لم انتبه
لكل هذا الفراغ
كنت درويشاً مثل اوراق النعناع
انهض باكراً مع الفجر
بصوتٍ مبوح
كان ملاذ الشجن حتى آخر الليل
وفي قلبي حكايا الدراويش
التي غصت بدموعها
يوم الرحيل المر
اسامر تلك الوردة
الحالمة بنبيذ العطر
القادم من تباريح الوجد
وشجن الربيع
هي وحدها
تكشف عن وجه القصيدة
النائمة في احداق الليل
قبل البكاء بقليل
كسيجارتي الأخيرة
تستبد بكل هذا البؤس
قبل الانتحار على منفضة الرماد
يمكننا أن نزين هذا الأرق
بكأسٍ من الشاي الاخضر
ونعناع المجاز
فقط قليلاً من سُكر الهذيان
لتظل مدامع الناي
تدخن شجن الحنين
على شفاه الجمر.
30 / يوليو .. / 2023 م
*غاستون باشلار اديب وفيلسوف فرنسي له كتاب علمٌ بلغةِ الشعر.. بعنوان (الماء والأحلام).
* نرسيس ابن الإله كيفيسيا والحورية ليريوبي كان مغروراً وفخوراً بنفسه لدرجة تجاهله وإعراضه عن كل من يحبه؛ لاحظت الإلهة نمسيس تصرفه ذاك وأخذته إلى بحيرة حيث رأى انعكاس صورته فيها ووقع في حبها دون أن يدرك بأنها مجرد صورة، أعجب بصورته لدرجة عجز فيها عن تركها ولم يعد يرغب بالعيش وبقي يحدق بصورته إلى أن مات.