المقالة

خاطيك ملح الصوب.. عليك السماطة نازله …!!

الملح
الملح

الملح مادة بلورية تعد أحد أساسيات حاسة الذوق.. تشير بعض الأدلة إلى أن معالجة الملح تعود إلى ثمانية آلاف سنة مضت، حيث كان سكان رومانيا يغلون مياه الينابيع لاستخراج الملح. كذلك عثر على أدوات لمعالجة الملح في الصين ترجع إلى نفس الفترة تقريبًا. وكان يعتبر الملح ثمينًا عند اليهود قديمًا وكذلك عند الإغريق والرومان والبيزنطيين والحيثيّين والمصريّين.. فيما بعد أصبح الملح سلعة تجارية مهمة إذ كان يُنقَل بالقوارب عبر البحر المتوسط خلال طرقٍ خاصَّةٍ وبقوافِل عبر الصحراء الكبرى.. كما أن عوز الملح وحاجة الدول له أدت إلى نشوب حروب بينهم.. أيضًا استعمل الملح لزيادة عائدات الضرائب. فقد فرض الأتراك ضريبة الملح على سكان الوطن العربي.. بالإضافة إلى أنه يستعمل في طقوس بعض الأديان.. وفي بعض الثقافات تستعمله المرأة في طلي أقدامها للتخلص من التشقق.. وبحرقه في أرجاء البيت لإبعاد شبح السحر عنه.. كما أن البدو يستعينون به لتجفيف اللحم ما يعرف بالقديد.. وحينما يرغب أحدنا في التخلص من شخص ما يقول له: ” عدي ملّح” إذ يبدو أن مهنة جني الملح شاقة ومتعبة.. لكن بعض باعة الملح مثل (حسين الهرام رحمه الله) في قريتي كان ينادي على بضاعته قائلًا: ملح الحنيّة يطلق النية ” على سبيل الدعاية لجودة ملحه.. وعندما يقل الملح أو ينعدم في الطعام يصبح الأكل لا يطاق.. وبدونه لا يستساغ.. فيما يصف الحضر الطعام الخالي من الملح بأنه ” سامط”.. وغالبًا ما تستعمل كلمة سامط للدلالة على ثقل دم الإنسان الذي لا قبول له في المجتمع.. حتى أن تراثنا الشعبي يعبر عن ذلك في غناوة علم شهيرة تقول: خاطيك ملح الصوب عليك السماطة نازله..

مقالات ذات علاقة

الثيوقراطية والعلمانية وجهان للراديكالية

علي بوخريص

تأثير عميق، كتابة قليلة

عمر أبوالقاسم الككلي

الطريق إلى كريت

أحمد الفيتوري

اترك تعليق