الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
افتتحت الجمعية الليبية للفنون التشكيلية مساء يوم الخميس 4 من شهر مايو الجاري المعرض الشخصي الأول للفنان التشكيلي “مفتاح عطية الشريف” بعنوان (لماذا)، وذلك بقاعة عبد المنعم ناجي بدار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس وسط حضور لفيف من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالحركة التشكيلية في ليبيا، وقدم الدكتور “محمد الغرياني ” رئيس الجمعية الليبية للفنون التشكيلية نبذة مقتضبة عن جوانب من السيرة الذاتية والمهنيّة للفنان”عطية الشريف” فهو من مواليد مدينة درنة حاصل على شهادة البكالوريس عام 2004م تخصص رسم وتصوير كما تحصل على درجة الماجستير عام 2010م من جامعة طرابلس يعمل كأستاذ محاضر بكلية الفنون والعمارة وعضو هيئة تدريس بجامعة درنة فضلا عن عمله كصمم ديكور داخلي، لديه عدة مشاركات في معارض جماعية مختلفة محلية وعربية, ويُعد هذا المعرض أول معرض شخصي يقيمه، وحَمَّل الفنان مفتاح عطية معرضه الأول هواجس السؤال بطرحه لـ (لماذا) على امتداد لوحاته الـ31 التي دفع بها للعرض عبر مجموعة من الوجوه الباحثة عن خيوط تُمسك بواسطتها أفق التأويل الذي يقوده المكان مدًا وجزرا داخل دوّامة السؤال وتشعباته المستفزّة للعقل .
التحرر من الشكل التقليدي للوحة
من جانبه أكد الفنان “مفتاح عطية الشريف” لموقع بلد الطيوب أن عدة عوامل ومؤثرات ساهمت في تشكيل هُويته الفنية لعل من أهمها امتلاكه للشغف ما دفعه لتنمية مهاراته وتخصيب مخياله الإبداعي بالإضافة لدأبه وعمله المستمر دون انقطاع، وأوضح الفنان مفتاح أنه من خلال تجربته الفنية يحاول دائما الخروج من الشكل التقليدي للوحة التشكيلية بهدف التمرد حسب تعبيره فوق اللوحة التشكيلية لابتكار خطوط جديدة وخامات للتخلص من الأعباء القديمة للوحة وبالتالي إضافة قيمة جديدة للعمل الفني ككل، مضيفا بالقول : أعتقد بأن العمل التشكيلي والفن التشكيلي لا يقبل قيدا أو شرطا للفنان الحرية التامة في اختيار الأسلوب الفني الذي يرتأيه مناسبا له لخوض غمار التجربة التشكيلية مؤكدا كل لوحة بالمعرض تتفرّد بخصوصيتها فلا تتشابه لوحة مع أخرى وتابع قائلا : قد ابتعدت قليلا عن الألوان الزيتية وأكثر الخامات والمواد المستخدمة هي الإكلريك والمواد المتعلقة بالرمزية ولتحقيق مبدأ التحرر من اللوحة التقليدية وضعت كل المواد على اللوحة التي ترمز للتجريدية وللسوريالية بعيدا عن القالب النمطي المتعارف عليه، مشيرا بالقول : هذا ما أردت إيصاله من أفكار للمتلقي فاللوحة التشكيلية تخضع بصورة ما لجانب من الفن المفاهيمي ومفهوم هذا الفن عالميا غير مؤطر ولكن الجانب التشكيلي خضع بشكل أو بأخر للتأطير.
ما بين الماضي والحاضر
فيما أوضح الفنان “مفتاح عطية الشريف” أن طرقه لرأس السؤال -لماذا- يستهدف في المقام الأول التغيير أو التغير الانعطافي الذي طرأ ما بين الماضي والحاضر، ولسان حال الكثيرين تتجه للاعتقاد الراسخ أن ظروف الأمس البعيد أجود وأفضل حالا من حاضر اليوم، وتابع : كل شيء تعرّض لناموس التغيير ملامح الوجوه والإنسان والشكل العام، ما انعكس على العادات والتقاليد للمجتمع ليتحول كل شيء إلى أمر غير مألوف، وأضاف قائلا : لا أدري هل هي الطفرة التقنية للتكنولوجيا الرقمية الحديثة ؟ أم أن هذا التطور أو قفزة قد أثرت بالسلب على كل شيء حولنا مما جعل العادات والتقاليد قابلة للتفسخ علاوة على تشوه تقاليد المكان أيضا.