أيها الوجع رفقاً بالدراويش
خذ قبضةً من الفرح الفقير
كحل بها مآقيهم الدامعة
حتى مطلع الورد 🌹
لهم وحدهم شجن المواويل
تراودهم تجليات ضارعة
بأدعية الطين والنسيم
وانفاس الجن والأنس
في الليل الحزين
لهم الأساطير المسافرة
في متن الخلود
لا شيء يليق بحقائبهم العتيقة
غير السفر والبكاء
بعيداً عن خيبة الحب
وحدهم الدراويش
يبنون بيوتاً في مخيلةِ الفراغ النزيه
يسافرون وفي جيبوهم
حُزن المقاهي النائية
وهن الأحلام
شجر الأحزان
بُكاء المطر..
كلما راودهم الحنين
يخترعون الفرح
في بيوت بلا ابواب
بلا نوافذ تحتفي بالشمس
لعله ولعلها
أو ربما ذات غناء
تسكنها الطيور المسافرة
بأجنحة كسيرة الحب..
في قلوبهم
حزن العصافير
وظمأ الطين
وانكسار المواعيد الفاتنة
أمام خيبة اللهفة
في حدائق الوجد الرجيم
يكنسون عتمة القناديل المطفأة
بزيتٍ عتيق
وفتيلٍ قُد من جوع
بلهب قصائدهم الدامعة
أمام ليل الغياب
لهم في كل وحشة أثيرة
حقائب تضج بفرح الرحيل المُر
لهم أفئدة الغزلان
أسيرة الركض
نحو خلاص العزلة
من مقصلة فناء الذات
وعبث الخواء المتراكم
على وجع الحب
هم أولياء الله
ومحبته
كلما هموا بالبكاء
زادهم من كرمه
أجمل الحب
حتى ينمو في احداقهم
امتع الدمع
والغناء
هم نُطف الياسمين
قبل الخلق
قبل الكلم
والشعر
قبل اختراع الفصول
قبل أن يغني في سواقيهم
وجد المطر
29 / أبريل 4 / 2023م