تمثل قصة (الشجر والقمر) للأديب المصري د. مصطفى عطية جمعة نصا قويا في موضوعه وقيمه الاجتماعية، وقد أرسل رسائل مهمة مفادها كيفية التعامل مع الآخرين بمختلف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية فكان دوره في نشر القيم والأخلاق عن طريق نماذج قصصية تربوية واقعية تصور كفاح أفراد المجتمع نحو الحياة من أجل مستقبل أفضل لأبنائهم وسنقرأ القصة في ضوء مراحل حياة البطل كما بدت في النص على النحو الآتي:
1- البطل الطفل:
ولد البطل في أجواء ممزوجة بالفرح والحزن معا، لقد ماتت أمه بعد ولادته وأصبح يتيما (زغردت يوم ولدت أختها ولدا، وغزت بيوت القرية بالشربات، ولاذت بالبكاء يوم جاءها نبأ وفاة أختها) وتولت خالته مكان أمه ثم بدأت رحلة الحياة من جديد، يضع البطل بصماتها على الأسرة، وأرسل القاص إشارات اجتماعية تضمنت مكانة الخالة ومشكلة المرأة المطلقة ووفاة أم البطل اجتمعت الأسباب وتحركت في رسم مداخل حياة الأسرة، ومتابعة المتلقي لسير أحداثها.
2- البطل الفتى:
هي مرحلة التكوين والنشأة لشخصية البطل وحركته في المجتمع، والتعرف على بيئته في ظل أسرته( الوقت مبكرا على ذهابه لمدرسته الابتدائية ، هكذا اعتملت الخاطرة في نفسه، وهو يحمل عن أمه – عاملة النظافة- كيسا ورقيًّا، وقد علق على كتفه حقيبته المدرسية القماشية ثم يدلف معها من باب مدرسة البنات الإعدادية الخاصة التي تعمل بها) كان البطل قويا راغبا في التحدي مع الزمن وظروف الفقر ، وبدأت شجاعته في التحرك مع خالته وهو لا يهتم بالفقر وطبيعة عمله بل كان راضيا فخورا بحاله، فتى يملك قوة الرجال وحماسهم نحو العمل ومواجهة الصعاب ؛ حيث يرافق خالته بكل ثقة، ترسم أحلامها في ذاكرته، ويؤسس معالمها على واقعه، لم ينظر إلى أقرانه وما يتمتعون به بل اهتم بخالته وظل خادما في محرابها الاجتماعي.
3- البطل الرجل:
كبر البطل وبدأت خطواته ثابتة نحو أحلام خالته يسرد لها آمالها (في روحتهما إلى البيت يحكي لها أنه أكل طعامه، واحتفظ بقروش مصروفه، فقد أشبعته الفلافل، وأنه سيدرس وينجح ويتفوق، وأنه لا يزال يفكر ماذا سيكون في المستقبل، يحكي لها كل ما يسرها). لقد تعلم البطل كثيرا من الحياة، وبداية التعلم هو الدراسة ثم ادخار المال والنظر إلى المستقبل الزاهر، لقد سار على الدرب حتى النهاية، وأصبح البطل رجلا ناضجا في رؤية مستقبله.
4- البطل الأب:
سار الزمن سريعا، وحقق البطل طموح خالته، (ويحكي لها عن عمله معلما في المدرسة الإعدادية بالقرية، ويعيد عليها كيف أنه باع البيت في البندر، واشترى بيتا جديدا في القرية) أظهر القاص شخصية البطل وهي مستقلة بذاتها قطعت أشواطا من العقبات ووصلت إلى الطمأنينة في بناء أسرة جديدة، والحصول على وظيفة شريفة وبيت للعائلة. يمكن القول إن قصة الشجر والقمر تعد من القصص التربوية التي تسهم في بناء المجتمع؛ وذلك بغرس القيم السامية كاحترام الوالدين، والصبر على الفقر وتوابعه، فالقصة تهتم بالظواهر الاجتماعية والأسرة، والرفع من مستوى الوعي الاجتماعي، وطرق الرقي بالإنسان، والحرص على الترابط العائلي، وبالعلم والتعلم نسد أبواب الجهل والتخلف، وكذلك النظر إلى الأطفال الذين يعانون الفقر أو فقدان أحد أفراد الأسرة مما أدى إلى حرمانهم من السعادة بين ذويهم.
2 تعليقات
احسنتم العرض وهو عرض شيق ومشوق لقراءة القصة والاستفادة التربوية من معالمها
نشكر مرورك الكريم