في هذا الأمر الصادر عن المشير آميليو والي طرابلس الإيطالي يظهر حرص الحكومة الاستعمارية الإيطالية على إظهار تعظيم شهر رمضان وأيام عيد الفطر، حيث أصدر أحكاما خاصة بهما تتضمن الإعلان عن دخول الشهر وخروجه بإحدى وعشرين ضربة مدفع، والإعلان عن الإمساك والإفطار بضربة مدفع لكل منهما، وتمديد حرية التجول وبقاء المساجد مفتوحة ليلا داخل سور مدينة طرابلس وخارجه، ومنح جامع قرجي وقتا أطول لكونه محلا للدرس، وتمديد وقت عمل المقاهي و”الحوانيت العربية”. ليس هذا فحسب، بل نصّ الأمر على عقوبة لشاربي الخمر من المسلمين في هذا الشهر وعقوبة أخرى لمن يسهّل وصولهم إلى المسكرات بلغت حد نزع الرخصة عند تكرار الفعل.
وجدير بالذكر أن إيطاليا عام 1917 كانت قد خسرت معظم ما استولت عليه في المرحلة الأولى من الاحتلال، واقتصر وجودها على بعض النقاط الساحلية كطرابلس والخمس وزوارة، وهذا هو موجب المادة العاشرة التي منحت قائدي المدينتين صلاحيات خاصة فيما يتعلق بالأحكام الخاصة برمضان والعيد دون غيرهما من المدن والمناطق.