لقد دأبت الشعوب منذ القدم على نقل تلك الحكايات ،والأساطير الخرافية للصغار، قصد منحهم جرعة من ثقافات الأجداد، وقصد براعتهم في حسن التعبير وقوة الاستماع، وقصد التسلية أحيانا ، وأحيانا أخرى قصد استسلامهم للنوم العميق. وكانت للجدات الدور الكبير في الرواية لتلك القص التي تعجّ بالبطولات وبالمواقف والأحداث التي تكون في الغالب على ألسنة الحيوانات، ولعل المتأمل في تلك الحكايات الشفوية يدرك الجوانب المفيدة للصغار، كما يدرك الجوانب السلبية.
ومن أهم الجوانب المفيدة:
– إثراء قاموس الطفل المعرفي.
– ربطه من خلال تلك الحكايات بالعادات والتقاليد الماضية للشعوب.
– توسيع مداركهم الاجتماعية، واطلاعهم على الجوانب الصعبة من الحياة.
– تعويدهم على التحدث بطلاقة والابتكار في الإضافة لتلك الحكايات.
– تعريفهم بالشخصيات وبطولاتهم ومواقفهم عبر التاريخ.
ومن السلبية لمثل هذه الحكايات الشعبية:
– زرع في نفسية الطفل الكثير من الأفكار السلبية كالخوف والجبن والحسد والغيرة، والانتقام . من خلال ما تحمله تلك الحكايات في مواقف تلك الشخصيات التي تكون هي الأبطال الرئيسية في الحكايات. ولعل براعة الحكي عند الجدات تكون القوة المؤثرة في الطفل السامع ،كما تكون المخدر لعقل الطفل في يقظته ولحظة استسلامه للنوم.
ولقد ظلت تلك الحكايات تسكننا نحن الكبار، ومازلنا نذكر تلك المغامرات والمواقف من الحكي الشعبي. هذه الحكايات التي ظلت تتداول في كل قطر من أقطار الوطن العربي بلهجة أهل البلد، وذلك ما جعل نص الحكاية موروثا شعبيا ملك للجميع. وقد حاول العديد من كتاب قصة الطفل أن يوثقوا تفاصيل الحكاية الشعبية بلغة فصيحة ممتعة في متناول الصغار ، ولعلّ ذلك ما حافظ على موروثنا وتراثنا الشعبي.
ونذكر في هذا المجال صديقنا الكاتب رابح خدوسي الذي كان له الموقف المشرّف في مجال تدوين الحكاية عندنا في الجزائر، وكان الفصل لغيره من الكتاب في الكثير من بلداننا في الوطن العربي.