المقالة

17 أكتوبر 2022م.. بيان الألكسو بمناسبة اليوم العربي للمكتبات المدرسية

المكتبة المدرسية
المكتبة المدرسية

تحتفي الألكسو كل أول اثنين من الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر، مع الدول العربية، باليوم العربي للمكتبات المدرسية الذي تم إقراره منذ ربع قرن (1996) تأكيداً لدور هذا المرفق الأساس في رفد العملية التعليمية والتثقيفية، وتعزيزاً لسلوك ارتياد المكتبات المدرسية لدى الطلاب، وإعلاءً لقيمة المطالعة والتعلّم الذاتي.

ويشكّل هذا اليوم مناسبة لتعميق التفكير في سبل الارتقاء بأداء المكتبات المدرسية وتحسين خدماتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المؤسسة التعليمية والمجتمع المدرسي، وحلقة مركزية في سلسلة العملية التربوية بما تسديه من خدمات لتنمية قدرات المتعلّمين على الاستكشاف واكتساب المعرفة باستقلالية أكبر، وتدريبهم على التعامل مع المكتوب وعلى العود إلى المصادر والمراجع، والاطلاع على إنتاج الفكر البشري؛ فضلاً عن إكسابهم مهارات البحث، وتأهيلهم للتفاعل الإيجابي مع تطورات العصر المعرفية والتكنولوجية، وباعتبار أن رسالة المكتبة المدرسية تتكامل مع رسالة المدرسة وتسندها بما توفره من وسائط تساعد على دعم مكتسبات التلاميذ المعرفية، ومن المهم التأكيد على ضرورة توثيق الصلة الوظيفية والتربوية بين المؤسسة التعليمية والمكتبة المدرسية بشكل يجعل منهما مرفقيْن متكاملين.

لقد ولّى العهد الذي كانت فيه المكتبات المدرسية مجرد فضاءً لخزن الكتب وإتاحتها، إذ فرضت الثورة الرقمية ومقتضيات التعلّم عن بُعد مواصفات جديدة للخدمات المكتبية ولدور المكتبيين، فتنوّعت محتويات المكتبات بإدخال الوسائط المتعددة والوسائل السمعية والبصرية ضمن تجهيزاتها، فصارت مراكز توثيق وإعلام وإرشاد، ويدعو هذا التطور إلى رسم توجهات جديدة لوظائف المكتبات المدرسية من خلال تطوير المناهج الدراسية والطرائق التربوية في اتجاه اعتماد أكبر على المكتبة بوسائطها المتعددة والمتطورة، وإعداد الكتاب المدرسي بشكل يدفع إلى الرجوع المستمر إلى المكتبة.

وإذ تحيّي الألكسو، بمناسبة اليوم العربي للمكتبات المدرسية، المشرفين على هذا المرفق الحيوي من أمناء مكتبات وكادر فني، وتنوّه بالجهود الحكومية المبذولة لتوسيع نطاق الخدمات المكتبية، فإنها تدعو إلى دعم الاعتمادات المالية الموجّهة لإحداث المكتبات المدرسية وتجهيزها ليتسنى إقامة مكتبة في كل مدرسة بجميع مراحل التعليم، وخاصة في المناطق النائية والمعزولة، مع الالتزام بالمعايير الموحدة في تصميم المباني الجديدة، وذلك من حيث الموقع، والمساحة والإضاءة والسلامة ومراعاة ذوي الحاجات الخصوصية.

ودعماً لدور المكتبات المدرسية في تعليم الناشئة وتثقيفهم، سعت الألكسو إلى دعم الجهود العربية في المجال مادياً وفنياً، بما يساعد على التطوير المستمر للمكتبات، وحرصاً منها على إثراء المكتبات العربية عموماً، والمكتبات المدرسية على وجه الخصوص، بمؤلفات هادفة، نهضت المنظمة بدوريْ المؤلف والناشر فأصدرت على امتداد نصف قرن حوالي ثلاثة آلاف عنوان غطت كل مجالات التربية والثقافة والعلوم والتقانة والمعلومات والآداب والفنون، منها الموسوعات والكتب المرجعية الكبرى، وكتب التراث الفكري والعلمي والأدبي، وسلاسل الكتب الموجهة لتثقيف الجمهور الموسّع في مجالات الفن العربي الإسلامي وكتب الفن التشكيلي العربي المعاصر، وسلسلة قصص المدن الفلسطينية، وأمهات الكتب المترجمة، والمعاجم اللُغوية، فضلاً عن المجلات المختصة.

مقالات ذات علاقة

أين ليبيا التي عرفت؟ (25)

المشرف العام

دواية، ترسي تقاليد فنية غابت عن التجربة الليبية

أحمد الغماري

حريق الكلمات

رشاد علوه

اترك تعليق