شعر

قريبا من ناصية البئر والتحول

الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر/ صلاح عجينة.

الراحل صلاح عجينة
الراحل صلاح عجينة

شحاذ طفق يعرك
علقة الهلال المحتشم
الأفق يسبح له
والشريف أحمد
جوقة مغربية من هذي الخرائط
الجهمه
يُرفع
ومدريد جرح يتلقفه
شحاذ اختفى في عظمه
سفر العرب والنبيذ

شحاذ نبي
يذرع ناصية البئر
يبتكر غرفته ويشهد
البئر قسمة من نسغ
الرؤيـة
الكلمات
سطور تدور
السماء
جملة مقتصدة للملكوت
سبحانه إذ يقول:
البئر جنون
ولما راح الليل البهيم يشربني
مذبوحاً راجلاً
أبعث اضطهادي في أوتار حزن ورغبة.
عالم
يثغو كيفما شاء
وأنا ماض أحقق تهمتي بين غياهب
العهد المستقدم
وخنادق البحر..
منصاعاً كنت

وكان البحر يغرقني
تابعة الجن
أدميها بأصبعي
ولفافتين من وهجي
والبحر يُغرقني !
ما أسوأ البحر حين يحب
أو يرغب الكره!
أبياً وممزق الأسمال
وسافرة هي الأشياء إذ تباع !.

شحاذ
على خاصرة المعراج
يذوقك سيمفونيتين وسلالتين من تحوله..
يشرب الحب
حتى يعربد في مهزلة
يضحك العالم على بلادتك
ويعربد
كطير جناحاه أفق
متناسياً أو متذكراً
شيئاً عنك!

شحاذ
تتبعه طائفة تردد وأفول
يختصر العالم بين وريديه
والشريف أحمد
إرث اختصارات ودروشة
باع شعره للريح ومضى
يقلب صفحات الماء
خاتماً التيار بقبلة
هكذا العاكفون
تحشر الثورة
والشحاذون الأشياع ..
هكذا يكتب
سفر الثورة والأشياء .
لعاب الدراويش
سر
القبلة
فن
هكذا
أحياناً تُقذف الأشياء

وكلما تذروني أحزاني
في هشيم ليال
أحترف النحت أكثر
أصير -بلا ملل- عرافاً
للحكايات
للصقيع
أقضي نحبي مع كل لون عاقر
والشريف أحمد
رفض مهمل
انتبذ في صحاري التيه
حرق الأوراد
واحترف شرب النخلة، ذات فكرة .

والشريف أحمد
صبر ندي
اسمر بين كثافة الخريف

الشحاذون الأشياع
خرافة هزيلة بددتها طلاسم الأمس المنيع
ينحتون صلاتهم
عند هجير
أمده
صخرتا سيزيف وجيل مزور
من عناصر العصب .

الريح الريح
تحرث فوضاها
عند مواخير الحرف المسن ..
وأنا ماض
بين مناجم الكلمات
وعرائش العنب
أحرث
لمأساتي وطناً
والبحر عميق
والشريف أحمد هيكل سيء الحظ

مازلت صفعة
تطرق نهاري قلقاً ومجيئاً
آواه في نجواي أرى البحر عرقا للأرض
وأراني
زيتاً معفراً للحرق

البحر يرتادني
الشريف أحمد يقرع سحائبي
الوقت ألف عام
الرؤية ليست تماماً
نحاس .

العطر مسك الفاتحين
القول نزيه
لست الآن
أفتتح البريد
بعض الوقت
بعض القلب
الرئة عهدها نفس زكي
شتات القول
أثر بليغ…


غن: صلاح محمد عجينة (قريبا من ناصية البئر والتحول)، طبعة خاصة، طرابلس، 2003م.

مقالات ذات علاقة

أحــبك

منيرة نصيب

قصاصة حُلُمٍ أزرق

عبدالسلام سنان

إلى نفسي

عاشور الطويبي

اترك تعليق