الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
أقيمت في حوش محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس احتفالية إشهار وتوقيع كتابيّ (القلب يصفق) و(قولوا يا رب) برعاية جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس اللذان يضمان مجموعة من المقالات الصحفية والنصوص الشعرية للشاعر الراحل “أحمد الحريري” بعضها ينشر لأول مرة حيث تولى إعدادهما وتجميعهما الكاتب والإعلامي “يونس الفنادي” وذلك مساء يوم الخميس 23 يونيو الجاري بحضور لافت للكتاب والأدباء والمثقفين والفنانين ومحبي شعر الراحل الحريري، وقدمت وأدارت الاحتفالية الإعلامية “فريدة طريبشان” التي أشارت بأن الشاعر “أحمد الحريري” لم يكن مجرد كاتب أو فنان عابر في مسيرة الصحافة والفن في ليبيا بل هو قامة من قاماتنا الإبداعية الوطنية التي نعتز ونحتفي بها عرفانا وتقديرا لكل ما منحنا إياه من لحظات بهجة وطرب وفن ومرح وضحك نسجها بدفقات روحه النقية المُحبة لقيم الخير وفكره المستنير المنحاز للجمال وللمدينة وللوطن وللإنسان أولا وأخيرا.
فيما شارك الكاتب الصحفي “محمود البوسيفي” بكلمات قرأتها الإعلامية “فريدة طريبشان” يقول عبرها : شراع يونس الفنادي يرحل في نهر أحمد الحريري يلاحق سرب نوارس صوب مرافئ تتدافع على شرفات بيوتها مناديل وردية تلوح بالحنين، ويضيف البوسيفي بأن يونس الفنادي يعيد استنطاق الحريري يمسح غبارا تسلل من نوافذ تصدعت بفعل هموم الناس ووطأة الظروف.
وفي سياق كلمته أكد الكاتب والإعلامي “يونس الفنادي” أنه قد قام باستلام باقة من نصوص الشاعر الراحل من الإعلامية “نعيمة الطاهر” ليتم تجميعها وتبويبها موضحا بأن مقدمة الكتاب تنقسم إلى قسمين قسم يخصني كتبته وقسم كتبته الإعلامية “نعيمة الطاهر” وهي تتناول فيه قصتها مع الشاعر الراحل وسبل حصولها على تلك النصوص، ولفت الفنادي إلى أن أحمد الحريري عبقري لا أظن بأننا قادرون على أن نفيه حقه، مشيرا أن الدور الذي قام به يكمن في اطلاعي على ملفات المقالات والأشعار واخترت بعضها للنشر لأن هناك نصوص ومقالات كثيرة أخرى لا يسع المجال لنشرها كلها مثل مقالات زوايته الصحفية -من غير كلام- وأوضح لقد أضفت التاريخ الميلادي المسيحي للمقالات الصحفية مع الابقاء على تاريخها المسجل سواء من وفاة الرسول أو ميلاد الرسول اللذين كانا متبعين في بلادنا خلال فترات نشرها وأضاف حصرتها عدديا ووضعت لها فهرسا بآخر الكتاب دون تصنيف لتسلسلها سواء من حيث مضامين موضوعاتها الاجتماعية والسياسية أو جنسها الشعري وتابع: ثم اخترت عنواني الكتابين ورأيت أن يظهر كتاب مقالاته الصحفية بعنوان (قولوا يا رب) وهو الدعاء الذي كان الراحل الحريري يختتم به مقاله الصحفي الرشيق، بينما اخترت عنوان ديوان النصوص الشعرية(القلب يصفق) وهو عنوان يمثل أيقونة تحياته وتقديره لكل ما ينال استحسانه وأتبعتها بعبارة من أشعار أحمد الحريري كون أن هنالك الكثير من الأشعار والنصوص لم تنشر في هذا الإصدار وربما تنشر لاحقا إن سنحت الفرصة
من جانب آخر ألقى السيد “يوسف الخوجة” كلمة جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس قائلا أن اليوم يتجدد اللقاء معكم من خلال مساهمة الجهاز في إنجاح كافة الأنشطة والبرامج الثقافية والعلمية التي تقام داخل المدينة القديمة طرابلس وأعلن عن توفر عدة مخطوطات للشاعر الراحل لدى الجهاز، كما أثنى الفنان “عبد الباسط أبوقندة” وكيل وزارة الثقافة على ما بذله الكاتب “يونس الفنادي” من جهد يحمد فيشكر، موضحا أن الراحل الحريري لا تفيه عبارات التقدير والامتنان على مشوار إبداعي حافل، كذلك شاركت كل من الكاتبة الصحفية “فاطمة محمود” بكلمة قرأتها بالنيابة عنها الكاتبة الصحفية “سالمة المدني” والإعلامية “نعيمة الطاهر” وأيضا شاركت الكاتبة “لطفية القبائلي” بكلمة قرأتها الأستاذة “أمل بن ساسي” وتحدثت الفنانة “خدوجة صبري” عن آواصر الود والتعاون الفني التي كانت تربطها بالشاعر الراحل، لتقرأ لاحقا الإعلامية فريدة طريبشان” نص للحريري بعنوان (كله وطن واحد) وتعقبها الأستاذة “أمل بن ساسي” بقراءة لنص (نص خط الفقيه)، وفي ختام الاحتفالية قدم الموسيقار والملحن “عبد السلام قرضاب” فقرة غنائية لإحدى قصائد الراحل، ومن ثم بدأ الكاتب “يونس الفنادي” في توقيع عدد من النسخ للكتابين ممهورا باهدائه.