ماذا يعني لك الحب؟ وأي الناس أجدر بحبك، الراعي أم الرعية؟ ولماذا نحن سكان العالم الثالث لا نعرف من الحب شيئا إلا حب الزعماء؟ نعم الزعماء لا الأوطان!! هنا أضع مئات العلامات من التعجب!! هل ما فعله الزعماء في عالمنا يضاهي ما قام به تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية؟ أو شارل ديقول؟ مهاتير محمد؟ بول كاغامي؟ نيلسون مانديلا؟ بكل تأكيد لا. إذا السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا فعلوا كي يحظوا بكل هذا الحب الذي نشاهده عبر شاشات التلفاز حتى أني سمعت شخصا يمتدح أحد الزعماء قائلا: لولاك ما خلق الله الكون … هل هذا هوس أم ضرب من الحماقة؟ أو ربما هذا ما يطلق عليه الحب الحقيقي!! هل شعوب العالم المتقدم تضحي بالغالي والنفيس كي يعيش الزعيم؟ وهل إذا ساعدهم أحد زعمائهم في تحرير أرضهم المغتصبة، أو إعطاء البعض حقوق هي في الأصل لهم يصغونه تاجا على رؤسهم وسخروا له كل خيرات أوطانهم وفلذات أكبادهم دون رقيب أو حسيب!! ويجعلون منه حاكما أبديا بل وقد ينتقل إلى أبنائه من بعده؟ الشاهد هنا يقول شارل ديقول بعد الحرب العنيفة والمرهقة التي خاضها من أجل تحرير فرنسا عندما انتصر أراد أن يترشح للرئاسة فترة ثانية، لكنه لم يفز، هل أنزل الدبابات للشوارع وقال: أحكمكم أو أقتلكم؟ أو أنه امتثل لرأي الشعب الفرنسي وماذا قال العالم عن اختيار الشعب؟ هل قالوا شعبا ناكرا للجميل!! أو قالوا ديقول أو تشرشل كليهما ضحى بنفسه من أجل بريطانيا أو فرنسا كما يحدث في عالمنا؟. سيقول البعض إني أعشق زعماء الغرب لأني لم أذكر مزايا زعماء العالم الثالث المرموقين المبجلين, ظل الآلهة، صفوة البشرية على الإطلاق؛ لم يقوموا بشيء يذكر لصالح شعوبهم النائمة في العسل، عسل الكلمات الرنانة, والشخصية القوية, النرجسية,التي لا تقهر, والتحدي الزائف, والأمجاد الكرتونية, أما من يستيقظ أمامه خياران: الهروب من العسل المزيف, أو تحمل لسع الدبابير. لأجل بقائهم في السلطة نكلوا بالتعليم والمتعلمين, جعلوا من القانون مطية يركبونها كيفما شاؤوا, تهدر الميزانيات لأجل تزوير التاريخ والحقائق, وتشويه خصومهم, وانتصارات مغشوشة معجونة بذل الفقراء يصنعونها كي يبهرون بها البقية الباقية من شعوبهم. الكارثة والطامة الكبرى أن هناك دراسات أثبتت بالدليل القاطع أن المجتمع الذي تظهر فيه هذه الأعراض مجتمع مريض يحتاج إلى علاج طويل المدى, هذا وإلا قد يتطور المرض ويتعاظم ويتفاقم ويملاْ قلوب شعوب عالمنا بالحب لكن يا ترى أي حب؟ آه ما أفظع ما أريد البوح به؛ تصبح قلوب شعوبنا معلقة متيمة بكل شخص غليظ القلب شديد الدهاء, يحمل في يده عصا. السؤال هنا كيف يكون العلاج؟؟ تدل بعض التجارب التي نجحت في أصقاع آلأرض البعيدة معالجة مثل هذا الداء الذي أصابنا وكان الطريق كالٱتي: أولا: إعادة تأهيل أفراده. ثانيا: تعليمهم الحب؛ حب الوطن أولا, والأسرة ثانيا, والمجتمع ثالثا, والإنسانية رابعا. لأن مثل هذه المجتمعات يعاني أفرادها من نقص العاطفة لانشغال الآباء في توفير لقمة عيش كريمة.
فتحي محمد مسعود
فتحي محمد محمد مسعود.
من مواليد طبرق عام 1979م.
صدر له: حكايات حكيم (2013) – حكايات طيب (2014) – أوره سالم (2018) – أسطورة شفاء جرف (2019) - لن ترضى عنك روما (2021) - إريروس (2021).
وله تحت الطبع : (أبوبكر الصديق) – (حياة على ورق) – (البحث عن الغائب) – (الألم بين عصرين).
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك