متابعات

إضاءات حول التاريخ الليبي القديم

الطيوب

الدكتور “شوقي إبراهيم معمر”

نظم المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ضمن موسمه الثقافي لعام 2021-2022م في مدينة طرابلس محاضرة بعنوان (تاريخنا الذي لم يُقرأ) وذلك مساء يوم الأربعاء 12 من شهر يناير الجاري، قدمها الدكتور”علي الهازل” وألقاها الدكتور” شوقي إبراهيم معمر” الذي تناول من خلال ورقته البحثية دراسة مقارنة حول تادرارات أكاكوس ما بين التاريخ القديم مستشهدا بمجموعة من رسومات ما قبل التاريخ والمخزون الثقافي للهوية الليبية القديمة وما تنطوي عليه من عادات وتقاليد جسدتها المرأة الليبية أو المغاربية مما يعزز من عمق وأهمية التراث في الدراسات التاريخية والأثرية، ويوضح في هذا السياق أن بعض هذه الأبحاث توصلت لاكتشافات هامة عن تاريخ أبجدية التيفيناغ عبر عدة اكتشافات أثرية يعود البعض منها لمنتصف القرن المنصرم متسائلا لماذا يصمت البُحاث والمهتمين الليبيين تجاه هذا الإرث الكبير ؟

التاريخ والأسطورة

فيما أشار الدكتور شوقي إلى أنه لا وجود لتاريخ دون وثائق ولا وجود لتاريخ مبني على الأساطير والخرافات ومبني على ما يقوله أو يذكر من مجهولين رغم تطور علم التاريخ كباقي العلوم الأخرى، مؤكدا أن الكثيرين يحاولون التشبث بالمدرسة القديمة التي كانت تستقي تاريخها من الأساطير والخرافات الأسطورية البعيدة عن الواقع التاريخي وقراءتها قراءة موضوعية أساسها الحياد والمنهج العلمي والأكاديمي.

ولفت أن تطور علم التاريخ تزامن مع تطور علم الإنسان أو الأنثربولوجيا رغم أن نظرية دارون يعدوها الكثيرون انتهاكا للمقدسات ولقد أثارت هذه النظرية منذ أن أعلن عنها تشارلز دارون في عام 1871م الكثير من من الجدل والخلافات سواء على مستوى العلم والعلماء أو على مستوى القيم الروحية والمعتقدات الدينية إلا أنها تظل نظرية علمية كأي نظرية أخرى لديها الدليل دون يقين .

غياب المصادر التاريخية الدقيقة

وأردف قائلا بأن السؤال الذي يطرح نفسه يتمحور حول من أين جئنا ؟ فهذا الشمال الإفريقي وصحرائه الكبرى المليئة بالأدلة القطعية عن تواجد الإنسان منذ آلاف السنين من خلال النقوش والرسومات والأدوات الحجرية وفنونه بشتى أنواعها من رسومات تتجسد في الإنسان وحياته اليومية وفنونه الأخرى من عادات وتقاليد عاشها هذا الإنسان في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ البشرية، وتابع الدكتور شوقي إن الإنسان كما نراه اليوم من خلال رسوماته وأبجديته ورغم الدراسات والاكتشافات الهامة في ليبيا وشمال إفريقيا إلا أنه لايزال بعضنا متشبثا بنظرية العقيدة لدرجة الإيمان بحقيقة ليست علمية، حيث أكد بأن العلم شيء متحرك لا يبنى على عقيدة أو جهوية أو تطرف فالعلوم تبنى على أسس علمية بحتة وواصل حديثه أن البعض يردد ويكرر تاريخ الأصول القديمة الحديثة فصرنا عربا أقحاح قادمون من حمير واليمن دون أية أسانيد أو مصادر علمية دقيقة لتصبح رواية ابن الكلبي هي مصدرنا وأصبحت إفريقيا تنسب إلى إفريقش وليبيا كاسم أصبحت عريبيا ووصل الأمر بشكسبير إلى الشيخ زبير والإله إيزيس إلى النبي إدريس والتيفيناغ هي التفيناق وهلم جرا.

الكتابة الحيادية للتاريخ

من جهة أخرى أوضح الدكتور شوقي أن تطور العالم في علم التاريخ والآثار والأنثربولوجيا تطورا خطيرا ليصبح لدينا علم يسمى باليو انثربولوجيا أي علم أصول الإنسان وتطوره ليدخل تحت هذا العلم علم التاريخ وعلم الأعراق وعلم الكهوف مع الاستعانة بعلوم أخرى مثل علم الأحياء وعلم الجيولوجيا وعلم الوراثة وعلم التشريح وعلم البلينولوجيا وعلم طبقات الأرض وعلم تقسيم الزمن إلى فترات جيولوجية، وتابع: ورغم ذلك لازلنا نكرر خرافات لا علاقة لها بعلم التاريخ ولا علم الآثار فتاريخنا تأسس على أسطورة ولايزال ويريدوننا أن نبني أبحاث علمية ومنهجية على أساس أسطوري لا صلة له بالواقع التاريخي، مضيفا أن أسطورة سالوست تحدثنا بعد 800 سنة عن هجرة الفينيقين وتريد منا التصديق ووجب علينا تصديق أسطورة عليسة وجلد الثور التي لا يصدقها عاقل، وتساءل عن أي تاريخ نتحدث لقد فشلنا في البحث عن واقع التاريخ وأحداثه الحقيقية التي يقبلها المنطق والعقل ونردد ما ذكره الأولين دون التمعن والتدقيق في تلك الروايات.

مقالات ذات علاقة

الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة بيت اسكندر للفنون لعام 2021

مهند سليمان

ايمن العتوم يستهجن الأدلجة والأجندات الضيقة في الأدب

مهنّد سليمان

نتائج مهرجان بنغازي لفيلم الهاتف المحمول

المشرف العام

اترك تعليق